عبدالرحمن إبراهيم يستولي على شعر غيره في (أوتار يمانية)!

> «الأيام» مختار مقطري:

> بثت فضائيتنا اليمنية (الموقرة) عصر يوم الاثنين 8 مايو الجاري حلقة جديدة من برنامج (أوتار يمانية) استضافت فيها الفنان القدير نجيب سعيد ثابت، وقدم البرنامج أربع أغنيات من أغانيه المسجلة والموثقة لديها وأغنية أخرى للفنان الكبير الراحل محمد سعد عبدالله، وهي (خصامك زاد)،(يوم التلاقي)،(ماتفتكريش)،(انسى الجراح) والخامسة أغنية محمد سعد (طال انتظاري). الحلقة كانت متميزة بضيفها الفنان القدير نجيب سعيد ثابت، الذي ما زال يواصل مشوار التجديد والابتكار في الأغنية اليمنية مع الحفاظ على أصالة تراثها وهو صاحب مششوار فني طويل في هذا المجال لم يكتف كما اكتفى عدد غير قليل من (المغنين) ممن ظهروا بعده بالغرف من التراث وتقديمه بصورته وقوالبه وطريقة تقديمه القديمة بل ونسبوا ألحان التراث إليهم دون خجل ولا حياء وركبوا عليها كلمات جديدة لا يرتقي مستوى معظمها إلى مستوى الكلمات الجميلة في أغاني التراث.

ولكن يبدو أن القائمين على البرنامج لا يعرفون غير نفر قليل من كتاب الأغنية وملحنيها الكبار من عدن، ولعلهم لا يعرفون من شعرائها بعدن غير الشاعر القدير عبدالرحمن إبراهيم فقط، ففي الأغاني الخمس كلها قرأنا على الشاشة عبارة (كلمات الشاعر عبدالرحمن إبراهيم) مكتفياً - أي البرنامج - بعبارة أخرى هي (غناء الفنان نجيب سعيد ثابت) في حين أنه لا أغنية واحدة من بينها من كلمات الشاعر عبدالرحمن إبراهيم، وعدم ذكر اسم ملحن كل أغنية يجعل المشاهد يظن أنها من ألحان الفنان نجيب سعيد ثابت، والحقيقة أن أغنية (خصامك زاد) من كلمات الشاعر الكبير أحمد الجابري وتلحين الموسيقار الراحل جميل غانم، وأغنية (يوم التلاقي) من كلمات مختار مقطري وتلحين نجيب سعيد ثابت و أغنية (ما تفتكريش) من كلمات أحمد جابري ايضاً وألحان الفنان الكبير الراحل محمد عبده زيدي وأغنية (انسى الجراح) من كلمات مختار مقطري وألحان نجيب سعيد ثابت، أما أغنية (طال انتظارك) فهي من كلمات وألحان الفنان الكبير الراحل محمد سعد عبدالله.

وعلى الرغم من أن نجيب سعيد ثابت وعدداً قليلاً آخر من الفنانين غنوا من كلماتي إلا أنني أعلن دائماً وفي كل مناسبة بأني أكتب الشعر ولكني لست بشاعر ولن أرتقي بشعري مهما حاولت إلى مستوى أحمد الجابري أو محمد سعد أو عبدالرحمن إبراهيم، ولذلك أكتب هذه السطور لأشير إلى الأهمال الكبير في التوثيق لدى فضائيتنا اليمنية (الموقرة) وعدم مراعاتها الحفاظ على الحقوق الأدبية وربما المادية أيضاً لشعرائنا وملحنينا وفنانينا الكبار، وخصوصاً ممن أنجبتهم عدن أدبياً وفنياً وأسهموا في ازدهار الاغنية اليمنية فيها في عصرها الذهبي.

وفي اتصال هاتفي مع الفنان نجيب سعيد ثابت عبر لي عن استيائه الشديد مما حدث، محملاً القائمين على البرنامج المسؤولية الكاملة، مؤكداً لي أن الاغاني الخمس كان قد صورها للفضائية اليمنية عام 1997م وأخرجها المخرج إبراهيم الابيض، وحينها قدم كشفاً بأسماء الأغاني وأسماء مؤلفيها وملحنيها.. ألا يدعونا حديث الفنان نجيب هذا إلى القلق على الطريقة التي يتم بها توثيق أغانينا في الفضائية اليمنية.. هل توثق بأسماء مؤلفيها وملحنيها؟ أم أن الخطأ يحدث عند إعادة بثها في برنامج أو سهرة فنية؟ ألا يدل ذلك على أن معظم معدي البرامج الفنية ومعظم القائمين على التوثيق الفني في فضائيتنا(الموقرة) لا يفقهون سوى القليل عن مختلف ألوان الغناء اليمني ولا يتحمسون إلا للون الذي أسموه بالغناء الصنعاني.

فهل لنا أن نطمئن اليوم على أن العطاء الفني الكبير للموسيقار أحمد قاسم موثق توثيقاً سليماً وكذا عطاء غيره من الفنانين الكبار؟ وإذا تخلصنا من الريبة والظنون، فهل لنا اعتبار ما حدث في برنامج(أوتار يمنية) مجرد خطأ والخطأ وارد، ولكن مجرد الخطأ يمكن أن يمس خمس أغنيات قدمها البرنامج. وإذا كان لا بد من إعفاء المسؤول عن هذا الخطأ من العقاب بعد إلغائنا منذ سنوات طويلة مبدأ مكأفاة من أصاب ومعاقبة من أخطأ في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، أفليس حرياً بالقائمين على البرنامج تقديم اعتذار رسمي لأسماء شعرية وموسيقية كبيرة طمس البرنامج حقوقهم الأدبية وهم أحمد الجابري والراحلون الكبار جميل غانم ومحمد سعد عبدالله ومحمد عبده زيدي، وكذا الاعتذار للفنان القدير نجيب سعيد ثابت الذي بدا في البرنامج وكأنه ينكر حقوق هؤلاء وأنه المسؤول مسؤولية مباشرة عن هذا الخطأ الجسيم، وأخيراً الاعتذار للشاعر القدير عبدالرحمن إبراهيم الذي جعله البرنامج يبدو وكأنه قد ارتكب سرقات أدبية ونسب شعر أحمد الجابري ومحمد سعد عبدالله وكلمات شعري المتواضعة إلى نفسه؟ ولن يتحقق هذا الاعتذار ولن يكون رسمياً إلا بإعادة هذه الحلقة من البرنامج بعد تصحيح هذه الأخطاء المسيئة لـ (أوتارنا اليمنية) ولفضائيتنا (الموقرة).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى