درس في النحو والبلاغة وشعر المتنبي

> «الأيام» منصور نور:

> استضافت جمعية تنمية الثقافة والأدب بعدن يوم الأربعاء الماضي د. أحمد عبده مكرد العزعزي، الأستاذ المساعد بقسم اللغة العربية - جامعة عدن بمناسبة حصوله على درجة الدكتوراه في النحو والبلاغة من جامعة عدن في 10/6/2006م عن رسالته الموسومة بـ (أساليب القصر في شعر المتنبي - بين النحو والبلاغة). وتركزت محاضرة د. أحمد عبده العزعزي في البداية بتقديم شرح موجز حول البحث الأكاديمي بتقسيمه إلى مقدمه وستة فصول وخاتمة.

وقد تمثل الفصل الأول التمهيدي في مصطلحات القصر ومصادره، وتطور أساليب القصر الحديث من حيث بدأ سيبويه والفراء وابن جني إلى أن وصلت إلى عبدالقاهر الجرجاني والزمخشري والفخر الرازي والسكاكي ثم الخطيب القزويني. والفصل الثاني حول أسلوب القصر بالنفي والاستثناء في الجملة الأسمية .

والفصل الثالث تناول (الجملة الفعلية) ويليه الفصل الرابع (أسلوب القصر بـ إنما) والخامس أسلوب القصر بحروف العطف (لا، بل، لكن) أما الفصل السادس والأخير فقد جاء في (أسلوب القصر بتقديم ما حقه التأخير) وجاءت الفصول الستة على مبحثين أحدهما في الجملة الأسمية والآخر في الجملة الفعلية واستند في كل ذلك على الشواهد الشعرية والهيئات التركيبية للقصر، محددة في كل فصل.

وحقيقة إن المحاضرة التي حضرها نخبة من الشعراء يتقدمهم الشاعر الكبير محمود علي السلامي، قد جاءت بفائدتها وما أحوج الأدباء والشعراء والمثقفين إلى مثل هذه المعلومة القيمة التي قدمها د. أحمد عبده في محاضرته وتنشيط لذاكرة النخبة للاستفادة والاستزادة خاصة وأن د. أحمد عبده في مقدمة بحثه يشير «أن لغة الشعر الجيد لا تتصل بقشرة الأشياء وإنما بعمقها وتستدعيها لتجعل منها صورا آسرة ومعاني نابضة بالحركة والمفاجأة والتأثير».

وأورد الباحث في محاضرته أن اللافت للنظر في طريقة النظم عند المتنبي أنها تتميز بوضع الألفاظ في الموضع المحكم الذي لا يمكن أن تتقدم عنه ولا أن تتأخر وهي محتفظة بالأداء الأمثل للمعنى مع الدقة المتفوقة في اختيار الأساليب وانتقاء الألفاظ لأداء ما يراد لها تأديته.

وأفاد بأن اختياره لهذا الموضوع (أساليب القصر في شعر المتنبي بين النحو والبلاغة) قد جاء إيمانا منه بأن مثل هذه الدراسات البلاغية النحوية الأسلوبية التي تتناول الشعر تفتح الباب أمام بحوث أخرى تتناول الفنون البلاغية في نظم الشعر عامة وفي نظم الزجل خاصة وتقدمها في صورة فنية جديدة لاستكمال حلقات البحث التي دارت حول المتنبي.

وكانت الفعالية أو المحاضرة بحق درساً في النحو والبلاغة من خلال الأسئلة الجميلة التي طرحت والمناقشات الرائعة التي دارت متقابلة بين الشاعر والناقد هاني محمد سعيد جرادة ود. أحمد عبده مكرد .

واستحسن الحاضرون هذه الفعالية الأكاديمية فاستمعوا فيها واستمتعوا بالبلاغة والبراعة والحكمة والبيان والتصوير وسحر الأداء مما يبرز الخصائص الخاصة بفن الشاعر المتميز الذي تجلت في فنه قوة الفكر، وروعة التخيل وسحر التحليق وشدة الأسر وطغيان الشعور، وإحكام الأداء الذي تميز بالجدة والجزالة والإباء والرفض والنزوح إلى غاية لم ينزح إليها غيره من الطموح والكبرياء والعظمة والفخر والكفاية والذكاء، وهو المتنبي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى