> ظل الطيران حلم الإنسان منذ القدم وكان عباس بن فرناس، هو أول عربي فكر بالطيران ، وبذل عصارة فكره لتحقيق هذا الحلم الذي دفع حياته ثمناً له، لتتوالى التجارب والمحاولات، وإدخال التقنية وعلوم الطيران التي أصبحت تتطور باستمرار بعيداً عن عالمنا العربي، الذي لم يول هذه الفكرة العربية الأصل أي اهتمام ، وقد شهدت مدينة شبام بحضرموت إحدى هذه المحاولات الناجحة للطيران الشراعي،والتي تحولت إلى مهرجان دام ثلاثة أيام على فترتين صباحية ومسائية، حيث استمتع (إلين أرمكوس) بطل العالم في الطيران بالمظلة الطائرة بالمحرك بالتحليق فوق شبام ،وهو فرنسي الجنسية ولد عام 1960م .. «الأيام الرياضي» زارت هذا الطيار المظلي العالمي في مكان إقامته بفندق قصر الحوطة بمديرية شبام وحاورته.. فكانت المحصلة التالية :

> متى فكرتم في الطيران بالمظلة الطائرة بالمحرك؟

- ممارسة هذا النوع من الرياضة والمتمثل في الطيران بالمظلة الطائرة بالمحرك كان حلماً راودني منذ الطفولة، فقد كنت راعياً للأغنام، وهذا أتاح لي فرصة التفكير في الطبيعة، وقد شدني كثيراً منظر الطيور وهي تحلق في الفضاء، فقررت أن أحقق هذا الحلم وكنت مثابراً وحريصاً على مواعيد التدريب على الطيران تدريجياً.. إضافة إلى ذلك كان كل من حولي يشجعني على ممارسة هذه الرياضة الجميلة.

> ما هي الإنجازات التي حققتها في رياضة الطيران المظلي؟

- في عام 1992م شاركت في بطولة العالم للطيران المظلي، وهي أول بطولة رسمية أشارك فيها، والتي كان فيها التنافس قوياً واستطعت في هذه البطولة أن أحقق المركز الثاني على مستوى العالم، ثم شاركت في عام 1994م في بطولة فرنسا، والتي حصلت فيها على لقب بطل فرنسا، أما في عام 1996م فقد شاركت في بطولتين الأولى كانت بطولة العالم، والثانية كانت بطولة جنوب أفريقيا، وتمكنت من الفوز في البطولتين، وهذا يعد دافعاً لي لمواصلة المشوار وحصد البطولات في المستقبل، وهذا يتطلب مني بذل المزيد من الجهد حتى أحافظ على هذه الإنجازات، وتحقيق ألقاب أخرى على مختلف المستويات مستقبلاً.

> وماذا عن تجربتك مع التصوير الجوي؟

- من خلال مشواري الرياضي كنت حريصاً على القيام بالتصوير الجوي، فكانت بدايتي مع التصوير في عام 1996م فكانت محصلة ذلك التصوير 50 فيلماً عن الطبيعة والطيور والحيوانات البرية، وتحصلت على جائزة أفضل مصور لفلمين، ومعظم أفلامي تعرض على محطات التلفزيون الفرنسي والألماني.

> ماهي الدول العربية التي زرتها وما هو الشيء الذي أثار إعجابك فيها؟

- قمت بزيارة عدة دول عربية منها: الجزائر وتونس والمغرب وموريتانيا وعمان والسعودية وأخيراً اليمن، وقد كان جمال الصحراء والحيوانات، بالإضافة إلى الفن المعماري المتميز والجذاب، وعادات وتقاليد العرب محل إعجابي ودهشتي لما تتمتع به هذه الدول العربية من جمال في الطبيعة وكرم الإنسان العربي.

> وماذا عن زيارتك إلى حضرموت وهل تنوي زيارة مناطق أخرى باليمن؟

- تأتي الزيارة لليمن لتتبع طريق (البخور) .. هذه التجارة التي اشتهرت بها اليمن، وزيارتي لحضرموت كانت في جدول زياراتي، وتحديداً مدن شبام ودوعن وتريم، التي تعد من المدن التي دائماً ما تبهر الزائر، وسوف أقوم بالتحليق خلال هذه الأيام فوق تريم ودوعن.

بعد أن انتهي من التحليق فوق مدينة شبام الذي استغرق مني ثلاثة أيام شعرت خلالها بالمتعة.

> هل أفهم من حديثك أن مدينة شبام هي أول مدينة يمنية تحلق فوقها؟

- هذا صحيح، لأنني شاهدت هذه المدينة عدة مرات من خلال الصور التي يحضرها بعض أصدقائي، الذين زاروا شبام ويحدثوني عن ما تحويه من فنون العمارة، فقلت في نفسي إن أول شيء أقوم به عند زيارتي لحضرموت هو الطيران فوق مدينة شبام.

> بعد طيرانك فوق مدينة شبام كيف وجدتها؟

- لقد شاهدت لوحة معمارية نسجت من الطين وأخذت ألوانها من الطبيعة المحيطة بالمدينة، وهذا دليل على حضارة وتاريخ الإنسان اليمني في هذه المدينة، التي تعد من أجمل المدن والمناطق التي زرتها وكان لي شرف الطيران في سمائها،ولقد شعرت وأنا أتجول بطائرتي المظلية فوق شبام، وكأنني فوق ناطحات السحاب في نيويورك، وقد قمت بتصوير المدينة من الجو، وسوف يعرض كل ما تم تصويره عن شبام في فيلم وثائقي مدته 15 دقيقة.

> موقف واجهك وأنت تحلق فوق مدينة شبام؟

- كنت كلما أطير فوق شبام واقترب من المنازل كان الناس يرحبون بي، والبعض الآخر يدعوني إلى تناول الشاي، وهذا موقف سيظل عالقاً في ذاكرتي لأنه دليل على طيبة الإنسان اليمني في هذه المدينة، التي تجبرك على الوقوف أمام روعتها، وهذا كان دافعاً قوياً بأن أطير فوق شبام ثلاثة أيام بمعدل ساعتين ونصف في اليوم، باحثاً عن خفايا وجمال الفن المعماري.

> ماهي أعلى مسافة طرتها وكم ساعة طيران متواصلة قمت بها؟

- أعلى مسافة طرتها هي 5640 متراً واستطعت أن أطير لمدة 5-6 ساعات طيران متواصلة، وأول بطولة لي كانت مدتها ثلاث ساعات ونصف (طيران متواصل).

> بماذا تنصح من يريد ممارسة هذا النوع من الرياضة؟

- يجب أن تمارس هذه الرياضة على شكل مجموعات من 10 إلى 20 شخص، وأن يتدربوا على أيدي مدربين مؤهلين في هذا المجال، إضافة إلى توفر الرغبة الصادقة والثقة بالنفس والمكان المناسب، فقد شاهدت خلال زيارتي هذه لحضرموت بأنه هناك أماكن كثيرة مناسبة للطيران والهبوط وبصورة آمنة.

وأدعو كل من يمارس هذه الرياضة أن يطير ويحلق فوق شبام..

وعندها سيشعر بمتعة وجمال هذه الرياضة.