معارك شوارع بين حزب الله واسرائيل في بلدة حدودية وفرنسا تطالب بتبادل الاسرى

> عواصم «الأيام» وكالات :

>
الأضرار التي لحقت بمحطات الإرسال التلفزيوني وهوائبات الهواتف الخلوية في شمال لبنان أمس
الأضرار التي لحقت بمحطات الإرسال التلفزيوني وهوائبات الهواتف الخلوية في شمال لبنان أمس
شهد اليوم الحادي عشر من الهجوم الاسرائيلي الواسع على لبنان معارك شوارع فعلية في بلدة لبنانية حدودية مع اسرائيل، تزامنت مع تركيز القصف الاسرائيلي بشكل عنيف على محطات الارسال التابعة للتلفزيونات اللبنانية وهوائيات الهواتف الخلوية.

فقد اعلن مصدر امني لبناني ان معارك ضارية تدور مساء اليوم السبت داخل بلدة مارون الراس بين قوات اسرائيلية دخلت هذه البلدة وبين مقاتلي حزب الله.

وقال المصدر نفسه ان هذه المعارك بدات بعيد الظهر اثر توغل الدبابات الاسرائيلة الى هذه البلدة المجاورة تماما للحدود مع اسرائيل، في حين اعلنت حركة المقاومة الاسلامية، الجناح العسكري لحزب الله في لبنان، تدمير ثلاث دبابات اسرائيلية في هذه المعارك.

وفي المساء اعلن الجيش الاسرائيلي انه سيطر على بلدة مارون الراس، وقال الجنرال بني غانتس في مؤتمر صحافي ان قوات جوية وبرية "انهت الى حد ما السيطرة على بلدة مارون الراس".

وابقت اسرائيل الغموض مسيطرا على نياتها ازاء القيام بأي هجوم بري واسع. وبينما انسحبت آلياتها قبل ظهر السبت من قرية مروحين عززت قواتها في مارون الراس واعلنت سيطرتها عليها خصوصا انها تتمتع بموقع استراتيجي مهم فهي تعلو نحو 900 متر عن سطح البحر وتكشف الجنوب اللبناني.

في هذا الوقت تواصل القصف الاسرائيلي الواسع على مناطق واسعة من لبنان موقعا تسعة قتلى أمس السبت في حين واصل حزب الله قصف البلدات الاسرائيلية الشمالية موقعا العديد من الجرحى الاسرائيليين.

وادى قصف محطات عدة للارسال التلفزيوني مع هوائيات للهاتف الخليوي الى سقوط قتيل وثلاثة جرحى. ولوحظ ان بث التلفزيونات لم يتأثر بشكل كبير في حين انقطعت اتصالات الهواتف الخلوية في شمال لبنان حتى منطقتي جبيل وكسروان في جبل لبنان.

واضافة الى قصف محطات الارسال توزع القصف الاسرائيلي على مختلف مناطق الجنوب من القطاع الغربي الى القطاع الشرقي مرورا بالقطاع الاوسط مستهدفا بشكل اساسي الطرقات والجسور.

وقصف حزب الله على دفعات عدة كان آخرها الساعة 30،18 (30،15 ت غ) شمالي اسرائيل بالصواريخ فشمل القصف بلدات اسرائيلية اساسية مثل حيفا وصفد وطبرية موقعا حسب اسرائيل اربعة جرحى.

وعلى الصعيد السياسي صدر موقف لافت من وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي خلال زيارته الى عمان عندما دعا الى تبادل للاسرى وهو الامر الذي يطالب به حزب الله.

وقال الوزير الفرنسي في مؤتمر صحافي "طلبنا دائما الافراج عن الجنديين الاسرائيليين، وبين الشروط السياسية للخروج من الازمة وتحقيق وقف لاطلاق النار نعلم جيدا ان من الضروري تبادل الاسرى".

كما اعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو ماري ان فرنسا قد تشارك بشروط في قوة دولية لحفظ السلام في لبنان.

محطة لتقوية الارسال التلفزيوني والهواتف المحمولة في شمال لبنان بعد قصفها امس
محطة لتقوية الارسال التلفزيوني والهواتف المحمولة في شمال لبنان بعد قصفها امس
وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية التي تزور ابو ظبي في مؤتمر صحافي "سيعود للرئيس الفرنسي جاك شيراك ان يقرر في مسألة مشاركة فرنسا في اية قوة دولية يمكن ان يتم تشكيلها لضمان وقف المعارك واحلال الاستقرار (...) على ان يكون ذلك في اطار اتفاق وعلى ان يتم تامين عدد من الشروط لضمان فعاليتها".

اما الموقف اللافت الآخر فجاء من بريطانيا على لسان وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية كيم هاولز خلال زيارته الى لبنان عندما وجه انتقادا شديدا لاسرائيل لقتلها "هذا العدد الكبير من الاطفال والاشخاص" وشكك في تكتيكاتها العسكرية.

وعن القصف المدفعي والجوي للبنان، قال هاولز "هذه ليست ضربات دقيقة التصويب".

واضاف عقب اجتماع مع رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة "اذا كانوا يطاردون حزب الله فعليهم استهداف حزب الله وليس كل الشعب اللبناني".

وفي بداية تمايز للموقف البريطاني عن الموقف الاميركي الداعم بشكل مطلق لاسرائيل، حذرت وزيرة الخارجية البريطانية مارغرت بيكيت في مقابلة نشرتها أمس السبت صحيفة "فايننشال تايمز" اسرائيل من توغل بري في لبنان.

وقالت مارغرت بيكيت "انه وضع خطير جدا وقد يشكل منعطفا ويجب علينا نحن المجتمع الدولي ان نبذل كل ما في وسعنا ليكون منعطفا الى ما هو افضل". وقالت ان "خطأ في الحسابات او اي خطأ قد تترتب عليه انعكاسات خطيرة ويبدو لي ان ذلك مثير للقلق".

على الصعيد الانساني تواصلت عمليات اجلاء الاجانب واعلنت اسرائيل موافقتها على فتح ممر انساني لايصال المساعدات الى لبنان.

وقال رئيس مكتب التنسيق العسكري الاسرائيلي الميجور اساهيل افراهام ان اسرائيل فتحت ممرا بحريا وجويا آمنا للسماح بوصول شحنات المساعدات الانسانية الى لبنان.

واضاف "لقد سمحنا بفتح ممر آمن بطول 80 كلم وعرض ثمانية كلم الى ميناء بيروت لوصول السفن والطائرات"، في اشارة الى المروحيات على ما يبدو.

واضاف "لقد اعلنا ان اي بلد يرغب في دعم جهود المساعدات الانسانية للبنان يمكن ان يفعل ذلك بالتنسيق معنا".

ضباط اميركيين:«أمر غير عادي» شحن قنابل موجهة بالاقمار والليزر لاسرائيل

كشف مسئولون أمريكيون النقاب عن أن إدارة الرئيس الامريكى جورج بوش تسرع حاليا من أجل تسليم صفقة قنابل دقيقة التوجيه إلى إسرائيل كانت الاخيرة قد استعجلت شحنها الاسبوع الماضى عقب بدء الحملة الجوية ضد أهداف حزب الله في لبنان .ونسبت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية أمس السبت إلى المسئولين الامريكيين قولهم إن القرار الخاص بالاسراع بشحن الاسلحة إلى إسرائيل جرى عقب مناقشات محدودة نسبيا داخل إدارة الرئيس بوش .وأوضح المسئولون أن الذخائر التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل هي جزء من صفقة أسلحة تقدر قيمتها بعدة ملايين من الدولارات تمت الموافقة عليها العام الماضي وتستطيع إسرائيل بموجبها سحب ما تريده من أسلحة عند الحاجة .

بيد أن استعجال إسرائيل شحن هذه القنابل الموجهة بالاقمار الصناعية والليزر قد اعتبر من جانب بعض ضباط الجيش الامريكى بأنه "أمر غير عادي" ، كما أنه يعد مؤشرا على أن إسرائيل لا تزال لديها قائمة طويلة من الاهداف التي تريد ضربها في لبنان .

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إنه لم يتم الاعلان عن شحنة الاسلحة الامريكية الجديدة إلى إسرائيل كما أن المسئولين الذين علقوا على قرار الادارة الامريكية بإرسال الذخيرة المطلوبة إلى إسرائيل ناقشوا ذلك عقب تلقيهم وعودا بعدم الكشف عن هوياتهم.

وأشار أحد المسئولين الامريكيين إلى أن هذه الشحنة لا ينبغي مقارنتها بشحنات "إعادة الامداد الطارئة" التي تمت نتيجة تراجع المخزونات الاسرائيلية والتي تم إمداد إسرائيل بها خلال حرب 1973 عندما ساعد الجسر العسكري الامريكي إسرائيل على التعافي من تأثير الانتصارات التي حققها العرب في بداية الحرب .

وأوضح ديفيد سيجل المتحدث باسم السفارة الاسرائيلية فى واشنطن أنه يتم استخدام الذخائر دقيقة التوجيه من أجل تحييد القدرات العسكرية لحزب الله وتقليل الضرر الذي يقع على المدنيين إلى أدنى درجة مضيفا أنه وكقاعدة عامة لا تقوم السفارة بـالتعليق على المشتريات الدفاعية لاسرائيل.

شرطيان اسرائيليان يقفان بجانب سيارتين احترقتا بعد قصف صاروخي لحزب الله في مدينة نهاريا شمال اسرائيل
شرطيان اسرائيليان يقفان بجانب سيارتين احترقتا بعد قصف صاروخي لحزب الله في مدينة نهاريا شمال اسرائيل
ومن جانبها، رفضت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ومسئولون عسكريون الخوض فى التفاصيل الخاصة بحجم ومضمون الشحنة المرسلة إلى إسرائيل ، كما رفضوا الاعلان عما إذا كانت الذخيرة قد تم شحنها عبر طائرات شحن أو عبر وسائل أخرى .

مجلة جينز: حزب الله يعتمد تكتيكا قريبا من تكتيك المقاتلين الشيوعيين في فيتنام

اعتبرت مجلة "جينز ديفانس ويكلي" ان حزب الله اعتمد تكتيكا عسكريا مشابها للوسائل التي كان يستخدمها "الفييتكونغ" خلال حرب فيتنام مما يجعل منه خصما شرسا للجيش الاسرائيلي.

وكلمة فييتكونغ اطلقها الاميركيون خلال حرب فيتنام على المقاتلين الشيوعيين في هذا البلد.

وكتب الون بن-دافيد مراسل المجلة في اسرائيل في مقال ينشر الاربعاء المقبل ان "القوات الاسرائيلية اكتشفت ان حزب الله اقام قرب الحدود مع اسرائيل شبكة انفاق وخنادق مثل تلك التي اقامها الفييتكونغ مما يوفر مخابئ لعناصره ولاسلحتهم".

واضاف ان "الجيش الاسرائيلي يواجه مقاومة شرسة من قبل حزب الله وتكبد خسائر كبيرة في المعارك".

ونقل عن مصدر "رفيع المستوى في مجال الدفاع" قوله "علينا ان نعتبر ان ما نواجهه في لبنان ليس ميليشيا بل لواء من القوات الخاصة في الجيش الايراني. انهم مدربون الى اقصى الحدود ومجهزون بشكل جيد ومندفعون لمواصلة القتال".

وقالت المجلة ان القادة الاسرائيليين يريدون تجنب حصول عملية برية واسعة النطاق في لبنان "لكن عددا متزايدا من المسؤولين العسكريين يعتبرون ان وحده هجوما واسع النطاق يمكن ان يؤدي الى انهيار حزب الله كقوة مقاتلة".

واشارت المجلة الى ان "الجيش الاسرائيلي ينشر آلاف الجنود من سلاح المشاة عند الحدود اللبنانية لكنهم غير مدعومين بأسلحة ثقيلة التي تؤشر الى اجتياح اكبر".

وشددت المجلة على ان اسرائيل تقر ان الخسائر في صفوف حزب الله ليست كبيرة وتقتصر على عشرات الضحايا فقط في حين ان هجومها على لبنان ادى الى مقتل اكثر من 341 شخصا غالبيتهم من المدنيين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى