> يصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم في شهر سبتمبر المقبل قراره بإعادة النظر في عدد مقاعد كل قارة بالمونديال المقبل الذي سيقام عام 2010 في جنوب افريقيا، وذلك بناء علي نتائج مشاركات منتخبات كل قارة في مونديال ألمانيا الحالي وطلب بعض القارات زيادة مقاعدها ، وقد انتشرت الأقاويل والمخاوف من تقليص عدد مقاعد القارة الافريقية الخمسة في المونديال المقبل ليقل العدد عما يحدث منذ مونديال 1994 بالولايات المتحدة ، علي عكس ما هو متوقع بأن يزداد إلى 6 مقاعد نظرا لوجود جنوب افريقيا الدولة المضيفة والتي لن تخوض أي تصفيات بشأن المشاركة .

وقد أعلن الكاميروني عيسي حياتو رئيس الاتحاد الافريقي لكرة القدم بعد نتائج الفرق الافريقية في الدور الأول أن ذلك لن يحدث في ظل هذه النتائج وتأهل غانا إلى الدور الثاني، وقد يكون كلام حياتو منطقيا إلى حد كبير وذلك في اطار حسابات بسيطة توضح كيفية تقدير نجاح فرق القارة الافريقية في مونديال المانيا وان كان أربعة منها قد ودعوا البطولة من الدور الأول ولا ننسى ايضا أن أربعة من بينها تشارك للمرة الأولى وهي غانا وتوجو وأنجولا وكوت ديفوار أما تونس فهي الوحيدة صاحبة المشاركة الرابعة . وقبل أن نتطرق لتلك الحسابات نوضح أن مقاعد المونديال الألماني قد تم توزيعها علي القارات بواقع 14 مقعدا لاوروبا تشمل مقعد ألمانيا الدولة المضيفة ، و 5 لافريقيا و 4,5 لآسيا و 3,5 للكونكاكاف و 4,5 لأمريكا الجنوبية ، ونصف مقعد للأوقيانوس .

واذا نظرنا للفرق المتأهلة من آسيا والكونكاكاف المتشاركتين في نصف مقعد خطفته ترينيداد وتوباجو من البحرين ، فتأهل من كل جانب 4 فرق، فشاركت السعودية وإيران واليابان وكوريا الجنوبية ممثلة لآسيا، والمكسيك وأمريكا وترينيداد وتوباجو وكوستاريكا ممثلة لمنطقة الكونكاكاف ، وقد ركزنا علي هاتين المنطقتين لاستعراض مقارنة حسابية بسيطة توضح مدي نجاح المشاركة الافريقية في المونديال بالارقام مقارنة بفرق المنطقتين السابقتين، حيث جمعت الفرق الثمانية من آسيا والكونكاكاف 13 نقطة في الدور الأول في 24 مباراة لعبتها ، وخرجت جميعها من الدور الأول باستثناء المكسيك التي ودعت البطولة هي الأخرى بالخسارة أمام الأرجنتين 1/2 في دور الـ16 . حيث حصدت المكسيك 4 نقاط تأهلت بها وكان من نصيب أمريكا نقطة واحدة ومثلها لترينيداد وتوباجو وخرجت كوستاريكا بدون نقاط ، وفي آسيا حصلت كوريا الجنوبية على 4 نقاط وكانت النقطة من نصيب السعودية وإيران واليابان ، وفي المقابل كان للفرق الافريقية الخمسة التي خاضت 15 مباراة فقط 12 نقطة في المونديال ولها ايضا فريق في دور الـ 16 هو غانا تأهل برصيد 6 نقاط !

واذا كان ذلك ماتشير إلىه الأرقام التي قد تنصف فرق القارة السمراء في هذه الأقاويل المثارة ، فانه فنيا ايضا لم تتعرض لهزائم كبيرة مثلما تعرضت لها كوستاريكا من ألمانيا 4/2 . أو السعودية من أوكرانيا 4/ صفر، ولم تصل خسائر الكثير منها إلى دخول 3 أهداف في مرماها مثلما حدث مع الولايات المتحدة وايران واليابان باستثناء تونس حيث جاءت نتائج كوت ديفوار بالخسارة من الأرجنتين 1/2 وبالنتيجة نفسها من هولندا وكانت قريبة من تعديل الفارق ومنافسا لا يستهان به قبل ان تفوز على صربيا 2/3 وتونس ايضا تعادلت مع السعودية 2/2 وخسرت من أسبانيا 1/3 ومن أوكرانيا 1/ صفر وكانت الخسارة الوحيدة لغانا 2/ صفر علي يد ايطاليا، أما أنجولا فخسرت من البرتغال 1/ صفر وتعادلت مع المكسيك بدون أهداف ومع إيران 1/1 وسجلت هدفا في المونديال لفلافيو، وينطبق الحال على توجو أيضا بالرغم من مشاكلها المادية التي صادفتها قبل البطولة، وعدم الاستقرار الاداري لمدربها فخسرت من كوريا الجنوبية 1/2 ومن سويسرا وفرنسا بالنتيجة نفسها 2/ صفر ! إن ما سبق يوضح بالارقام والأداء الفني بشكل مختصر مشاركة الفرق الافريقية في مونديال المانيا وأنها جاءت بشكل طيب مقارنة مع منطقتين يمثلهما 8 منتخبات . فهل هذا يعد مؤشرا لتقليص عدد المقاعد الافريقية في مونديال 2010 ؟. بالطبع لا !