مبارك يدعو في افتتاح مؤتمر شرم الشيخ الى "اصلاح متدرج" لا يؤدي الى "الفوضي"

> شرم «الأيام» الشيخ منى سالم :

>
الرئيس المصري حسني مبارك
الرئيس المصري حسني مبارك
دعا الرئيس المصري حسني مبارك أمس السبت الى اصلاح ديموقراطي "متدرج" لا يؤدي الى "الفوضي" في افتتاح المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الاوسط الذي يعقد وسط اجراءات امنية مشددة.

واكد مبارك في خطابه الافتتاحي للمؤتمر الذي يعقد بحضور حوالى الف شخصية من العالم اجمع في شرم الشيخ على البحر الاحمر، ضرورة "مواصلة الاصلاح النابع من داخل المنطقة ومن فوق ارضها".

واضاف الرئيس المصري الذي تعرضت بلاده لانتقادات شديدة من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي الاسبوع الماضي بسبب قمع الشرطة لمتظاهرين مؤيدين لاستقلال القضاء، ان الاصلاح ينبغي ان "يتبنى نهجا حكيما ومتدرجا يضمن استمراره ويحاذر من طفرات متسرعة تتعجل نتائجه فتؤدي الى الفوضي وانتكاس مسيرته".

ودعا مبارك الى "السلام والاستقرار" في الشرق الاوسط، مؤكدا ان شعوب المنطقة "تتوق اليه".

وقال ان "رياح التغيير في الشرق الاوسط لن تكتمل نتائجها دون مواجهة ما تزخر به بؤر للتوتر ما بين توقف عملية السلام والوضع في العراق والجدل الدائر حول برنامج ايران النووي والوضع في دارفور والاحتقان بين الجارتين سوريا ولبنان".

وشدد مبارك على ان الاصلاح في المنطقة لن يكون الطريق الى تسوية للقضية الفلسطينية بل "العكس هو الصحيح".

وقال "لقد اعتقد البعض بان الدفع بقضايا الاصلاح في المنطقة قادر في حد ذاته على فرض حل واقعي للقضية الفلسطينية وتسوية تتجاهل الشرعية الدولية واسس عملية السلام".

وتابع "قد حذرت مرارا من ذلك واكدت ان العكس هو الصحيح وكان موقفنا ولا يزال ان هذا التحليل لا يعي ظروف المنطقة واوضاعها ومشاكلها وسوف تظل القضية الفلسطينية والسلام العربي الاسرائيلي القضية المركزية الحاكمة لامن الشرق الاوسط واستقراره".

وطالب اللجنة الرباعية الدولية بتحمل مسؤولياتها "دون ابطاء" لتسوية القضية الفلسطينية كما تعهد بمواصلة جهوده لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية.

وسيشهد المنتدى الاقتصادي العالمي حول الشرق الاوسط غدا الاحد ابرز احداثه السياسية اذ ستعقد على هامش اعماله لقاءات فلسطينية-اسرائيلية هي الاولى من نوعها منذ فوز حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية في كانون الثاني/يناير الماضي.

وسيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شيمون بيريز وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني.

وانتشرت الشرطة المصرية بكثافة تفصل بين نقطة تمركز لها واخرى عشرة امتار في شوارع المنتجع السياحي في سيناء الذي استهدف الصيف الماضي باعتداء نفذه اسلاميون.

فيما استهدفت اعتداءات اخرى قبل شهر منتجع دهب على بعد 100 كلم الى الشمال، ما تسبب بمقتل عشرين شخصا.

وقال وزير الداخلية المصري حبيب العادلي "تم اعتماد خطة امنية غير تقليدية لتامين انعقاد المؤتمر تشمل وسائل تكنولوجية حديثة والاستعانة بفرق متخصصة,ويستغرق المنتدى ثلاثة ايام.

وسيركز المنتدى السنوي الذي اطلق عليه اسم "دافوس الشرق الاوسط" على ارتفاع اسعار النفط والتحديات التي تواجه الاجيال الجديدة.

وبالنسبة الى مصر، يعتبر المنتدى ردا على الانتقادات التي تعرضت لها من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بعد قمع التظاهرات المؤيدة للاصلاح وصدور قرار قضائي يثبت حكم السجن بحق المعارض ايمن نور.

وقال مبارك في تصريحات نشرتها أمس السبت صحيفة اخبار اليوم ان عملية الاصلاح "عملية مستمرة لم ولن تتوقف ما دامت تحقق مصالح مصر العليا ومصالح شعبها".

واضاف "انا لا أميل الى استخدام الشدة والعنف ضد اي شخص، ولا اقوم باي اجراءات انفعالية ضد احد. ولكن بالطبع الامر يختلف تماما عندما تكون هناك اساءة او تقصير في حق مصر ومصالحها العليا ومصالح شعبها والتي سنواجهها بكل حزم وصرامة".

وقال رئيس الوزراء المصري احمد نظيف ان "مصر مستهدفة باستمرار، وكلما بدات بتحقيق تقدم اقتصادي، يحاول البعض ارجاعها الى الوراء".

واكد نظيف أمس السبت في تصريحات للصحافيين ان "الحكومة ستتقدم في تموز/يوليو 2007 بمشروع للاصلاح الدستوري لاقراره من خلال استفتاء شعبي".

واضاف ان عملية الاصلاح لن تستغرق شهورا وانما سنوات"، مشيرا الى ان الحكومة "تعيد الحسابات بعد ان نجح الاسلاميون في كسب مواقع عندنا وفي فلسطين والعراق"،في اشارة الى فوز جماعة الاخوان المسلمين ب20% من مقاعد البرلمان في الانتخابات البرلمانية المصرية الاخيرة وفوز حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في الانتخابات الفلسطينية وحصول الائتلاف الشيعي في العراق على الغالبية البرلمانية.

وناشدت واشنطن الحكومة المصرية "التحرك طبقا لرغبتها المعلنة باعتماد الانفتاح السياسي والحوار داخل المجتمع المصري عبر الافراج عن ايمن نور والمتظاهرين الذين اوقفوا".

وقد يقوم مساعد وزيرة الخارجية الاميركية روبرت زوليك الذي يشارك في اعمال المنتدى بتسليم هذه الرسالة بشكل مباشر الى السلطات المصرية.

وتشارك وفود من 46 دولة في المؤتمر الذي يستمر ثلاثة ايام من بينهم الرئيس اللبناني اميل لحود ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة.

واعتذر امير قطر الشيخ خليفة بن حمد ال ثاني عن الحضور بعد ان اعلن المنظمون مشاركته.

واعطى المنظمون الاولوية لموضوع الاصلاح الاقتصادي الليبرالي واعادة توزيع الموارد خلال المؤتمر الذي يعقد تحت شعار "وعد لجيل جديد".

وقال مسؤو الشرق الاوسط وشمال افريقيا في المنتدى الاقتصادي العالمي شريف الديواني ان عائدات النفط الحالية يجب ان تستخدم لاحداث التغيير على المدى البعيد وايجاد فرص عمل جديدة للاجيال الجديدة.

ويرى البنك الدولي ان "المنطقة تحتاج الى نسبة نمو سنوية تتراوح بين 6 و7% خلال السنوات العشرين المقبلة، اذا ارادت تجنب نسب بطالة تصل الى 25%".

وستتخلل المنتدى حلقات عمل حول "دولة القانون والديموقراطية" و"تحديات التوظيف والهجرة" و"السلام والامن والعلاقات الدولية" و"الشباب والثقافة والهوية".

وللمرة الاولى في العالم العربي، سيعقد مؤتمر مواز "مناهض لدافوس" في مقر اتحاد الصحافيين في القاهرة تشارك فيه احزاب عربية معارضة ومنظمات في المجتمع المدني. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى