حامل اللقب يغيب والدولة المضيفة لنهائيات عام 1934 تخوض التصفيات

> «الأيام الرياضي» عن «د.ب.أ» :

> بعد كأس العالم التي أقيمت في الأوروجواي في عام 1930 والتي حققت نجاحا مقبولا زاد الاهتمام بالمشاركة في الدورة الثانية للبطولة التي أقيمت بعد أربع سنوات في إيطاليا.ولعل السبب المنطقي الاول وراء هذا الاهتمام تمثل في إقامة البطولة في القارة الاوروبية مما جعل المنتخبات الاوروبية ليست في حاجة إلى قضاء أسابيع في السفر إلى الدولة المنظمة كما أنها لن تتحمل تكاليف عالية للوصول إليها كما حدث قبل أربع سنوات.

ومع مشاركة 31 دولة في المنافسات قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم تنظيم تصفيات للمرة الاولى من أجل تحديد 16 فريقا تلعب في النهائيات ، حتى إيطاليا الدولة المضيفة كان عليها أن تخوض التصفيات لكنها نجحت في تجاوزها بسهولة. فبعد الفوز على اليونان 4/صفر في ميلانو قرر الفريق الضيف عدم خوض مباراة الاياب. وتعويضا للجماهير اليونانية اشترت الحكومة الايطالية مقرا للاتحاد اليوناني لكرة القدم في أثينا تردد أن قيمته بلغت 400 ألف دولار.

ويمكن أن يقال عن اهتمام دول أمريكا الجنوبية بالمشاركة أنه كان فاترا حيث قررت بيرو وشيلي والارجنتين والبرازيل فقط المشاركة في التصفيات. لكن قبل أن تبدأ التصفيات انسحبت شيلي وبيرو وبناء على ذلك تأهلت البرازيل والارجنتين إلى النهائيات مباشرة. وردا على مشاركة أربع دول أوروبية فقط في نهائيات عام 1930 قررت أوروجواي حاملة اللقب أن لا تدافع عن لقبها. وعلى الرغم من أنهم أرجعوا سبب انسحابهم الرسمي إلى عدم توفر المال اللازم للمشاركة فإن قليلين فقط هم الذين اقتنعوا بأن شيئا آخر غير الغضب من الاوروبيين هو الذي منع منتخب أوروجواي من رد الزيارة إلى إليهم.

وكان من اللافت أيضا غياب الانجليز عن هذه البطولة فهم اعتبروا أن نهائيات كأس العالم مناسبة لا تستحق مشاركتهم فيها.وعندما بدأت النهائيات انضم فريقا أمريكا الجنوبية إلى 12 فريقا أوروبيا إلى جانب الولايات المتحدة التي تغلبت على المكسيك ومصر التي فازت على فلسطين في التصفيات. لكن لسوء الحظ قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم أن تلعب الفرق غير الاوروبية مبارياتها الأربع بطريقة خروج المغلوب من مرة واحدة.

وهكذا بعد أن قطعت منتخبات هذه الدول آلاف الكيلومترات لتصل إلى موقع الحدث عادت إلى ديارها بأسرع مما كانت تتوقع بعدما خسرت كلها في الدور الاول.

وقرر بينيتو موسوليني رئيس إيطاليا آنذاك أن يجعل من المباراة النهائية عرضا خاصا للفاشية أمام العالم (تماما كما فعل هتلر بعد عامين في دورة الالعاب الاولمبية) لكن من أجل أن يقوم بذلك كان بحاجة إلى فريق إيطالي قوي ، ولم تجد الدولة المضيفة صعوبة في تخطي الدور الاول تحت قيادة المدرب فيتوريو بوتسو بعد تغلبها على الولايات المتحدة الامريكية 7/1 حيث سجل أنجلو سكيافيو ثلاثة أهداف للفريق المضيف. وواجه الايطاليون في الدور ربع النهائي المنتخب الاسباني المتألق الذي أخرج البرازيل من الدور الاول. وبعد أن انتهى اللقاء الاول بينهما بالتعادل فازت إيطاليا 1/صفر في المباراة المعادة التي قادها الحكم السويسري رينيه مارسيت والذي تردد أنه جامل أصحاب الارض.

وفي الدور نصف النهائي تغلبت إيطاليا على النمسا التي لقب فريقها بفريق الاحلام وتأهلت للمباراة النهائية لتواجه تشيكوسلوفاكيا التي فازت على ألمانيا في لقاء نصف النهائي الاخر.

وفي لقاء تحديد البطل قدم المنتخب الايطالي عرضا متواضعا على عكس المتوقع ونجح فقط في الفوز باللقب بفضل هدف آخر لسكيافيو سجله في الوقت الاضافي محققا الفوز لايطاليا بالمباراة 2/1 وبالبطولة التي اضطرت إلى خوض تصفياتها أيضا.

وكانت واقعتا خوض الدولة المضيفة للتصفيات واعتذار الدولة حاملة اللقب عن الدفاع عن لقبها بمثابة علامة فارقة في تاريخ نهائيات كأس العالم.

ولعب مع إيطاليا في المباراة النهائية لويس مينوتي المولود في بوينس أيرس والذي سبق له الفوز بأربعة ألقاب للدوري الارجنتيني مع فريقي هورانكان وسان لورينزو قبل أن ينتقل إلى يوفنتوس الايطالي ويفوز معه بأربع بطولات أخرى للدوري الايطالي. وما جعل قلب الدفاع يحظى بمكان خاص في سجلات كأس العالم أنه سبق له أن خاض المباراة النهائية مع منتخب الارجنتين قبل أربع سنوات. ومينوتي هو اللاعب الوحيد الذي لعب لدولتين مختلفتين في نهائيات كأس العالم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى