هدية حضرموت!

> «الأيام» علي سالم اليزيدي:

>
احتفالية غنائية استعراضية راقصة
احتفالية غنائية استعراضية راقصة
تم في مدينة المكلا يوم الجمعة المنصرم، تقديم احتفالية غنائية استعراضية راقصة وهي من أنواع الاوبريت أو المحاكاة الدرامية، بلون الموسيقى والالحان التراثية، وتشرف بحضور هذه اللوحة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز والوفد المرافق له ورجال الأعمال والضيوف بمناسبة انعقاد الدورة الاعتيادية لمجلس التنسيق اليمني السعودي وفي نطاق احتفالات الوحدة أيضاً، وقد أطلق عليها اسم (دروب الخير) وحسبما ورد فالفكرة والألحان والإعداد والتوزيع الموسيقي لأحمد صالح بن غودل والاشعار للشعراء حسين عبدالرحمن باسنبل وحسن عبدالله باحارثة وعباس علي الديلمي ومحمد عمر الجوهي، والاستعراض لأسامة بكار باشراحيل وتدريبات وأزياء سعيد عمر فرحان وإخراج الشاب أحمد عبدالله حسن.

وجسدت هذه الاستعراضية التي نقلت على الهواء مباشرة من الفضائية اليمنية رقصات من بعض مناطق اليمن مثل (العدة)، (الزوامل)، (الفياضي) و(الهبيش) وحظيت العرضة السعودية بمساحة في هذا العمل الاستعراضي وكذا (الينبعاوية) مع آلة السمسمية التي ذكر المؤرخ سعيد عوض باوزير في كتابه (الفكر والثقافة في التاريخ الحضرمي) أن هذه الآلة قد دخلت بواسطة رجل حضرمي يدعى (رمضان فرج) إلى مدينة ينبع.

واعتبر العمل بكامله عبارة عن هدية تقدمها محافظة حضرموت ومحافظها الكريم عبدالقادر علي هلال وشبابها تكريماً بقدوم سمو الأمير سلطان وجمعه الأفاضل، والتي سبقتها مقدمة غنائية من تصميم مبارك بايعشوت وغناء الفنان علي بن محمد وكلمات جمعان بن ماضي، وألحان يحيى عمر بعنوان (أهلاً براعي الوفاء سلطان)، كل هذا قدم رسالة عظيمة المغزى بليغة الدلالة تؤكد أن التاريخ لأرض الجزيرة العربية وسكانها وقبائلها وأهلها يمتد على مر العصور وبترابط قوي ووحدة لا تتبعثر، برغم كل المكائد والدسائس الاجنبية والحدود الوهمية التي خلقها الاستعمار والأطماع الاجنبية ضد العرب وجزيرة العرب، قلب الأمة العربية النابض، وكل هذا سقط بعزيمة الرجال والافكار والارادة وحققت الاجيال بهذه الجزيرة العربية اتصالاً قوياً فيما بينهما، وكل ما شهدته المكلا من (نشاطات سياسية وفنية وحوارات على مختلف السنوات إنما هي تعبير صادق عن حرص الجانبين على المضي إلى الأمام لما يخدم مصلحة البلدين والشعبين فالأبواب قد فتحت وليس هناك إمكانية للعودة إلى الوراء.

وإذا ما سلطنا الضوء على طبيعة العمل الفني الذي قدم فقد ظهر كل هذا التراث الشعبي على أنه برهان ودليل إثبات على جوهر الإنسان في الجزيرة العربية الذي لا يتغير والذاكرة التي لم تتبعثر بعد، فقد جاء العمل الفني تفسيراً جديداً للتراث وما به من رؤية معاصرة، وأيضاً الألوان من الرقصات المشتركة التي اتخذت من الشكل التراثي ديكوراً بقصد المقابلة بين القديم والجديد.

ومن مضمون العمل وإبداعاته وموسيقاه وتصميمه ومحاكاته، فقد نجح في تقديم المادة التراثية كما هي في ثوب عصري، وأبقى جوهرها ثابتاً دون حذف أو إضافة إلا بمقدار ما يتطلبه الإعداد الحديث للمادة وذلك بقصد توصيل العمل إلى كل الناس في صورة بعيدة عن الإرباك، أما الأشعار فقد حققت هدفها الأدبي والتراثي والسياسي وهي إنجاز مواكب آخر لعمل فتن المشاهدين والمهتمين والباحثين أيضاً، إلا أن العبث هنا يوجه مرة أخرى إلى اسقاط اسم الشاعر حسين باسنبل الشاعر الرئيس تقريباً من العمل، في بعض الوسائل الاعلامية والصحفية، وإذا ما لمنا هذه الجهات في غمط استحقاق الشاعر باسنبل (فإننا نلوم زملاءه الشعراء الآخرين ألف مرة لأنهم يسكتون ويقبلون إقصاء اسم زميلهم وهذا يحدث للمرة الثانية بعد (أعراس الجذور) ومن يقبل التفريط في أخيه سقط قبله، ولابد هنا من توجيه التحية والتقدير للاستاذ عبدالقادر هلال بخدمة شاشات الوطن في المدن الحضرمية، وسلام على شباب المكلا ورجال العمل ولنا عودة أخرى إن شاء الله

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى