مشاكل الفترة الرئاسية الثانية تحول اهتمام بوش بعيدا عن الشرق الاوسط

> واشنطن «الأيام» مات سبيتالنيك :

>
الرئيس الامريكي جورج بوش
الرئيس الامريكي جورج بوش
قبل ثلاثة أعوام تقريبا وقف الرئيس الامريكي جورج بوش جنبا إلى جنب مع قادة إسرائيليين وفلسطينيين ليعلن أن السلام في الشرق الاوسط "مسألة لها اولوية قصوى" بالنسبة لادارته.

والآن وقبل يوم من اجتماع مع رئيس الوزراء الاسرائيلي الجديد ايهود اولمرت تراجع الاهتمام بالصراع في تلك المنطقة إلى ذيل جدول اعمال الادارة الامريكية فيما يواجه بوش تدنيا لمعدلات شعبيته وسخطا متزايدا إزاء حرب العراق إلى جانب التحدي النووي من إيران.

يقول مساعدون إن اولمرت يعتزم في اول زيارة له للبيت الابيض منذ انتخابه في مارس الماضي أن يطرح على بوش رؤية عامة لخطته الشاملة بالنسبة للضفة الغربية والتي تشمل احتمال وضع حدود لدولة إسرائيل من جانب واحد.

وبسبب ضعف موقفه على الصعيد الداخلي والخارجي فإن من المتوقع ان ينأى بوش بنفسه عن إصدار احكام خلال الاجتماع مع اولمرت المقرر اليوم الثلاثاء واضعا في اعتباره أن سياسة اولمرت الأحادية تلقى معارضة عربية وقلقا اوروبيا.

والإدارة الامريكية التي تصارع كي لا تتصدع حملتها الدولية لعزل الحكومة الفلسطينية الجديدة بقيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ليست متعجلة على خوض مغامرة دبلوماسية اخرى.

وقال مسؤول امريكي "هناك بواعث قلق ملحة اخرى" بالنسبة لواشنطن.

ورغم ذلك يأمل اولمرت في أن يبدأ وضع حجر الاساس للحصول على تأييد من واشنطن الحليف الرئيسي لإسرائيل وأكبر جهة مانحة لها في نهاية المطاف.

وتقضي خطة اولمرت بأنه في حال غياب شريك فلسطيني في عملية السلام فستتم إزالة عشرات المستوطنات المعزولة وتعزيز التكتلات الاستيطانية الكبرى التي تتعهد اسرائيل بالاحتفاظ بها إلى الابد إلى جانب وضع حدود دولة اسرائيل بحلول عام 2010 والتي ستتبع إلى حد بعيد مسار الجدار العازل الذي تبنيه في الضفة الغربية.

ويقول فلسطينيون إن هذا سيحرمهم من دولة تتوافر لها مقومات البقاء في الضفة الغربية وقطاع غزة الذي انسحبت منه اسرائيل العام الماضي.

وخلال المحادثات في البيت الابيض سيحاول اولمرت اقناع بوش بعزمه عدم اغلاق الباب امام حل الدولتين.

وخرج اولمرت الذي كان حاكما سابقا للقدس من ظل سلفه ارييل شارون الذي يرقد الآن في غيبوبة والذي ينسب اليه الاسرائيليون الفضل في تحويل بوش إلى أكثر رئيس امريكي مؤيد لاسرائيل.

لكن اولمرت سيتعامل الآن مع رئيس في فترته الرئاسية الثانية انصرف اهتمامه عن المساعي الدبلوماسية في الشرق الاوسط فيما يصارع لتفادي هذه الازمات.

وتراجعت معدلات شعبية بوش إلى 30 في المئة خلال الاسابيع الاخيرة مما أثار المخاوف بين الجمهوريين من أن يسيطر الديمقراطيون على الكونجرس خلال انتخابات نوفمبر القادم.

وينظر إلى العنف المستمر بلا هوادة في العراق على انه أكبر تحد لبوش على صعيد السياسة الخارجية.

كما يقود الرئيس الامريكي حملة دولية تواجهها عقبات للحد من طموحات ايران النووية.

وقال حاييم مالكا وهو محلل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "بعيدا عن انشغال الادارة بأزمات اخرى فإنها مترددة إزاء الانخراط مرة اخرى في الشرق الوسط في وقت لا ترى فيه أن أمرا ايجابيا سيتحقق من ذلك." وتتناقض الاجواء الحالية في البيت الابيض مع تلك التي سادت في الرابع من يونيو عام 2003 عندما كشف بوش رسميا عن خطة "خارطة الطريق" للسلام خلال قمة اسرائيلية فلسطينية بوساطة امريكية في الاردن.

وهناك التزم بوش بأن يكون الصراع في المنطقة على رأس اولوياته رغم ان بعض المحللين اعتبروا ذلك محاولة لاسترضاء الدول العربية التي استاءت من غزو العراق.

لكن تطبيق خارطة الطريق تعثر منذ ذلك الحين بسبب العنف وعدم الالتزام.

وتعد واشنطن العدة الآن لاستقبال اولمرت لكن مسؤولين امريكيين كبارا يقولون إن بوش لن يكون مستعدا لتبني افكار اولمرت حتى يقتنع بأن ما يقترحه لن يؤثر سلبا على نتيجة محادثات الوضع النهائي في نهاية المطاف.

كما ان الادارة الامريكية يساورها القلق من الالتزام بزيادة المساعدات لاسرائيل.

ووفقا لتكهنات وسائل الاعلام فإن خطة اولمرت بخصوص الضفة الغربية ستتكلف اكثر من عشرة مليارات دولار أي اكثر من ثلاثة امثال المساعدات السنوية التي تتلقاها اسرائيل من الولايات المتحدة.

وتريد واشنطن من اولمرت ان يحاول التفاوض اولاً مع الرئيس الفلسطيني المعتدل محمود عباس.

ورغم ان اولمرت وافق على ذلك إلا انه يصف عباس بأنه "بلا سلطات" في ظل حكم حماس. ورفضت حماس التي فازت في انتخابات يناير التشريعية المطالب الدولية بنبذ العنف والكف عن الدعوة للقضاء على إسرائيل.

ودعا دنيس روس، الذي كان المبعوث الامريكي للشرق الأوسط خلال رئاسة بيل كلينتون، بوش بألا يستغرق وقتا طويلا لادراك "الدلائل التاريخية" لمقترحات اولمرت قائلا إنه إذا تمت مباشرة هذا الامر بالشكل الملائم فإنه قد يساعد الولايات المتحدة على تخطي كبواتها في المنطقة.

رويترز....شارك في التغطية جيفري هيلر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى