كوندوليزا رايس تتوجه الى الشرق الاوسط في مهمة محفوفة بالمخاطر

> واشنطن «الأيام» سيلفي لانتوم :

>
وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس
وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس
تتوجه وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس هذا الاسبوع الى الشرق الاوسط في مهمة محفوفة بالمخاطر بعد ان اصبحت معزولة الى درجة كبيرة عن حلفائها الاوروبيين والعرب بسبب دعمها القوي للعملية العكسرية الاسرائيلية في لبنان وغزة.

ويتوقع ان تصل رايس اليوم الإثنين الى اسرائيل حيث ستلتقي رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، الا انها ستتوجه ايضا غداً الثلاثاء الى الاراضي الفلسطينية لاجراء محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وستشارك رايس بعد غد الأربعاء في روما في اجتماع "مجموعة الاتصال" حول لبنان، وهي تضم الى جانب الولايات المتحدة وايطاليا ولبنان، كلا من فرنسا وروسيا وبريطانيا ومصر والسعودية اضافة الى الاتحاد الاوروبي والبنك الدولي والامم المتحدة.

الا ان رايس ما زالت حتى اللحظة ترفض المطالبة بوقف لاطلاق النار في لبنان وهي بالتالي قد تبدو منحازة تماما الى الحكومة الاسرائيلية ما قد يحرمها من صفة "الوسيط الشريف" التي كانت تحظى بها الولايات المتحدة.

كما قد يلقي اجتماع "مجموعة الاتصال" الضوء بشكل اكبر على التباينات بين القوى الكبرى حول آليات ايجاد حل للازمة.

والولايات المتحدة ومعها بريطانيا بدرجة اقل، هما البلدان الوحيدان المشاركان في اجتماع روما ولم يدعوا حتى الساعة الى وقف لاطلاق النار، فيما وصلت حصيلة العملية العسكرية التي تشنها اسرئيل ضد لبنان منذ 12 تموز/يوليو الى اكثر من 350 قتيلا بحسب ارقام وكالة فرانس برس.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلت عن مصادر دبلوماسية ان اجتماع "مجموعة الاتصال" لم يكن بالامكان عقده في عاصمة عربية بسبب الانزعاج الكبير في العالم العربي ازاء مواقف الولايات المتحدة.

وبحسب الصحيفة، قد تكون مصر والسعودية والاردن رفضت استقبال رايس، علما ان التظاهرات المعارضة لواشنطن في ازدياد مستمر في الشارع العربي.

كما ان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة الذي كانت تعول عليه رايس في المشروع الاميركي لارساء الديموقراطية في الشرق الاوسط، اعرب عن انزعاجه من الولايات المتحدة التي اعتبر انها تمنح الدولة العبرية "فرصة" للاستمرار في عمليتها العسكرية.

وسبق للولايات المتحدة ان استخدمت حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن للحؤول دون صدور قرار دولي يدين العملية العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة.

وفي هذا السياق، قال انتوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان "الولايات المتحدة التي لم تتمكن من التحرك بشكل منظور لحل الازمة ولا حتى ان تبدو وكانها تحاول اعادة احياء عملية السلام، باتت تظهر على انها شريكة لاسرائيل ولا تابه كثيرا للعالم العربي".

كما اعرب كوردسمان عن اعتقاده بان الولايات المتحدة "ستخرج خاسرة" من هذه الازمة.

اما ستيفن كوك من "مجلس العلاقات الخارجية" فيرى ان طموحات رايس في زيارتها للشرق الاوسط قد تقتصر على تاكيد الدعم لحكومة اولمرت مع الدعوة الى ضبط النفس،اذ ان واشنطن بدات تقلق ازاء ارتدادات هذه الحرب على استراتيجيتها لارساء الديموقراطية في الشرق الاوسط.

كما اعتبر كوك ان رايس قد تقول لمحادثيها في اسرائيل "ركزوا معي وقولوا لي ما هي استراتيجيتكم" لان هناك "شيئا من التوتر في واشنطن ازاء ما يمكن ان يحصل".

اما جون الترمان، وهو محلل آخر من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، فرأى ان رايس ستعرب لاومرت عن دعمها الا انها قد تحذره من انها قد تاتي للتكلم "في موضوع السلام" خلال عودتها الممكنة الى الشرق الاوسط في نهاية الاسبوع بعد القمة الآسيوية في كوالالمبور.

ولم تفصح وزارة الخارجية الاميركية عن البرنامج المحدد لزيارات رايس بعد قمة "رابطة دول جنوب شرق آسيا" الجمعة في ماليزيا، الا ان مصادر دبلوماسية ترى انها قد تعود الى الشرق الاوسط مجددا اذا سمحت الظروف بذلك. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى