اليابان تعلن انتهاء انتشارها العسكري التاريخي في العراق

> طوكيو «الأيام» كيوكو هاسيغاوا :

>
القوات اليابان في العراق
القوات اليابان في العراق
امرت اليابان أمس الثلاثاء قواتها البالغ عديدها 600 عنصر بمغادرة العراق منهية بذلك اول انتشار عسكري لها في ميدان حرب منذ الحرب العالمية الثانية عام 1945,وياتي الانسحاب ليغلق ملفا لم يكن يحظى بتاييد شعبي في سياسة رئيس الوزراء الياباني المنتهية ولايته جونيشيرو كويزومي وانما كان يعتبر وسيلة لتثبيت وجود اليابان الى جانب كونها قوة اقتصادية كبرى.

وقال كويزومي الذي ينهي مهامه في ايلول/سبتمبر خلال مؤتمر صحافي "بعد التشاور بشكل وثيق مع الولايات المتحدة والقوات المتعددة الجنسيات وبريطانيا واستراليا،اتخذت هذا القرار لانني اعتبر ان المهمة الانسانية حققت انجازا في المنطقة".

وافاد متحدث باسم وكالة الدفاع ان القوات اعطيت اوامر فورية بالاستعداد للانسحاب. وذكرت تقارير وسائل اعلام انه يرتقب انسحاب اخر جندي ياباني بحلول نهاية تموز/يوليو.

والمهمة التي ساهمت في اعادة اعمار مدينة السماوة (جنوب) الهادئة نسبيا منذ كانون الثاني/يناير 2004 هي الاولى من نوعها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.

وكانت اليابان تعتمد على القوات البريطانية والاسترالية لحماية قواتها في العراق بما ان دستور عام 1947 يحظر عليها استخدام القوة,ولم تسجل القوات اليابانية اي خسائر بشرية كما انها لم تطلق اي اعيرة نارية من اسلحتها.

لكن المهمة العسكرية لاقت انتقادات من قبل الدول المجاورة لليابان التي تتخوف من ماضيها العدواني فيما كانت غالبية من الرأي العام الياباني تعارضها في استطلاعات الراي.

وقال وزير الخارجية الياباني تارو اسو "ان انشطة قوات الدفاع الذاتي في العالم، بما يشمل هذا الانتشار، ساهمت في تحسين صورة اليابان".

وقد خرقت حكومة كويزومي محرمات اخرى من حقبة ما بعد الحرب حين اقترحت اعادة النظر في الدستور للاعتراف بان اليابان لديها جيش وليس ما يسمى بقوات الدفاع الذاتي.

وقال تاكيهيكو ياماموتو استاذ السياسة الدولية في جامعة واسيدا في طوكيو ان "الانسحاب يدعم اصرار حكومة كويزومي على ان الانتشار لم يكن لاهداف عسكرية وانما لاعادة اعمار العراق ولقد تحقق هذا الهدف"وتعهد كويزومي بان اليابان ستواصل دعم الحكومة الجديدة في العراق.

وقال "حتى بعد انسحاب القوات اليابانية، سنؤمن الدعم قدر الامكان لجهود اعادة الاعمار عبر التعاون مع الولايات المتحدة والقوة المتعددة الجنسيات والعراق والامم المتحدة".

وتابع ان "انشطة قوات الدفاع الذاتي كانت موضع تقدير كبير من قبل الحكومة العراقية وشعبها. وكانت اليابان قادرة على لعب دور لمساعدتهم في اعادة اعمار البنى التحتية مثل امدادات المياه والرعاية الطبية والمدارس والطرقات".

واعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس الأول الإثنين ان قوات التحالف ستنسحب الشهر المقبل للمرة الاولى مرة من احدى المحافظات العراقية وهي محافظة المثنى (جنوب، عاصمتها السماوة) وستتولى القوات العراقية مسؤولية حفظ الامن فيها بالكامل.

وقال المالكي في مؤتمر صحافي "لدينا خطة لنقل المهام الامنية من قوات التحالف الى القوات العراقية وضمن هذه الخطة ستكون محافظة المثنى الاولى التي تنقل المهام الامنية فيها الشهر المقبل".

وكان كويزومي الذي يزور الولايات المتحدة الاسبوع المقبل في جولة وداعية ساند بقوة قرار الرئيس الاميركي جورج بوش باجتياح العراق وعزز التعاون مع واشنطن منذ توليه مهامه في نيسان/ابريل 2001.

وقال أمس الثلاثاء "رغم انه كانت هناك خلافات عند بداية الحرب لكن المجموعة الدولية اتفقت على دعم اعادة اعمار العراق".

وفي المقابل اعلنت اليابان أمس الثلاثاء انها ستبقي على عمليات سلاح الجو التابع لها في العراق لنقل البضائع والاشخاص لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة في بغداد رغم قرار سحب قواتها من العراق.

وقال فوكوشيرو نوكاغا مدير عام وكالة الدفاع اليابانية "لقد قررنا سحب قوات الدفاع الذاتي والسماح لقوات الدفاع الجوية بالبقاء في العراق".

واعلنت وكالة الدفاع في بيان ان سلاح الجو سيشكل فريقا جديدا مكلفا نقل الاشخاص والبضائع الى قيادة قوات التحالف في بغداد,وتنتشر القوات الجوية اليابانية في الكويت. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى