مساعد امين عام الامم المتحدة يتهم اسرائيل بخرق القوانين الانسانية

> عواصم «الأيام» وكالات:

>
المواطن اللبناني علي صفاء الدين يحمل جثة ابنته البالغة من العمر ستة أعوام بعد غارة جوية اسرائيلية على منزلهم في صور أمس
المواطن اللبناني علي صفاء الدين يحمل جثة ابنته البالغة من العمر ستة أعوام بعد غارة جوية اسرائيلية على منزلهم في صور أمس
اتهم مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية يان ايغلاند أمس الاحد اسرائيل "بخرق القوانين الانسانية" وذلك خلال جولة قام بها على عدد من الاحياء التي دمرها القصف الاسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وقال ايغلاند في تصريح صحافي "انه تدمير شمل الابنية، مبنى مبنى، في العديد من المناطق السكنية. بإمكاني القول انه افراط في استخدام القوة في منطقة تعج بالسكان".

وحول ما اذا كان يصف هذا الدمار بانه جرائم حرب قال هذا الدبلوماسي النرويجي "انه خرق للقوانين الانسانية".

وبعد زيارته لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة اعلن ايغلاند حسب ما نقلت عنه الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية "ان قتل الاطفال يجب ان يتوقف وكذلك القصف الاسرائيلي للمدنيين والبنى التحتية (...) كما على حزب الله ان يوقف اطلاق الصواريخ اليومية على شمال اسرائيل فبذلك فقط يمكن ان نصبح فاعلين في عملياتنا".واضاف المسؤول الدولي "آمل ان تصل خلال الساعات الثماني والاربعين المقبلة اول قافلة صغيرة تسير على الطرقات في جو من الامان يؤمنه جيش الدفاع الاسرائيلي وباقي الفرق المسلحة الاخرى" في اشارة الى حزب الله. واضاف ايغلاند ان عمليات الاغاثة يفترض ان تتواصل معربا عن الامل "بان يتفعل هذا العمل خلال الاسابيع المقبلة بحيث يكون هناك اكثر من مئة شاحنة ستكون مشتركة في هذه العملية".وتابع "اليوم رأيت الدمار في ضاحية بيروت الجنوبية وقد اثرت في كثيرا وكيف ان مباني سكنية بأكملها قد سويت بالارض ووجدت بقايا كتب مدرسية هي احدى الامثلة على معاناة الاطفال".

وقال "نحن ندعو الى وقف فوري للاعتداءات ونعمل من اجل ضمان ممرات انسانية ليس فقط الى لبنان بل داخل لبنان ايضا".واضاف ايغلاند ان اسرائيل ضمنت سلامة ممرات بحرية لايصال المساعدات ويمكن ان يشمل الامر ممرات جوية. واضاف "تلقينا اليوم من اسرائيل ضمانات للممرات البحرية في اتجاه لبنان وربما (نحصل على ضمانات) جوية"، مضيفا "الا اننا لم نحصل بعد على ممرات معلنة للدخول والخروج من الشاطئ الى داخل البلد".

وكان ايغلاند وصل الى بيروت أمس الاحد قادما من قبرص حيث اعتبر ان لبنان ضحية ازمة انسانية "كبرى"، واعرب عن اسفه للصعوبات في ارسال المساعدات الى هذا البلد.

وزيرة الدفاع الفرنسية تتساءل عن مغزى قصف المدنيين ومواقع للجيش اللبناني
قالت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو-ماري أمس الاحد انها غير قادرة على فهم "مغزى بعض الضربات" العسكرية التي نفذتها اسرائيل في لبنان وخصوصا استهداف المدنيين وثكنات للجيش اللبناني.

وقالت الوزيرة على متن الفرقاطة الفرنسية جان بارت المبحرة من بيروت الى لارنكا "بعض الضربات لا نستطيع فهم مغزاها الفعلي".

مساعد الامين العام للامم المتحدة يستمع الى شكوى مواطنة لبنانية بعد ان أجليت من جنوب لبنان في بيروت أمس
مساعد الامين العام للامم المتحدة يستمع الى شكوى مواطنة لبنانية بعد ان أجليت من جنوب لبنان في بيروت أمس
واضافت "لا يمكن ان يطلب من الجيش اللبناني نزع سلاح الميليشيات وفي الوقت نفسه قصف الثكنات اللبنانية الرئيسية". وتابعت الوزيرة الفرنسية "لا نفهم ايضا ما معنى ضرب مصانع تنتج حليب الاطفال. والمؤسف اننا نرى مزيدا من عمليات القصف التي تستهدف المدنيين، حتى سيارات تقل اشخاصا كانوا يحاولون بكل بساطة التوجه الى بيروت للاحتماء، تعرضت للقصف".

عائلة فحص تروي رحلتها من جنوب لبنان الى بيروت تحت النيران الاسرائيلية
قال حسن فحص وزوجته سيسيل لرجل اسعاف فرنسي قبل صعودهما الى الباخرة في بيروت "لقد تركنا كل شيء. امتعتنا الوحيدة هي الثياب التي نلبسها".

ونقل الزوجان وطفلتهما الى قبرص ومن ثم الى باريس التي وصلاها السبت. وعلى متن الباخرة ومن ثم في الطائرة التي اعادتهم الى فرنسا، روى حسن وسيسيل لوكالة فرانس برس محطات رحلتهما من جنوب لبنان الى العاصمة بيروت تحت القصف الاسرائيلي.

وفي 10 يوليو، وصل حسن الذي يعمل طبيبا نفسيا ويحمل الجنسيتين اللبنانية والفرنسية، برفقة زوجته الحامل في شهرها الثالث وطفلتهما مرجان البالغة من العمر 14 شهرا، لقضاء اجازتهما في بلدة جبشيت الجنوبية القريبة من النبطية، حيث ولد حسن قبل 47 عاما.

ارادا تمضية شهر اجازتهما مع والدته وشقيقاته الاربع وشقيقه وابنائهم. ثم بدأ القصف الاسرائيلي، واصاب الهلع العائلة التي التجأت بأكملها الى قبو المنزل.

ويقول حسن الذي "نشأ وعايش اهوال الحرب والعدوان الاسرائيلي" ان "القصف كان عنيفا جدا". وكان غادر لبنان في 1982 عام الاجتياح الاسرائيلي، وفي فرنسا درس الطب وارتبط بزوجته.

وفي القبو، كان افراد العائلة يتابعون الاحداث عبر الاذاعة والتلفزيون. وفي الصباح، سمعوا ان زوجين واولادهم الثمانية طمروا على قاب قوسين منهم، تحت ركام منزلهم بسبب القصف.

وانهمرت الدموع من عيون شقيقة حسن لان من بين الضحايا احدى تلميذاتها البالغة من العمر اربع سنوات.

وفي حين كان يرد في نشرات الاخبار ان القصف الاسرائيلي يدمر الطرقات والجسور، قالت الوالدة لابنها خوفا من ان يبقى محاصرا في القرية "حسن، خذ زوجتك وابنتك وارحلوا".

لكن حسن أبى الرحيل تاركا عائلته الكبيرة في الجنوب. وفي 13 يوليو، غادر الجميع في سيارتين باتجاه بيروت.

ويقول وهو يحرك بعصبية ملعقة في كافيتيريا الباخرة التي تنقله الى قبرص "كنت اقود السيارة على مهل، وقبل الوصول الى صيدا بقليل، سمعت دويا، ورأينا صاروخا سقط على بعد امتار منا، وتصاعد الدخان من الموقع. لو كنت اقود بسرعة اكبر، لقضيت مع عائلتي". ولجأت العائلة الى احد سكان المدينة "حتى يهدأ الوضع". ويرجوهم المضيف بالبقاء عنده لان "الاسرائيليين يقصفون كل شىء يتحرك". لكن حسن يقرر ان يكمل طريقه الى ضاحية بيروت الجنوبية حيث يقيم شقيقه.

جسر يربط بيروت بجنوب لبنان دمر يوم امس بغارات جوية اسرائيلية
جسر يربط بيروت بجنوب لبنان دمر يوم امس بغارات جوية اسرائيلية
وتعتقد عائلة فحص انها في مامن، لكن "القذائف تتساقط من جديد". وتصاب زوجة حسن بنوبة خوف هستيرية، وهو لا يدري ما العمل ويقول "اني طبيب نفسي فقط للآخرين". وبفضل احد معارفه، استأجر حسن شقة في شمال بيروت، ولحق بهم جيرانهم من جبشيت، ليصل عددهم الى عشرين شخصا في ثلاث غرف فقط. وتفرض الحرب قيودها. "حتى سعر الليمون زاد سبع مرات"، يقول حسن.

وبعد ان اطمأن قليلا، قرر العودة الى فرنسا. واثر محاولات عدة لدى السفارة، ادرجت العائلة الصغيرة اخيرا على لائحة الاجانب الذين سيعادون الى بلادهم. وكما بالنسبة للجميع، طبع على ذراعهم بالاحمر كلمة "لاجئ" بالفرنسية. ويقول حسن ان ذلك كون لديه "انطباعا بانني شخص يتم ترحيله" من بلده. وحين حطت الطائرة في مطار رواسي بعد ظهر أمس الأول السبت، عبر حسن عن ارتياحه الممزوج بالحسرة على اهله الذين بقوا في لبنان ويقول "لو لم يكن لدي زوجة او ابنة، لبقيت هناك".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى