بدء أعمال منتدى سياسي في الخرطوم وسط مخاوف على مصير اتفاق سلام الجنوب

> الخرطوم «الأيام» اوفيرا مكدوم :

>
تظاهر نحو 50 طالبا من ابيي مطالبين بمعرفة السبب في ترك منطقتهم تعاني حالة من الفوضى
تظاهر نحو 50 طالبا من ابيي مطالبين بمعرفة السبب في ترك منطقتهم تعاني حالة من الفوضى
نظم فرقاء الأمس في شمال السودان وجنوبه أول منتدى سياسي مشترك أمس السبت أملا في التغلب على خلافاتهم وضمان ألا ينتهي المآل باتفاق للسلام تم التوصل إليه في عام 2005 إلى العودة للحرب.

وتشكلت حكومة للوحدة الوطنية العام الماضي بعد توقيع اتفاق السلام بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال والحركة الشعبية لتحرير السودان في الجنوب لانهاء حرب أهلية مستمرة منذ أكثر من عقدين,لكن المنتقدين يقولون إن اتفاق السلام لم يصبح بعد اسما على مسمى.

وقالت المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات في تقرير صدر مؤخرا "حزب المؤتمر الوطني لديه القدرة على التنفيذ لكنه يفتقر إلى الإرادة السياسية حيث تملك الحركة الشعبية لتحرير السودان الالتزام لكنها ضعيفة ومفككة."

ويملك حزب المؤتمر الوطني جيشا من الساسة المخضرمين الذين حكموا السودان طيلة 16 عاما مضت. ونظراؤهم في الحركة الشعبية قادة ميدانيون على الأغلب أمضوا عقدين في الأدغال معزولين عن العالم.

وتكافح الحركة الشعبية التي تهيمن على 80 بالمئة من المناصب الحكومية في جنوب السودان من أجل تسيير امور الجنوب الذي يعد واحدا من أفقر المناطق في العالم وبه مناطق شاسعة ملغمة وبه قليل من الطرق الممهدة وبنية أساسية محدودة.

وفي الشهر الماضي شكلت الحركة الشعبية أخيرا مؤسساتها السياسية التي قام زعيمها الراحل جون قرنق بحلها قبل موته المفاجيء في يوليو تموز العام الماضي,لكن من الواضح أن انتقال الحركة الشعبية من جماعة مقاتلين إلى حزب سياسي مهمة صعبة نظرا لافتقارها لساسة مدربين.

وقدم مصطفى عثمان اسماعيل أحد زعماء حزب المؤتمر الوطني المنتدى على مدى 30 دقيقة اثناء مؤتمر صحفي قبل بدء أعمال المنتدى أمس السبت فيما تراكمت على مكتبه وثائق استمر في قراءتها وهو يتحدث.

وعلى النقيض جلس اليو اييني اليو المسؤول في الحركة الشعبية لتحرير السودان على مكتب خاو وتحدث لدقيقتين فقط مستخدما عبارات كثيرا ما تتكرر عن اللحظة التاريخية التي يواجهها السودان.

وقالت المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات إن هذه التحديات والتعثر في عملية السلام زادتا من احتمال تجدد القتال.

وكان الانتهاك الأكثر وضوحا في ابيي في مارس آذار الماضي حيث لقي 12 جنديا من الحركة الشعبية حتفهم في كمين.

وتتمتع المنطقة التي تقع على الحدود بين الجنوب والشمال بوضع خاص مستقل ولها الحق في أن تجري استفتاء على الانضمام للشمال أو لجنوب منفصل محتمل في عام 2011.

لكن الرئيس السوداني عمر حسن البشير يرفض قبول النتائج التي توصلت لها لجنة حدودية في ابيي تم تعيينها بموجب الاتفاق مما يؤدي إلى طريق مسدود.

ويوجد في ابيي أحد أكبر حقلين للنفط في السودان,ويضخ السودان حوالي 500 ألف برميل يوميا من الخام.

ويلخص وضع ابيي التعثر في اتفاق السلام الذي تم توقيعه في يناير كانون الثاني عام 2005 لانهاء أطول حرب أهلية في أفريقيا التي سقط فيها مليونا قتيل وأجبرت أكثر من أربعة ملايين على الفرار من ديارهم.

وبينما تسعى الحركة الشعبية لنزع أسلحة الميليشيات في الجنوب أو التفاوض معها تتهم حزب المؤتمر الوطني بالاستمرار في تسليح جماعات موالية لتقويض وقف إطلاق النار.

وتقول المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات إن حزب المؤتمر الوطني "ينتهك اتفاق السلام بشكل صارخ" وأضافت أنه يشكل "تهديدا مباشرا للسلام."

ومع بدء الاجتماع بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية تظاهر نحو 50 طالبا من ابيي مطالبين بمعرفة السبب في ترك منطقتهم تعاني حالة من الفوضى دون أي تغير منذ توقيع اتفاق السلام.

وقال ملوال الوايو وهو طالب من المنطقة الغنية بالنفط "نحن سعداء بالسلام لكن نريد أن نعرف لماذا لم تنفذ بعض بنوده مثل البروتوكول الخاص بابيي." ومضى قائلا "الحركة الشعبية لتحرير السودان... في حاجة لأن تبذل المزيد."

وأضاف أن الحركة تحاول تنفيذ اتفاق السلام لكن المؤتمر الوطني الذي ما زال يسيطر على غالبية الوزارات في الحكومة وأجهزة الأمن والبرلمان يعترض سبيلها ويؤجل العملية. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى