أهداف إسرائيل في لبنان تتخطى حزب الله

> بيروت «الأيام» اليستر ليون:

>
آثار الدمار بادية على حي سكني في جنوب بيروت استهدفته الهجمات الإسرائيلية أمس
آثار الدمار بادية على حي سكني في جنوب بيروت استهدفته الهجمات الإسرائيلية أمس
مصنع لمنتجات الالبان ومنارة وحافلات مدنية وشاحنة لنقل مواد طبية. تلك مجرد عينة من اهداف عديدة تثير الحيرة اصابها القصف الاسرائيلي على مدار اسبوع من الهجمات على لبنان. ويقول القادة العسكريون في اسرائيل انهم بحاجة إلى عدة اسابيع اخرى لتحقيق هدفهم واصابة جماعة حزب الله الشيعية اللبنانية بالشلل.

لكن اللبنانيين يتساءلون عما اذا كان هناك شيء تبقى ليصلح كهدف للقصف الاسرائيلي الذي قال عنه رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة انه كبد لبنان خسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات وفي طليعتها خسائر قطاعي السياحة والاستثمار.

وشنت اسرائيل هجماتها في اعقاب قيام مقاتلي حزب الله بخطف جنديين اسرائيليين وقتل ثمانية آخرين في عملية عبر الحدود والحق القصف الاسرائيلي دمارا فادحا بالبنية الاساسية المدنية في لبنان إلى جانب ضرب اهداف تابعة لحزب الله.

وطبقا لما ذكرته الشرطة اللبنانية دمر الهجوم الجوي حوالي 42 جسرا وادى لانعزال 38 طريقا كما استهدف ايضا مصانع ومنشآت ومعدات اتصالات. كما استهدف مخازن للوقود ومدارج هبوط الطائرات في مطار بيروت على نحو متكرر.

وقصفت المقاتلات الاسرائيلية مطارين صغيرين اضافة إلى الموانئ الرئيسية في بيروت وطرابلس في الشمال. واضرمت النيران في محطات التزود بالوقود ومستودعات للوقود في محطات الطاقة.

وربما يكون هناك بعض المنطق في الهجمات الإسرائيلية التي حولت مكاتب حزب الله في حي حارة حريك بجنوب لبنان إلى اكوام من الركام وحينما استهدفت غارات اخرى مقاتلي حزب الله الذين يطلقون الصواريخ على اسرائيل.

لكن مسؤولي حزب الله كانوا قد غادروا قبل فترة طويلة مكاتبهم ومنازلهم التي دأبت اسرائيل على قصفها. وهو ما لم يتسبب إلا في عواقب مروعة بالنسبة للمدنيين اللبنانيين في الجوار.

وتتهم اسرائيل حزب الله بإخفاء الصواريخ في المنازل واطلاقها من القرى في مسعى من جانبها لاستخدام المدنيين كدروع بشرية. وادت هجمات حزب الله الصاروخية على اسرائيل إلى مقتل 12 شخصا.

وفي لبنان بلغ عدد القتلى الذين سقطوا جراء القصف الاسرائيلي ما لا يقل عن 230 كلهم من المدنيين عدا 26 واعلن حزب الله سقوط ثلاثة قتلى في صفوفه. وقتل اكثر من 20 جنديا لبنانيا بينهم 11 سقطوا في غارة جوية على ثكنات تابعة للجيش اللبناني بمنطقة الجمهور شرقي العاصمة بيروت يوم أمس الثلاثاء وسقط 9 في موقع للجيش في طرابلس في اليوم السابق.

إسرائيلي يتفقد منزل جاره بعد أن أصيب بصاروخ كاتيوشا أطلقه حزب الله على بلدة نهاريا شمال إسرائيل مساء أمس
إسرائيلي يتفقد منزل جاره بعد أن أصيب بصاروخ كاتيوشا أطلقه حزب الله على بلدة نهاريا شمال إسرائيل مساء أمس
ويعتري كثيرا من اللبنانيين شعور بالمرارة ان لم يكن بالدهشة ايضا ازاء الدمار الذي تصبه اسرائيل على بلادهم ويجدون انه من العسير عليهم فهم سبب استهداف اسرائيل للجيش اللبناني وهو ذات الجيش الذي تقول اسرائيل انها تود ان يحل مكان حزب الله في جنوب لبنان.

كما شمل قصف اسرائيل التي تحالفت مع الميليشيا المسيحية عندما غزت لبنان لطرد المسلحين الفلسطينيين في عام 1982 مرافئ مسيحية مثل جونية وعمشيت شمال بيروت. واعرب الجيش عن اسفه لسقوط ضحايا بين المدنيين وقال انه لا يهاجم الجسور والطرق وغيرها من مرافق البنية الاساسية الا ليجعل اطلاق حزب الله الصواريخ على المدن الاسرائيلية اكثر صعوبة.

وقال الجيش الاسرائيلي انه يهاجم اهدافا تابعة للجيش اللبناني فقط حال استخدامها لمهاجمة القوات الاسرائيلية وانه قصف محطات رادار ساحلية نظرا لقيام حزب الله باستخدامها في هجوم بالصواريخ على سفينة حربية اسرائيلية وهو الزعم الذي لم تؤكده بيروت.

كما استهدف هجوم صاروخي محكم المنارة الواقعة على ساحل بيروت وكان بها رادار صغير. وقال الكابتن جاكوب دلال المتحدث العسكري الاسرائيلي "نستهدف اهداف حزب الله. كل الاهداف بشكل مباشر او غير مباشر. تلك المتصلة بهجمات حزب الله على المدنيين الاسرائيليين." ويجد البعض في لبنان هذا التحديد فضفاضا حيث ان الكثير من الاهداف المدنية التي قصفتها اسرائيل تقع خارج المناطق الشيعية وبعيدا عن معاقل حزب الله القوية في الجنوب.

وقال تيمور جوكسيل المتحدث السابق باسم قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في جنوب لبنان "هذا تعريف ابداعي للارهاب." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى