مقتل نحو ثلاثة الاف في زلزال جزيرة جاوه بإندونيسيا

> جاكرتا «الأيام» د.ب.أ :

>
مواطنون اندونيسيون يبحثون عن ناجيين تحت الانقاض
مواطنون اندونيسيون يبحثون عن ناجيين تحت الانقاض
لقي نحو ثلاثة الاف شخص حتفهم فضلا عن إصابة الالاف في الزلزال القوي الذي ضرب مدينة جوكجاكرتا المركز الثقافي لجزيرة جاوه الاندونيسية والمناطق المحيطة بها صباح أمس السبت.

وقال إمام بوروادى (53 عاما) وهو احد الناجين لمراسل شبكة تلفزيون " اس سي تي في" في جوكجاكرتا " فررت من المنزل وأطلقت لساقي الريح فور وقوع الزلزال وسرعان ما رأيت العديد من المنازل التي لحقت بها أضرار جسيمة أو انهارت".

وقال مسؤولون في مركز الكوارث الحكومي في جوكجاكرتا إن 2350 شخصا قتلوا في هذه المدينة والمناطق المحيطة بها بيد أن هذا الرقم لا يتضمن الضحايا في منطقة كلاتين حيث تردد أن ما يقرب من 650 شخص لقوا حتفهم.

وقال فجر هاريونو وهو مسؤول في مركز مواجهة اثار الكوارث"حصيلة القتلى مرشحة للزيادة لان هنالك أعدادا كبيرة من الجثث تحت الانقاض.تجرى عمليات الاجلاء على قدم وساق".

ويمكن أن تكون محصلة القتلى أكبر من ذلك مع ما أعلنه هاريونو من أن 2100 شخص قتلوا في ضاحية بانتول التي تعد أكثر المناطق تضررا من الزلزال وهي قريبة من الساحل حيث دمر الزلزال ثلاثة آلاف منزل تقريبا.

ونسب الموقع الاخباري الالكتروني /ديتيك دوت كوم/ إلى أجوس سوسانتو وهو أحد السكان المحليين في بانتول قوله " نحاول إجلاء الضحايا بأنفسنا لان الجزء الاكبر من هذه المنطقة قد تضرر بشدة من جراء الزلزال ولذلك فليس ثمة حاجة تدعونا لانتظار الاخرين,والجميع منهمكون هنا في محاولة إجلاء الناجين الاخرين وجثث الضحايا".

وفي ظل سوء الاتصالات والفوضى في عمليات التنسيق بين المسئولين بعدما ضربت الهزة التي بلغت قوتها 2ر6 درجة على مقياس ريختر الجزء الجنوبي من وسط وشرق جزيرة جاوه تباينت حصيلة الضحايا التي تتزايد بسرعة في مجملها بيد أن الارقام الحكومية كشفت عن أن ثمة إمكانية لان ترتفع الحصيلة النهائية للضحايا لتفوق بكثير تلك التي أعلن عنها في مناطق أخرى.

وقد امتلأت المستشفيات حول منطقة الزلزال الذي أضر بمعظم الاجزاء الجنوبية من إقليمي جاوه الوسطى والشرقية ولم تستطع إدخال كافة الضحايا.

وأعلنت منظمة الصليب الاحمر الاندونيسية التي قدرت حصيلة القتلى بأكثر من 2500 شخص أن قرابة 3500 شخص أصيبوا من جراء الزلزال.

وخارج العاصمة جاكرتا قال مسؤولون في منطقة كلاتين إن أكثر من 480 شخصا قد لقوا حتفهم مما سيرفع حصيلة الضحايا في جوكجاكرتا وكلاتين وحدهما إلى ما يربو على 2700 شخص.

ونقلت وكالة الانباء الاندونيسية الرسمية (أنتارا) عن بودي موليونو مدير مستشفى ساردجيتو المركزي في جوكجاكرتا قوله "إن 500 من المصابين حضروا إلى المستشفى للعلاج"وقال "إن المستشفى مكتظة بالمصابين بصورة تفوق طاقتها ولذا فان علاج الكثير من المصابين يتم في ساحات انتظار السيارات وفى الفناء الخارجي للمستشفى".

اندونيسي يحمل ابنه الذي قتل في زلزال أمس
اندونيسي يحمل ابنه الذي قتل في زلزال أمس
وقال شهود عيان في المستشفى إن الضحايا الذين تعالت صرخاتهم وبكاؤهم وسقطوا خلال الزلزال الذي بلغت قوته 9ر5 درجة على مقياس ريختر ووقع حوالي الساعة الخامسة والدقيقة الثالثة والخمسين من صباح أمس بالتوقيت المحلى (22:54 بتوقيت جرينيتش يوم أمس الأول الجمعة) تم نقلهم إلى المستشفى في السيارات الخاصة والدراجات النارية والعربات التي تجرها الخيول.

وبثت محطة تلفزيون " ميترو تى فى " المحلية صورا للاسطح والمباني المنهارة وأيضا لاحد الضحايا وهو يصرخ داخل المستشفى ويعالج على الارض.

وتردد أن السكان بدأوا في تجميع جثث ضحايا الزلزال التي تتكدس على طول الطرق في المناطق المدمرة .

وقالت سيتي فضيلة سوباري وزير الصحة الاندونيسية " أطقم المعاونة الطبية قد عثرت على العديد من الجثث على طول الطرق.ونحن نعطي الاولوية لهؤلاء لنقلهم إلى المستشفيات ".

وإثر وقوع عدد من التوابع الزلزالية وصلت قوة أحدها 2ر5 درجة على مقياس ريختر رفض السكان المحليون الذين أصيبوا بالذعر من الزلزال الاول ونزحوا إلى المناطق المرتفعة العودة من المناطق المكشوفة والحقول الواقعة خارج المدينة خوفا من وقوع موجات مد عاتية " تسونامى " .

وظهر السكان على محطات التليفزيون المحلي وهم ينزحون نزوحا جماعيا مستقلين الدراجات البخارية والشاحنات المحملة والسيارات الاخرى مما أدى إلى اختناقات مرورية على الطرق المؤدية إلى المناطق الريفية.

وقال أجونج وهو مسئول في هيئة الارصاد الجوية والبحوث الجيوفيزيقية في العاصمة الاندونيسية جاكرتا إن مركز وقع الزلزال في المحيط الهندي على مسافة 37 كيلومترا جنوبى مدينة جوكجاكرتا التي تبعد 450 كيلومترا جنوب شرق جاكرتا. ووقع الزلزال على عمق نحو 33 كيلومترا تحت سطح البحر.


وأفاد مركز المسح الجيولوجي الامريكي إن الزلزال بلغت قوته 2ر6 درجة على مقياس ريختر طبقا لما جاء على موقعه على شبكة الانترنت ومركزه على بعد 25 كيلومترا جنوب وجنوب غرب جوكجاكرتا وبعمق نحو 1ر17 كيلومترا تحت سطح البحر.

وعلى الرغم من أن الزلزال وقع في البحر قبالة شواطئ جاوه فإن خبراء هيئة الارصاد الجوية والبحوث الجيوفيزيقية قالوا إنه لم ترد أنباء عن حدوث أمواج مد عاتية (تسونامي).

وأثيرت مناقشات في أوساط خبراء البراكين حول ما إذا كان ازدياد النشاط البركاني على قمة جبل ميرابى القريب والذي يعد واحدا من أنشط البراكين في العالم حيث لا يزال يقذف بالحمم والغبار والغازات البركانية منذ عدة اسابيع يرجع الى وقوع زلزال أمس,وقال هؤلاء الخبراء إن باستطاعة الهزات الارضية أن تجعل البراكين أكثر نشاطا أو أقل خمولا.

وكتبت البريطانية بيلا جالت في رسالة بالبريد الالتكروني من ماجيلانج التي تقع خارج جوكجاكرتا تقول " كنت في غرفتي وإذ بالمنزل كله يهتز بقوة وكأنه مركب في بحر عاصف".

في غضون ذلك وصل الرئيس الاندونيسي سوسيليو بامبانج يودويونو إلى جوكجاكرتا مساء أمس بالتوقيت المحلي لتفقد آثار الدمار وتنسيق عمليات المساعدة وجهود الاجلاء.

وقال يودويونو لمسئولي الحكومة والسلطات في جوكجاكرتا "ما يتعين فعله في هذه المرحلة هو تسريع عمليات الاجلاء وتقديم العلاج والمساعدة الطبية لمن يعانون من جروح خطيرة".

وقال وزير النقل الاندونيسي هاتا راجاسا إن المطار في مدينة جوكجاكرتا أغلق بسبب حدوث تشققات في مدرج الهبوط وانهيار غرفة الانتظار كما توقفت خدمة السكك الحديدية القادمة من جوكجاكرتا إلى مدينة سولو المجاورة بعد انهيار إحدى المحطات.

وأدى الزلزال إلى انقطاع الكهرباء وضعف الاتصالات الهاتفية مما أعاق تقدير حجم الخسائر إلا أن الشرطة المحلية قالت إن ما لا يقل عن خمس أو ست ضواحي في الاقليمين تأثرت وأن آلاف المنازل المصنوعة من الاخشاب والهياكل الخرسانية ربما تكون قد انهارت.

وتسبب الزلزال في انهيار أرضي في ضاحية بويولالي مما أدى إلى قطع الطرق التي تربط بينها وبين المناطق الاخرى.

وهذا الزلزال هو الحلقة الاحدث في سلسلة من الزلازل التي ضربت في الاونة الاخيرة إندونيسيا التي تقع فيما يعرف "بحلقة النار" في المحيط الهادئ حيث البراكين والزلازل أمر مألوف.

ويذكر أن زلزالا بقوة 9 درجات على مقياس ريختر ضرب سواحل جزيرة سومطرة الاندونيسية يوم 26 كانون أول/ديسمبر 2004 مما تسبب في مقتل أو فقدان 168 ألف شخص معظمهم في إقليم أتشيه الاكثر تضررا بالزلزال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى