تبليد مجتمع

> منى عوض باشراحيل:

> جدية التعليم أصبحت صورة مقززة يشمئز منها الطالب والمعلم على حد سواء. المدرسة، الثانوية، الجامعة، لم تعد تعني الكثير في ظل التشجيع على الغش والنهوض بالفساد التربوي، والتعليم بالمنفعة (شيلني واشيلك)، ببساطة شهادة بلا سهر أو تعب عيون واستهلاك كهرباء (مقطوعة أصلاً) - المهم شهادة - حتى وإن كانت العقول فارغة زين بشهادتك الجدار.

وأغرب ما يمكن أن يتصوره عقل هو طلب أصحاب السلطة المدرسية أو الجامعية من المدرسين عدم ترسيب الطلاب، حيث نجد أن مديرا في مدرسة أو ثانوية أو عميدا أو رئيس قسم في إحدى الكليات يجتمع بزملائه فقط للتوصية «جزعوا الطلاب يا جماعة علشان سمعة المدرسة، أو الكلية». عيب يا أساتذة، التعليم أمانة، صحيح أن الأمانة لا قيمة لها الآن، ولكن على الأقل دعونا نكون أمناء فيما يتعلق بمسألة تنمية العقول وتثقيف الإنسان، يكفي بلاهة، المجتمع مكتف بما يحويه فلا (تزيدوا الطين بلة) حافظوا على نظافة رواتبكم من الحرام. ما جدوى سهركم لتحضير الدروس ووقوفكم لخمس وأربعين دقيقة في المدرسة وساعتين إلى ثلاث في الجامعة إذا كنتم توافقون رؤساءكم على هذه الجريمة.. هؤلاء أبناؤكم وبناتكم، حرام عليكم.

الفشل معناه التعلم، فإذا أحس الطالب أنه قد يفشل مرة أخرى حينما يمنع من الغش أو يمتنع المعلم من تمريره للنجاح، هنا سيتعلم أن ينجح بشرف حتى وإن كانت درجته (مقبول)، سوف يجد لذلك لذة أخرى.

منذ البدء يجب أن يتعلم الطالب لذة النجاح بجهده الخاص وهذا دور المعلم القدوة، فمن دون انضباط وأمانة وعين جادة تراقب وتتبع ما يجري وراء كواليس التعليم تصبح العملية فوضى، ولن تكون لدينا أجيال قادمة إلا متسلحة بهبوط المعرفة والأخلاق والدين والعلم.

الهدف من التعليم هو تنمية الإنسانية والروحانية والعقلية...إلخ في الإنسان، ومن ثم تنمية مجتمع لا يعجز عن الوقوف دون عكازات تمتص دمه، مجتمع دون دونية ونامية.

فمن هو الجيل القادم الذي تسلح بالغش والكذب والتزوير؟ هو مجتمع منحل أخلاقياً وأدبياً وعلمياً، مجتمع بلا إنسان.

تحية وتقدير لكل مدرس ومدرسة يحترم نفسه وحلال راتبه، لديه ضمير إنساني لا يخضع للرغبات الشاذة من المدير أو رئيس القسم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى