في لقاء الصقر وتلال عدن يوم أمس الأول الخميس وفي غمرة المنافسة القوية بين التلال والصقر وفي ظل انجذاب تلك الجماهير الغفيرة التي اكتظت بها مدرجات ملعب الشهداء بتعز، وفي بادرة تعتبر عادية عند غيرنا وغريبة علينا دخل 12 عنصراً من النواعم المنصة الجنوبية للملعب لمتابعة المباراة ، تلك المجموعة من الفتيات أردن أن يمارسن شيئا يحببنه وهو متابعة الرياضة وبالذات كرة القدم فقررن أن يكسرن حاجز الخوف الذي كان يسيطر عليهن إذا ما فكرن في دخول ملعب الشهداء ورغم التنسيق والاتصال الذي كان قد تم الترتيب له مع المعنيين إلا إن هناك من حاول إن يقول لهن ممنوع دخول الفتيات لمتابعة المباراة مع انه لا يوجد حاجة اسمها ممنوع مادام الأمر يتوقف عند المتابعة مثلهن مثل العدد الكبير من الذكور الذين يرعدون ويزمجرون في المدرجات فلماذا نضع العراقيل أمام رغبات مشروعة تتوقف عند المتابعة المشروعة بآدابها وفي مكان محدد لهن دون سواهن ؟

حضور تلك المجموعة من الفتيات كان بمثابة حجر ألقي في بركة مليئة بالمعيقات المصطنعة وبقيود الذكور الذين ينظرون لتواجد المرأة في المدرجات على أنه عار وعورة مع أن العملية لا تتعدى المشاهدة لكرة القدم واللاعبين يتناقلونها هنا وهناك فإذا منعن من الحضور للمتابعة في المدرجات فهل يتم منعهن من متابعة ما يعرض من مباريات عبر القنوات الفضائية ؟ إصرار تلك المجموعةعلى التواجد في مدرجات الشهداء بمثابة رسالة إلى الفتيات والنساء لممارسة حق من حقوق الإنسانية في التمتع باللعبة الشعبية كرة القدم فكل واحدة منهن لها أخ ولها ابن ولها زوج ولها قريب تحب أن تفخر به كلاعب فأظن أن ذلك ليس فيه ما يخدش الحياء في ظل الضوابط التي رأيناها في لقاء الصقر والتلال .

التلال والصقر قدما مباراة جميلة صفق لها كل من في الملعب حتى كفوف النواعم الـ12 اللاتي حضرن اللقاء فقد كن في غاية السعادة بالرغم من محاولة البعض إطلاق ألفاظ البذاءة إليهن وكأنهن ارتكبن جرما لا يغتفر .. ولكن التكرار سيلجم أفواه الفضوليين وسيخرس الألسن الناطقة بالسوء .