نهائيات الارجنتين الاكثر جدلا في تاريخ منافسات كأس العالم

> «الأيام الرياضي» د.ب.ا :

> حاولت الارجنتين لعدة عقود استضافة نهائيات كأس العالم ونجحت في ذلك فقط في عام 1978 ،لكن التوقيت لم يكن مناسبا بالمرة حيث كانت الارجنتين تعيش تحت وطأة الحكم الديكتاتوري الدموي للجنرال جورج فيديلا، مما جعل البطولة التي صار بعدها أصحاب الارض سادس فريق يفوز باللقب مثار جدل كبير.

وتمشيا مع مبدأ التناوب في تنظيم نهائيات كأس العالم بين أوروبا وأمريكا الجنوبية وبعد أن نظمتها أوروجواي والبرازيل وشيلي والمكسيك جاء الدور على الارجنتين بعد أن رفض طلبها في أكثر من مناسبة..وكان واضحا للجميع أن القرار أتخذ في عام 1966 كما أنه لم تترشح أي دولة أخرى لاستضافة هذه البطولة.

ولم تكن الاوضاع السياسية في الارجنتين مثالية آنذاك لكنها تأزمت أكثر بعد 12 عاما. فلقد كانت ديكتاتورية فيديلا محور اهتمام العالم مما اثر على البطولة من كافة النواحي..وتماما كما فعل موسوليني في إيطاليا عام 1934 وهتلر في ألمانيا عام 1936 استغل فيديلا الحدث الكروي العالمي ليظهر نفسه إلى العالم كشخصية محبوبة وتحظى بشعبية كبيرة في بلاده.. وأنفق فيديلا أموالا كثيرة بدون أن يهتم بتداعيات الموقف. وزادت الازمات الاقتصادية واستمرت عمليات اغتيال وقتل السياسيين والجنود والدبلوماسيين.

وتسببت أعمال هذا الديكتاتور، وخصوصا من حيث خرق أبسط قواعد حقوق الانسان إلى إثارة الجدل حول المشاركة في البطولة وطلب العديد من الحكومات من منتخباتها أن لا تشارك فيها وهوت الدورة تقريبا..وفي النهاية شاركت الدول التي تأهلت للنهائيات في المنافسات وجاء الاحتجاج الوحيد من اللاعب الهولندي يوهان كرويف الذي قرر الاعتزال حتى لا يسافر إلى الارجنتين.. ولم يحدث أي جدل سياسي خلال مراحل التصفيات لكن عدة فرق مرشحة لم تتمكن من الوصول إلى النهائيات ومن بين أبرزها إنجلترا وأورجواي اللتان فازتا باللقب من قبل ومعهما تشيكوسلوفاكيا المتوجة لتوها بطلة لاوروبا..وزادت حالة التوتر بفعل بعض المحررين الذين اهتموا بالتركيز على الاوضاع العسكرية الديكتاتورية أكثر من أحداث البطولة التي أقيمت في الفترة من أول يونيو إلى 25 منه.

وجذبت بيرو الانظار بشدة في الدور الاول حيث فازت بصدارة مجموعتها متقدمة على هولندا الحائزة على المركز الثاني في بطولة عام 1974 واسكتلندا وإيران. ولسوء الحظ خرجت بيرو من الدور الثاني. وتأهلت البرازيل والارجنتين إلى الدور الثاني بنفس عدد النقاط لكن البرازيل سجلت أهدافا أكثر.

ولعبت البرازيل أولا وتغلبت على بولندا 3/1 وأصبح على أصحاب الارض الفوز على بيرو بأكثر من 4/صفر لكي تتقدم إلى الدور التالي..وفازت الارجنتين 6/صفر في لقاء اعتبره الكثيرون من المتابعين "خيانة حقيقية لروح كرة القدم". ولم يثبت أي تورط مطلقا لكن الشكوك والحديث عن تلقى رشاوى لم ينقطع أيضا.. ولعل الوجه "الانظف" لهذه البطولة تمثل في المباراة النهائية إلى جانب الحضور الجماهيري المميز.

وأقيم اللقاء النهائي على ملعب "استاديو مونومينتال" في العاصة بوينس أيرس أمام 77 ألف متفرج متحمس.

وأصابت الارجنتين الترشيحات التي سبقت انطلاق البطولة .

وفازت على هولندا 3/1 بعد وقت إضافي وحصدت أول لقب عالمي لها .. وحصل المنتخب الهولندي للمرة الثانية على التوالي على المركز الثاني ولم يتمكن من تحقيق هذا المركز مجددا.

وكاد التاريخ ينقلب في هذه الدورة بطريقة مختلفة لو لم تجد الارجنتين من يساندها بشكل خاص في المباراة النهائية. ففي الدقيقة الاخيرة من المباراة وبينما كان الجميع ينتظرون إطلاق صفارة النهاية والانتقال إلى الوقت الاضافي لاحت فرصة ثمينة لروبي رينسينبرينك لتسجيل هدف الفوز لهولندا.. لكن ما حصل أن اللاعب الهولندي الذي تسلم الكرة في الدقيقة الاخيرة من الوقت الاصلي للمباراة وهو على بعد أمتار قليلة من مرمى الحارس أوبالدو فيللول اثر هجمة مرتدة سريعة أطلق تسديدة قوية بقدمه اليسرى .. وخيم الصمت على الملعب تماما.

حيث بدت الكرة وكأنها في طريقها إلى الشباك الارجنتينية لكنها ارتطمت بالقائم وعادت إلى أرض الملعب لتتنفس الجماهير الصعداء ويفلت المنتخب الارجنتيني من الهزيمة.

وسجل ماريو كمبس هدفه وهدف بلاده الثاني والسادس له في الدورة في الوقت الاضافي مما جعله يتصدر لائحة الهدافين. ثم أضاف دانييل بيرتوني الهدف الارجنتيني الثالث فبدأت الجماهير تحتفل بالانتصار. ووحد هذا الانتصار الذي تحقق بقيادة المدرب لويس سيزار مينوتي الارجنتين كلها وسمح للمواطنين بأن ينسوا على الاقل في هذه اللحظات مآسي الديكتاتورية التي كانوا يعيشون تحت وطأتها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى