> «الأيام الرياضي» عن «ا.ف.ب»:
هدف تأهل استراليا الى الدور الثاني جاء بسبب حنكة هيدينك
وبالفعل تحولت السيطرة على الكرة لمصلحة الاستراليين، وكان كيويل وراء هدف التعادل الذي سجله ماركو بريشيانو، قبل ان يتصدى الحارس مارك شفارتزر لركلتي ترجيح مكرسا الحلم الذي طال انتظاره منذ مونديال المانيا عام 1974.، وربما يقول البعض ان الصدفة لعبت دورها في شكل كبير مع هيدينك واللاعب عينه (كيويل)، الا انه بالعودة الى المباراة الاولى امام اليابان تظهر عبقرية الهولندي الذي غير مجرى اللقاء عندما دفع بتيم كاهيل وجون الويزي اللذين قلبا تخلف استراليا بهدف وحيد الى فوز ثمين 3-1 كان الخطوة الاولى نحو بلوغ الدور الثاني. وعلى الرغم من ان مجرد قيادته الـ"سوكروز" الى النهائيات يعتبر انجازا فريدا بعدما باءت محاولاتهم طوال 32 عاما بالفشل، فإن الاستراليين ادركوا ان هذا الامر لن يكون نهاية المطاف وابرز مثال على ذلك تصريح جيم روني لاعب المنتخب الاسترالي في مونديال 1974 الذي قال :"اذا نظرت الى نتائج هيدينك في الاعوام الماضية على الصعيدين الاوروبي والعالمي، سيكون غير منطقي استبعاد التواجد في المربع الذهبي".
هيدينك يعطي كل ما عنده للاعبي استراليا
واذ حاز كثيرون لقب "الاسطورة" بعد اعتزالهم او وفاتهم فإن هيدينك اكتسبه منذ فترة طويلة بفضل انجازاته المتواصلة التي نصبته بطلا قوميا في عيون مشجعي الفرق التي دربها، ولعل وسام التقدير الاسمى الذي يفتخر به هو قيادته كوريا الجنوبية التي لم يسبق لها الفوز بأي مباراة في كأس العالم الى الدور نصف النهائي في 2002 على حساب فرق من العيار الثقيل، امثال البرتغال وايطاليا واسبانيا ، وكان هذا الانجاز كافيا ليحمل المدرب الانيق لقب "قاتل الفرق الكبرى" وليتحول بطلا للامة الكورية التي طالب شعبها بترشيحه الى رئاسة الجمهورية بعدما ادخل الفرحة طوال شهر كامل لشوارع العاصمة سيول التي اجتاحتها الجماهير مهللة للانتصارات غير المسبوقة لمنتخبها. واللافت ان الكوريين لشدة تأثرهم بهالة هيدينك زحفوا بكثرة الى هولندا لزيارة مسقط رأسه دوتينشم والتعرف على طبيعة المنطقة التي استمد عبرها هذا المدرب عبقريته الفريدة. وساهمت التجربة الكورية الناجحة لهيدينك في مواصلة اعتماد المسؤولين الكوريين على المدرسة الهولندية، الا ان مواطنه ديك ادفوكات لم ينجح في تكرار جزء بسيط من انجاز سلفه فخرجت كوريا الجنوبية من الدور الاول للمونديال الحالي بخيبة كبرى.
الاستراليون يدينون بالكثير في تأهلهم لـ (هيدينك)
وبدا تأثير هيدينك واضحا على ابناء "بلاد الكنغارو" الذين ابدوا كامل احترامهم لعاشق المغامرات الذي سيتركهم بعد المونديال بحثا عن تحد جديد مع المنتخب الروسي، ووصفه مارك فيدوكا بالساحر مضيفا :"يقولون انه ليس لدينا الخبرة الكافية، لكن مع هيدينك سيكون عامل الخبرة دائما الى جانبنا، انه يعرف كيفية استعمال اللاعبين الجيدين في الاوقات المناسبة"، فيما قال لوكاس نيل :"عندما ترخي الضغوط بثقلها علينا، يأخذ هيدينك القرارات الصائبة، انه فعلا عبقري".. "لا تذهب الى روسيا" .. بهذه العبارة خاطب الجمهور الاسترالي مدرب منتخبه، الذي تحول رسولا ينقل تعاليم "الكرة الشاملة" الى العالم اجمع كاتبا التاريخ الكروي على طريقته الخاصة، فإذا كان هناك من يتساءل عن كيفية تحويل فريق لا يؤمن افراده بإمكان احرازهم نتائج طيبة الى احد رواد نادي الكبار، الجواب بسيط المدرب الهولندي غوس هيدينك.