خواطر على (خواطر في أنغام)

> «الأيام» سالم علي بن زقر:

> منذ أن صدر ديوانه الموسوم بـ (خواطر في أنغام) في أوائل السبعينات من القرن الماضي وتداوله القراء والمهتمون والمعجبون بالشعر العامي والأغنية الحضرمية بشغف ولهفة في ذلك الزمان، ظل جمهوره ينتظر ديوانه الثاني عاماً بعد عام، فالشاعر صالح عبدالرحمن المفلحي معطاء، مجيد وكان هو والشاعر الكبير حسين أبوبكر المحضار، أبرز شاعرين على الساحة، لكن ديوان المفلحي الثاني لم ير النور لأسباب شتى، وقد كان الشاعر يمني نفسه أن يرى ديوانه الثاني وربما أعماله الشعرية الكاملة قبل الرحيل، لكن الأجل لم يمهل الشاعر، فجاشت في أفئدة محبيه حسرة رديفة لحسرته التي كان يخفيها بشموخ كعادته. فهذا الديوان الصغير الجميل (خواطر في أنغام) الذي بين أيدينا هو خواطر الشاعر الرقيق الجميل المنغمة المترعة بروح الشباب، رقيقة جميلة، ارتأت سكرتارية اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع حضرموت ممثلة في رئيس فرع الاتحاد د. سعيد الجريري، أن تقدمه للقراء منقحاً منزهاً من الأغلاط التي شابت طبعته الأولى، فكان عليهم حق مثلما لغيره من المبدعين أن يفوه بما هو خليق به، كما يأمل الاتحاد وهو يخرج هذا الديوان أن يكون خاتمة لمسعى ثقافي، وتعاون بين فرع الاتحاد ودار حضرموت للدراسات والنشر، رفداً للمكتبة بإبداعات الأدباء الحالمين بنشر نتاجاتهم الأصيلة شعراً ونثراً.

الديوان يشتمل على (92) قصيدة منها (25) قصيدة متنوعة الموضوع منها ما هي ذات طابع قوي، ومنها ما هي نتاج مناسبات خاصة كرثاء في صديق أو تهنئة صديق، ومنها ما هي تابعة للاتجاه السياسي العام حينذاك كما أن في الديوان (67) قصيدة عاطفية تعكس تجربة الحب في شعر المفلحي بأنواعها المتعددة، وهيأته لأن يكون علماً في معجم العاشقين. وقد جاءت قصائده بإيقاعاتها المختلفة فسرت كالنسيم العليل فانتعش بها سكان القصور والأكواخ وحلان القفار والصحارى والجبال من خلال التسجيلات الخاصة ومن محطات إذاعية عربية. ولن يسمح لنا هنا استعراض جميع قصائده الموجودة في الديوان والوقوف طويلاً أمامها ولكن سنكتفي بذكر بعضها التي نالت شهرة واسعة وملأت الآفاق.

ففي القصيدة رقم (66) كما جاءت في الديوان تحت اسم (عانك الله) يصف المفلحي الحسان يبعثن البهجة في القلب ويشعلن الهوى يسري لهباً في الجوانح حيث يقول:

يا لذيك المناظر

منظر الغيد لي يرتاح له كل خاطر

روح العاشق الشاعر رهين المشاعر

يفرح الزين قلبي لا نظرته إلى الزين

مشرقات النواظر

بالجفون النواعس والعيون السواحر

عاكفات الجهود الخامرة من غير ساتر

والدروع الهيبة فوق قلبي يسحبين

أو قوله في قصيدة أخرى يصف فيها الشاعر محبوبه قائلاً:

مايس القد عود بالتلاقي

حبكم في الحشاء مازال باقي

واذكروا أيامنا ذيك الجميلة

قربوا البعد حلان الطويلة

وكم للمفلحي من الألحان والأشعار الجميلة مثل: (بلجيك، يا راقدين الليل، حين ودعتهم، مطارح بعيدة، ليلة بعينات، مظلوم والله أنا مظلوم، توقع يا حبيبي، وحتى المعلم ضار نافع، حسبك الله يا دهري، حبر شف للمحبة وسع خاطر، ولي في صحابي حسن ظن، يا منى الروح والخاطر، طاب مرعاك يا ظبى اليمن)، وغير ذلك من القصائد التي ضمها ديوانه (خواطر في أنغام).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى