رئاسة الوزراء البريطانية تنفي وجود انقسام في الحكومة حول لبنان

> لندن «الأيام» كاترين فاي دو ليستراك :

> نفت رئاسة الوزراء البريطانية أمس الأحد وجود اي انقسام داخل الحكومة حول الموقف الذي يجب اتخاذه من الهجوم الاسرائيلي على لبنان غداة الانتقادات القاسية التي وجهها مبعوثها للشرق الاوسط الى الدولة العبرية.

وقال متحدث باسم رئيس الوزراء توني بلير لوكالة فرانس برس "لا وجود لاختلاف بيننا وبين وزارة الخارجية حول هذا الموضوع. لطالما قلنا ان على اسرائيل ان تمارس ضبط النفس و(الرد) بطريقة متكافئة".

واضاف "كما قال (وزير الدولة للشؤون الخارجية) كيم هاولز، اننا نركز جهودنا للحصول على وقف اطلاق نار فعلي"، مؤكدا ان الولايات المتحدة وبريطانيا "تعملان معا للتوصل لتحقيق الهدف ذاته".

من جهته اكد جون بريسكوت نائب بلير "لا يوجد اي انقسام بين وزارة الخارجية والحكومة". وخلال زيارة الى لبنان أمس الأول السبت انتقد الوزير هاولز امام صحافيين اساليب اسرائيل في شن العمليات العسكرية على لبنان.

وقال "هذه ليست ضربات دقيقة التصويب (...) اذا كانوا يطاردون حزب الله فيجب استهداف حزب الله وليس كل الشعب اللبناني". واضاف ان "الاسرائيليين "يدمرون كل البنى التحتية في لبنان ويقتلون اعدادا كبيرة من المدنيين، ومن الصعب جدا ان نعرف كيف يمكن لهذا الامر ان يخدم الغايات التي حددوها لانفسهم".

وتتعارض هذه التصريحات مع موقف رئيس الوزراء توني بلير الذي حرص على عدم انتقاد اسرائيل، متماشيا بالتالي تماما مع الموقف الاميركي.

ومنذ بداية الازمة، اتهم بلير حزب الله بانه تسبب بالنزاع، رافضا الحديث عن لجوء اسرائيل الى القوة المفرطة، او الدعوة الى وقف اطلاق النار.

ووفق قراءته للاحداث في اطار الحرب على الارهاب، ندد بلير بما سماه "دائرة الاصولية" التي تدعمها ايران وسوريا والتي تحاول زعزعة "الحركة في اتجاه الديموقراطية" في العراق ولبنان والاراضي الفلسطينية.

من غير الضروري اذا ان تكون تصريحات كيم هاولز المعروف بصراحته، مؤشرا على تحول في سياسة الحكومة البريطانية. وتقول الخبيرة روزميري هوليس من المعهد الملكي
للشؤون الدولية "تشاتهام هاوس" ان هاولز "كان يتكلم بطريقة عفوية و(تصريحاته) لا تمثل اراء الحكومة".

ويشير الخبراء الى وجود اختلاف في الراي بين وزارة الخارجية ورئاسة الوزراء التي اختارت تبني موقف واشنطن بالكامل. وقالت هوليس ان "اختلافات الراي هذه كانت موجودة قبل الحرب على العراق، انما كان يتم كتمها".

وصرح مينزيس كامبل زعيم المعارضة الليبرالية الديموقراطية أمس الأحد "كان لدينا انطباع واضح بان موقف وزارة الخارجية كما عبر عنه كيم هاولز، وموقف رئاسة الوزراء مختلفان كثيرا". واضاف "ويتوجب على +المسكينة+ مارغريت بيكيت (وزير الخارجية التي تم تعيينها في ايار/مايو الماضي) التوفيق بين الطرفين وهذا ليس سهلا".

وبخلاف فرنسا او المانيا، لم ترسل لندن الا وزير دولة الى الشرق الاوسط. وبدلا من التوجه الى المنطقة، سيبحث بلير الوضع مع جورج بوش الجمعة في الولايات المتحدة في زيارة هي الثانية خلال شهرين.

وفي اشارة الى الارباك السائد في الساحة السياسية البريطانية، يبدو ان الحزب المحافظ المنحاز عادة الى اسرائيل والولايات المتحدة، يواجه هو ايضا انقساما.

وحرص زعيمه ديفيد كامرون على الامتناع عن اتخاذ موقف، في حين ان المتحدث باسم الحزب للشؤون الخارجية ويليم هيغ كتب مقالا في صحيفة "صاندي تيليغراف" بعنوان "لا يجوز ان نخاف من انتقاد اسرائيل"، معتبرا ان "السياسة الخارجية البريطانية لا يجب ان تكون بالضرورة مطابقة للسياسة الاميركية". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى