كرة القدم وغياب الأخلاق والروح الرياضية العالية

> «الأيام الرياضي» محمد عبدالعليم:

> ما إن تشتري صحيفة أو مجلة رياضية إلا وتطالعك فيها أخبار محاولات الاعتداء على حكم مباراة، أو اعتداء لاعب على لاعب آخر زميل له، أو محاصرة لاعبين ضيوف ، ورميهم بالحجارة، أو قذف الجماهير المشاغبة بالحجارة والقوارير على لاعبين حلوا ضيوفاً عليهم في محافظتهم، أو رشق عربة التلفزيون وسيارات الرياضيين بالحجارة، الأمر الذي يعطي الآخرين انطباعا سيئا أننا لا نلعب كرة قدم، وإنما نحن في ساحات حرب وقتال.. فأين نحن في اليمن من التشجيع الرياضي النظيف والروح الرياضية العالية التي تقبل بالهزيمة تماماً مثلما تقبل الفوز، وأين نحن من إكرام الضيوف، الذين يأتون إلينا ليلعبوا في وسط إخوانهم وأهلهم وأحبائهم بعد أن تجشموا عناء السفر إليهم، ربما من قبل يومين حتى يتكيفوا على الأجواء المختلفة ويلتقون بمضيفيهم؟!!

ألا نخجل عندما يغادر ضيوفنا سواء أكانوا حكاماً أو لاعبين أو جماهير الفرق الأخرى محافظتنا وهم مطاردون ومصابون، وهم إخوة لنا ، ألا نستحي من استمرار عيشنا في أجواء التخلف والهمجية والعداء من خلال رمينا بالحجارة والقوارير كل من يحل ضيفاً علينا؟.. متى سننبذ من مجتمعنا كل أشكال التعصب والتشنج وروح البغضاء والشقاق لنعيش أجواء الحب والإخاء والروح الرياضية العالية؟.. هل فعلاً نحن نطمح لمواكبة الشعوب التي تطورت من حولنا وأصبحت تحلق في الأجواء العالمية، ونحن ما نزال نرمي بالحجارة ونطارد من يأتينا من خارج محافظتنا ليتبارى معنا رياضياً؟ إن الذين يرتكبون مثل هذه الحماقات في ملاعبنا اليمنية نستغرب كثيراً لتصرفاتهم التي لا نراها في ملاعب الغير، ودليلنا ما نشاهده عبر القنوات الفضائية من مباريات نظيفة تنتهي بعناق لاعبي الفرق فيما بينهم، وتبادلهم بالفانلات وعبارات الحب والإخاء.. هل حقاً يشاهد هؤلاء المتخلفون هذه المباريات العظيمة ويتابعونها، ويرون الفارق بيننا وبينهم ؟.. ألا يكفينا العك الكروي الذي نشاهده في ملاعبنا حتى نقوم بزيادة الطين بلة؟!.. إننا ندعو من جديد مشاغبينا كي يروا ما يحدث من لعب نظيف وتشجيع جميل أنظف في كأس العالم القادمة،حتى يعرفوا الفارق بيننا وبين الآخرين في كل شيء، وهي فرصة أيضا لنرى منتخبينا العربيين السعودي والتونسي اللذين بلغا العالمية بتقديم أفضل ما لديهم، عكس الذي عندنا ولدينا من العك الكروي والشغب والفوضى والعشوائية في كل شيء وإطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع.. فهل نفهم ونستوعب ما بلغه الأشقاء والأصدقاء في مجال الرياضة، أم ستظل مشكلتنا تكمن في غياب الأخلاق والروح الرياضية العالية؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى