الأخضر السعودي.. «الأخير» دائماً !!

> عواصم «الأيام الرياضي» د.ب.أ:

>
برغم كل الرعاية والاهتمام من قبل الدول الا ان الأخضر لم يحقق أي شيء
برغم كل الرعاية والاهتمام من قبل الدول الا ان الأخضر لم يحقق أي شيء
مع تلقي المنتخب السعودي الهزيمة الثانية علي التوالي وخروجه من الدور الاول لبطولة كأس العالم برصيد نقطة واحدة أحرزها من التعادل مع تونس 2/2 تطفو علي السطح من جديد أسئلة عديدة أبرزها عن الهدف الذي تضعه كرة القدم السعودية لنفسها فالكثيرين يتساءلون: إلي أين تسير كرة القدم السعودية؟. والسؤال ليس وليد اللحظة وليس ناجما عن هزيمة الفريق أمام أوكرانيا أو أسبانيا أو خروجه من الدور الاول للمرة الثالثة علي التوالي رغم البداية الجيدة للفريق في تاريخ مشاركاته بالبطولة عام 1994 ومن هذا السؤال تنبع العديد من الاستفسارات، ويبدو أن أهمها هو : ماذا تغير بين الأمس واليوم ؟.. فالفريق يخرج من الدور الأول للبطولة للمرة الثالثة علي التوالي بل إنه يحتل المركز الرابع الأخير في مجموعته وهو ما يثير الدهشة لان الفريق ظل «محلك سر» منذ كأس العالم 1994 وحتى الآن. وما يثير الدهشة في الحقيقة ليس إخفاق الفريق في عبور الدور الأول لكأس العالم ولكن لأن الفريق تتوافر لديه من الإمكانيات ومقومات النجاح ما لا يتوافر للعديد من المنتخبات في العالم كله، ولكن يبقى الإخفاق هو سيد الموقف في البطولة العالمية.

ورغم كثرة عوامل النجاح في كرة القدم بوجه عام وفي البطولات الكبرى للعبة بوجه خاص فإن أهمها بالتأكيد هو توافر الإمكانيات المالية والخبرة والاستقرار وفرصة الاحتكاك والمهارات الفنية والعنصر الخططي، والمثير للدهشة أن كل هذه العوامل متوافرة للفريق السعودي لكنه لا يحقق النجاح على المستوى العالمي .. الفريق يجد الدعم المالي الكبير من الاتحاد السعودي للعبة والذي يرأسه الأمير سلطان بن فهد الذي يشغل أيضا منصب الرئيس العام لرعاية الشباب بالسعودية. ولا يدخر المسئولون بالاتحاد جهدا لتوفير أعلى المكافآت المالية تحفيزا للاعبين الذين يحصلون أيضا على رواتب ومكافآت مجزية من أنديتهم. وقد قرر الاتحاد السعودي قبل بداية كأس العالم الحالية أن تكون مكافأة اللاعب الواحد عن كل مباراة يفوز فيها الفريق مائة ألف ريال سعودي وهو ما يفوق بالطبع ما يحصل عليه أي لاعب في المنتخبات المشاركة بالبطولة عن كل فوز يحققه فريقه. وإذا كانت الإمكانيات المالمية متوافرة فإن عنصر الخبرة يبدو متوافراً بنفس الدرجة خاصة أن الفريق يشارك في كأس العالم للمرة الرابعة علي التوالي وسبق للسعودية أن نظمت بطولة كأس العالم للقارات الماضية.

وبالتالي توفرت للفريق فرصة الحصول علي الخبرة الكافية بالمشاركات الدولية الكبيرة وهو ما لا تتمتع به منتخبات أخرى تأهلت للدور الثاني في كأس العالم الحالية مثل المنتخب الغاني الذي يظهر علي الساحة الدولية للمرة الأولي ومنتخب أوكرانيا الذي يشارك في البطولة للمرة الأولى أيضا. ولا يختلف الحال كثيراً بالنسبة لعنصر الاحتكاك باللاعبين والفرق الأجنبية، فالدوري السعودي يضم عددا من النجوم العالميين الذين يفيدون لاعبي السعودية ويمنحونهم الفرصة الدائمة للاحتكاك. كما أن المعسكر الطويل الذي انتظم فيه لاعبو السعودية والذي وصلت مدته لنحو ثلاثة شهور قبل البطولة الحالية منح الفريق الفرصة الذهبية للاحتكاك مع مدارس كروية عديدة إما من خلال إقامة معسكرات خارجية أو بلعب مباريات ودية مع فرق أجنبية مختلفة الجنسيات. أما فيما يتعلق بالمهارات الفنية فيتضح من خلال الاستفتاءات الآسيوية التي تقام بشكل دوري أن كرة القدم السعودية تشتمل على لاعبين كثيرين من أصحاب المهارات الفنية العالية.

المنتخب السعودي لم يقدم لمحبيه الأداء المنتظر في مونديال 2006
المنتخب السعودي لم يقدم لمحبيه الأداء المنتظر في مونديال 2006
ولا يخفي على أحد أن الاتحاد السعودي يتعاقد دائماً مع مدربين من أصحاب الخبرة وقد سبق له أن تعاقد مع كارلوس البرتو باريرا الفائز مع المنتخب البرازيلي بكأس العالم 1994 والذي يدرب المنتخب البرازيلي في كأس العالم الحالية أيضاً. كما تعاقد مع المدرب الأرجنتيني الشهير جابرييل كاديرون، وأخيراً مع المدرب الحالي البرازيلي ماركوس باكيتا الذي قاد من قبل منتخبي البرازيل للفوز بكأسي العالم للناشئين «تحت 17 عاما» والشباب «تحت 20 عاما» في عام 2003. ولكن على الرغم من توافر كل هذه العناصر، بالإضافة إلى الاستقرار الذي تعيشه كرة القدم السعودية بشكل عام فلا يترجم ذلك إلى نجاح فعلي لكرة القدم السعودية في بطولات كأس العالم. وعلي الرغم من نجاح الفريق في عبور الدور الأول للبطولة في أول مشاركة له عام 1994 فشل الفريق في تجاوز هذا الدور في المشاركات الثلاث التالية بل وتلقى الفريق ضربتين قاضيتين في البطولتين الماضية والحالية فقد مني بهزيمة ساحقة صفر/8 أمام ألمانيا في كأس العالم 2002 ثم بهزيمة قاسية أمام أوكرانيا صفر/4 في البطولة الحالية. وفتحت الهزيمة أمام أوكرانيا الباب على مصراعيه أمام الانتقادات الموجهة للاعبين ومديرهم الفني رغم أنهم لا يتحملون المسؤولية بمفردهم، فالهزيمة لم تكن وليدة الصدفة ولم تكن مجرد كبوة عابرة كما يصر المسؤولون بالجهاز الفني وإنما كانت نتيجة رواسب إذا لم تمح ربما تتكرر هذه الهزائم الثقيلة في كأس العالم القادمة إذا تأهل الفريق لها وربما في البطولات الآسيوية والخليجية الأخرى التي يخوضها. وتعاني كرة القدم السعودية من عدم وجود منهج ثابت في الإعداد لمستقبلها، فمن الصعب التعرف على برنامج إعداد ثابت وتدريجي للمنتخب السعودي بل إن التعامل بالقطعة أصبح هو الأمر الثابت فمع أي إخفاق يقال المدرب ويأتي المسؤولون بمدرب آخر. . وأقرب مثال على ذلك إقالة كالديرون في شهر ديسمبر الماضي قبل سبعة شهور فقط من خوض الفريق لكأس العالم وتعيين باكيتا مدربا للفريق في وقت قاتل بل إنه في الوقت الضائع. وربما يكون باكيتا قد أخطأ في اختياراته للاعبين أو حساباته في المباريات ولكن الخطأ الاكبر يكمن في الإتيان بباكيتا في الوقت الضائع فلم يكن تغيير الجهاز الفني في هذا التوقيت أمرا صائبا. أضف إلى ذلك أن سبب الإقالة لم يكن مقنعا بدرجة كبيرة وهو الاخفاق في مسابقة كرة القدم بدورة ألعاب غرب آسيا رغم أن الفريق شارك بلاعبي الصف الثاني حرصا من كالديرون على منح لاعبيه الكبار فرصة للراحة والتركيز في الدوري المحلي ومنح الفرصة للاعبين الصغار على إظهار قدراتهم، تمهيدا لضم أي منهم للفريق الاول. ولكن على ما يبدو أن هذا السبب الظاهري لإقالة كالديرون وهو الإخفاق في دورة ألعاب غرب آسيا كان مجرد ستار لسبب آخر وهو أن كالديرون يبدو غير مقنع للجماهير السعودية. وعلى الرغم من الانتصارات والعروض الجيدة التي قدمها الفريق تحت قيادة كالديرون والتي حجز على إثرها بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم عن جدارة كان استبعاد كالديرون بعض اللاعبين الكبار من حساباته مثل حسين عبدالغني وأحمد الدوخي ومحمد نور لم يكن أمرا سهلا بالنسبة للجماهير، وبالتالي كانت دورة ألعاب غرب آسيا هي التعليل السهل لإقالة كالديرون. ويتفق العديد من الإعلاميين المرافقين لبعثة السعودية في كأس العالم الحالية على أن بقاء كالديرون كان أفضل من رحيله في هذا التوقيت لأن الفريق كان يسير جيدا تحت قيادته نظرا للفترة الطويلة التي قضاها مع الفريق في التصفيات على عكس باكيتا. وربما لا يكون تغيير الجهاز الفني هو المشكلة الوحيدة التي تعاني منها كرة القدم السعودية، وإنما تبرز مشكلة أخرى تأصلت عبر سنوات طويلة وهي عدم خروج لاعبي السعودية للاحتراف بالخارج. وذلك رغم أن الاحتراف الخارجي أتى بثماره مع العديد من المنتخبات سواء في أفريقيا مثل نيجيريا وغانا والسنغال وكوت ديفوار والكاميرون وغيرها، وكذلك مع المنتخبات الآسيوية مثل اليابان وكوريا الجنوبية، رغم خروج الفريقين أيضا من الدور الأول لكأس العالم. .وأكد لاعبو المنتخب السعودي عقب مبارياتهم الثلاث التي خاضوها في البطولة الحالية بل وقبل المباريات أيضا أن إحدى مشكلاتهم هي أنهم يلعبون أمام نجوم محترفين بأكبر الأندية الأوروبية، بينما مازالوا هم مثل الهواة، حيث يحترفون داخليا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى