بلير يقف في صف واحد مع بوش رغم المخاطر السياسية التي يواجهها

> لندن «الأيام» بريجيت دوسو :

>
رئيس الوزراء البريطاني توني بلير
رئيس الوزراء البريطاني توني بلير
اختار رئيس الوزراء البريطاني توني بلير مرة اخرى التحالف مع الرئيس الاميركي جورج بوش في موقفه من النزاع الدموي الدائر بين حزب الله الشيعي اللبناني واسرائيل,وقرر بلير ان يتبنى موقفا من النزاع في لبنان مطابقا لموقف بوش الذي يجد دائما في بلير حليفا قويا له مهما كان الثمن السياسي الذي سيتكبده رئيس وزراء بريطانيا.

وقد تجلى الولاء المطلق الذي يدين به بلير لبوش في المحادثة التي نقلتها احدى الشبكات التلفزيونية في غفلة عن بلير وبوش اللذين لم ينتبها الى ان الميكروفونات كانت مفتوحة اثناء قمة مجموعة الثماني التي عقدت مؤخرا في سان بطرسبرغ.

فقد ابدى بلير في تلك المكالمة استعداده لزيارة الشرق الاوسط ليمهد للزيارة التي ستقوم بها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى المنطقة.

ومن المقرر ان يجري الزعيمان محادثات حول ازمة الشرق الاوسط في واشنطن في 28 تموز/يوليو الجاري.

ويتهم الزعيمان حزب الله باشعال النزاع في المنطقة بخطفه جنديين اسرائيليين، ويرفضان وصف الرد الاسرائيلي على ذلك بانه "غير متكافىء".

ويطالب بلير حزب الله الشيعي اللبناني باطلاق سراح الجنديين والتوقف عن اطلاق صواريخ على اسرائيل كشرط لوقف اطلاق النار. وعلى غرار بوش فقد اتهم بلير سوريا وايران بدعم حزب الله.

وشدد الزعيمان على حق اسرائيل في الدفاع عن النفس ووضعا النزاع في لبنان في سياق حرب اوسع على الارهاب.

وقال مايكل كوكس استاذ العلاقات الاوروبية الاميركية في كلية لندن للاقتصاد ان "بلير اتخذ قرارا بانه لن ينتقد الولايات المتحدة".

واضاف لوكالة فرانس برس "ان الولايات المتحدة جزء من الحل وليست جزءا منالمشكلة".

وتابع "ان بلير مثل بوش تماما تاثر بهجمات 11 ايلول/سبتمبر التي غيرت نظرته الى العالم وعززت اراءه".

وقال روبرت ماكغيهان الخبير في الشؤون الدولية في مركز كاثام هاوس انه منذ ذلك الحين فان بلير الذي كان مقربا من الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون، اقام "علاقة قوية جدا" مع بوش.

واضاف لوكالة فرانس برس ان "بلير اكثر تشددا من بوش" في ما يتعلق ب"الحرب على الارهاب".

واضاف ان بلير "شخص يتمسك بالاخلاق ومتدين للغاية,وفي بعض الاحيان يكون اكثر حماسة من بوش".

واوضحت روزماري هوليس الخبيرة في شؤون الشرق الاوسط في مركز كاثام هاوس انه اصبح من المعتاد بالنسبة للحكومة البريطانية ان تقيم المواقف "طبقا للموقف الاميركي بدلا من ان تفكر وتقيم ديناميكيات المنطقة بشكل مستقل".

وقالت ان هناك توجها للتفكير "بما هي مصلحة اميركا هنا، وما هو الموقف الاميركي" قبل ان تضع استراتيجيا محتملة.

واضاف كوكس "ان العديدين في اوروبا يرغبون في وجود عالم متعدد الاقطاب الا ان بريطانيا مسرورة للغاية لوجود عالم احادي القطب".

واوضح ان الرأي السائد في الاوساط اللندنية هو ان "الولايات المتحدة تمتلك القوة ولا يمكننا الاختلاف مع موقفها بشكل كبير"واضاف "انهم لا يرون بديلا لهذا وبالتالي فانهم واقعون في فخ".

الرئيس الاميركي جورج بوش
الرئيس الاميركي جورج بوش
ولم تساهم اقالة وزير الخارجية السابق جاك سترو واحلال مارغريت بيكيت محله في ايار/مايو الماضي في تحسن الامور.

وذكرت صحيفة "تايمز" أمس الجمعة ان بلير وسترو "اعتادا على ممارسة لعبة ذكية" بحيث يبدو رئيس الوزراء مواليا لاسرائيل بينما يبدو سترو اكثر موالاة للعرب,ولو ان سترو بقي في منصبه لكان الموقف البريطاني من ازمة الشرق الاوسط اقل حدة"ويعرب بعض الدبلوماسيين عن قلقهم بشان النزاع في الشرق الاوسط.

وصرح مسؤول بريطاني بارز طلب عدم الكشف عن اسمه لصحيفة "تايمز" أمس الأول الخميس "اننا نخشى من ان لا ياتي العمل العسكري الاسرائيلي بالنتائج المرجوة".

وقال مسؤول بريطاني اخر "نحن قلقون من ان العمليات العسكرية المتواصلة التي تشنها اسرائيل يمكن ان تتسبب بمزيد من الضرر للبنية التحتية وخسائر في حياة المدنيين لا يبررها تدمير حزب الله".

وانتقدت احزاب المعارضة البريطانية تحالف بلير مع بوش حول الوضع في الشرق الاوسط وحاولت نكأ الجروح التي تسبب بها تحالف بلير مع بوش في الحرب على العراق.

وقال مينزيس كامبل زعيم الحزب الليبرالي الديموقراطي امام البرلمان أمس الأول الخميس "ان قبول رئيس الوزراء المطلق بمواقف الادارة الاميركية خاطئ بل وانه يضر بشدة بسمعة بريطانيا دوليا".

وحتى ان حزب المحافظين الرئيسي المعارض الذي تتسم سياسته تقليديا بالموالاة لاميركا، قال ان "الرد الاسرائيلي غير متناسب"ورغم ذلك لا يزال بلير على موقفه. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى