أقصوصة بعنوان (تبرٌ ودُرَرٌ)

> «الأيام»محمد أبوبكر الحداد:

> أرسلت الشمس خيوطها الذهبية عند أصيل يوم الجمعة، لتصافح جبائن الصيادين السمراء، الذين طالما بادلوها الود بالود والوفاء بالوفاء، فتثاءبت الموجة الوحيدة التي تمددت في استحياء على البحر القبلية.

(شرمة) ذلك الساحل البكر الذي لم تعبث به ضريبة المدينة، ولم يستسلم لعربدة الزيوت الدخيلة التي تؤذي صغاره داخل أحشائه، يستقبل مرتاديه كل يوم دون ضجيج، ويضاعف جهوده عند العطلات ليحتضن القادمين من المدن القريبة، والقرى البعيدة، حتى ينعموا بأوقات ملؤها الأمان، ويدخل على قلوبهم الحبور، وينسيهم أوقات العمل ومللها، وهموم الحياة وضغوطها.

تصادفك الحصباء كأنها الدرر تتلألأ على الساحل الشرقي، وبواكير السلاحف تزحف في خفة متناهية صوب أكوام الرمال لتضع بيوضها، بعد رحلة طويلة قطعتها حتى عادت أدراجها إلى مكان مخاضها، بينما تتواثب قريناتها لتقضي ليلة منعشة لا ينغصها إلا صرخات المعتدين الذين يفاجئونها بالفؤوس والسكاكين دون بصيرة ولا علم بهول ما يفعلون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى