خبراء.. وجود فيروس (اتش5 ان1) في الدم ربما يتيح طريقة فحص جديدة

> هونج «الأيام» كونج تان اي لين

> رصد علماء في تايلاند فيروس (اتش5ان1) المسبب لانفلونزا الطيور حيا في دم صبي توفي في ديسمبر كانون الأول في اكتشاف ربما يؤدي إلى طريقة أكثر أمانا في تشخيص المرض لدى الإنسان.

وفي الوقت الراهن يجري أخذ عينات من إفرازات الجهاز التنفسي لمعرفة ما إذا كان الشخص مصابا بالفيروس. ولكن هذه الطريقة التي تؤدي لرد فعل في صورة سعال حاد لدى المريض قد يسفر عن نشر المرض إذا كان موجودا فيصاب الأطباء والممرضات الذين يجرون هذه الفحوص.

وخلال انتشار مرض التهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارز) في هونج كونج عام 2003 انتهى الحال بعشرات من العاملين في المجال الطبي إلى الإصابة عندما كانوا يدخلون أنابيب عبر الفم أو الأنف إلى الحلق لتمرير الأكسجين إلى الرئتين لمساعدة المرضى على التنفس.

وقالت بارفابان باتاراكوسول وهي عضو في الفريق التايلاندي وخبيرة في علم الأحياء المجهري بجامعة تشولالونجورن إنه تم العثور على أعداد كبيرة من فيروس (اتش5 ان1) في بلازما دم طفل عمره خمس سنوات بعد أكثر من 12 يوما من أخذ العينة.

وهذا أمر غير معتاد إذ يقول خبراء علم الأحياء المجهري إن الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي لا توجد في العادة في مجرى الدم بعد هذه الفترة الطويلة لأن وجودها ينحصر في الجهاز التنفسي ولا تتكاثر بشكل جيد في الدم.

وناشدت باتاراكوسول العلماء أيضا دراسة ما إذا كان من الممكن اعتبار اخذ عينات من الدم وسيلة يمكن الاعتماد عليها في تشخيص المرض.

وقالت"إذا كان بإمكاننا العثور على الفيروس في الدم فقد يكون الدم نوعا آخر من العينات التي يمكننا أخذها والاستعانة بها في التشخيص بدلا من استخدام افرازات الجهاز التنفسي."

وأضافت إن أخذ عينة من الدم "مسألة سهلة وأفضل من أخذ عينات من افرازات الجهاز التنفسي التي يمكن أن تكون خطيرة لأن هذه الإفرازات شديدة العدوى."

وتابعت "لابد أن تجرى دراسة أخرى لمعرفة ما إذا كان الدم عينة مناسبة. إذا كانت هناك حالات إصابة بشرية أخرى بفيروس (اتش5 ان1) فلابد أن نأخذ عينات من الدم ونحاول اكتشاف الفيروس في الدم وحينئذ يمكننا معرفة ما إذا كان الدم وسيلة فحص ملائمة للتشخيص."

وربما يفسر هذا الاكتشاف السبب الذي يجعل ضحايا (اتش5 ان1) يعانون من أمراض متكررة عندما ينتشر الفيروس في كل أنحاء الجسم ويتوفى الضحايا بسبب فشل عدة أعضاء في الجسم. وسينشر هذا الاكتشاف في عدد يونيو حزيران لدورية الأمراض المعدية الناشئة التابعة لمجموعة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها

وقالت باتاراكوسول "عندما تصل الفيروسات إلى الدم هناك احتمال في إصابة كل الأعضاء في الجسم."

كما أن ذلك سيكون له أثر على التبرع بالدم والعاملين في مجال أخذ عينات الدم,وبالرغم من أن التقارير تتحدث عن إصابة 207 أشخاص في كل أنحاء العالم منذ أواخر عام 2003 توفي منهم 115 يقول العلماء إن الكثير من حالات الإصابة بفيروس (اتش5 ان1) البسيطة ربما لم تكتشف على الإطلاق.

وفي هونج كونج حيث قام الفيروس بأول اجتياز لحاجز الأنواع فأصاب الإنسان وأسفر عن وفاة ستة عام 1997 أظهرت فحوص لاحقة أن بعض العاملين في المستشفيات وغيرهم الذين لم يمرضوا خلال خلال نلك الفترة كانوا يحملون أجساما مضادة لفيروس (اتش5 ان1) مما يعني أنهم أصيبوا.

وقالت باتاراكوسول "لابد أن نظل متذكرين هذا الأمر (قدرة الفيروس على المكوث في الدم) عند التبرع بالدم أو خلال عمليات نقل الدم."

ولكن جوليان تانج وهو خبير في علم الأحياء المجهري بالجامعة الصينية في هونج كونج قال إن هذا الاكتشاف يدعو إلى التفاؤل.

ففي خلال الإصابة بأمراض مثل الجديري أو الحصبة ربما تمكث الفيروسات أكثر من أسبوع في مجرى الدم مما يسمح بإفراز كريات لمفاوية ت وب في جهاز المناعة لدى المريض مما يساعد على تكوين مناعة ضد هذا المرض مدى الحياة.

وقال تانج "إذا ما أحدثت انفلونزا الطيور وجودا للفيروسات في الدم يظل قابلا للاكتشاف لعدة أيام فإن رد الفعل للقاح مضاد لفيروس (اتش5 ان1) قد يكون أطول وأكثر وقاية من رد الفعل تجاه اللقاحات المضادة لأنواع الانفلونزا الأخرى التي تسببها فيروسات غير (اتش5 ان1) لأنه سيكون هناك تحفيز أكثر كثافة كي تفرز مولدات المضادات كريات لمفاوية معينة من ت وب."

ويقول خبراء إن الكريات اللمفاوية وهي الخلايا الموجودة في الدم التي تفرز الأجسام المضادة لديها خلايا ذاكرة وهذه الوظيفة تتيح لها تذكر مواجهة سابقة مع سلالة (اتش5 ان1) فتفرز الأجسام المضادة للقضاء على مفعول الفيروس في مواجهات أخرى.

ومضى يقول "الذين ينجون من انفلونزا الطيور ربما تتكون لديهم وقاية أكثر فاعلية لفترة أطول من نفس سلالة الفيروس (اتش5 ان1) (أي المناعة المكتسبة طبيعيا) في حالة تعرضهم مرة أخرى لنفس السلالة في المستقبل القريب." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى