الرئيس: إسرائيل ستدخل في وضع صعب لو شنت حرباً وارتكبت حماقة مع سوريا

> «الأيام» استماع:

> قال فخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية في برنامج «لقاء خاص» بثته قناة «الجزيرة» يوم أمس إن «ما يتعرض له الشعب اللبناني مأساة وهي نتيجة لغياب التضامن العربي والتحرك العربي السريع ولو وجد التضامن العربي الذي تحدثنا حوله أكثر من مرة، لما قامت إسرائيل بهذه المغامرة، وتتجاهل الصوت العربي والشارع العربي وترتكب هذه المجازر الوحشية في ظل الصمت العربي وليس هناك شيء جديد سوى الشجب والتنديد».

وأضاف:«كنا تحدثنا قبل فترة عند بداية الحرب حول عقد قمة عربية في مقر الجامعة لبحث هذه الحرب الشرسة التي تنفذها اسرائيل ضد المقاومة اللبنانية والخروج بموقف عربي موحد، لكن للأسف لم تعقد هذه القمة فاضطرينا لسحب الدعوة، بعد أن لاحظنا أنه لم يستكمل النصاب، وقد يحدث انقسام عربي يكون أسوأ مما حاصل».

وعن الأسباب التي أدت الى عدم اكتمال النصاب لعقد القمة قال:«أبلغنا الامانة العامة للجامعة العربية عن موافقة 14 دولة على عقد القمة وبقية الدول لم توافق وكان الغرض من هذه القمة اتخاذ موقف قوي الى جانب المقاومة اللبنانية سياسيا ومعنويا وماديا ودوليا، يعني كيف نتحمل المسؤولية كأمة عربية، كيف نتحمل المسؤولية إذا كنا غير قادرين نتضامن أو نفعل اتفاقية الدفاع العربي المشترك مع أشقائنا في لبنان وفلسطين، فعلينا الذهاب الى مجلس الأمن».

وعن سؤال حول الدول التي لم توافق على عقد القمة أجاب:«8 دول عربية لم توافق لذلك سحبنا الدعوة، لأنه تباينت الرؤى في لقاء وزراء الخارجية كيف يجرونا الى حرب غير مستعدين لها وأن حزب الله هو الذي قادنا الى الحرب، رغم أن حزب الله أخذ أسيرين اسرائيليين ولدى اسرائيل عشرات الآلاف من السجناء العرب والفلسطينيين واللبنانيين، وهذه ليست أول مرة تحتجز فيها المقاومة اللبنانية أو حماس أسرى اسرائيليين فقد حدث مثل هذا في السابق وتم التفاوض حولها، ولكن في تصوري ان هناك مخطط أكبرمن قضية الجنديين الاسرائيليين، في مخطط لشرق اوسط جديد، مخطط خطير ليس موجه ضد لبنان وفلسطين أو سوريا أو أي قطر عربي ولكن مخطط لشرق اوسط جديد وخلط هذه الاوراق، وهذا ما جعلنا ندعو الى عقد هذه القمة للاتفاق حول كيف نتفاوض وكيف نبحث عن وقف لاطلاق النار وكيف نقعد كمجموعة عربية على طاولة المفاوضات مع اسرائيل في ضوء قرارات مؤتمر قمة بيروت هذه المبادرة التي تقدم بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتبنتها القمة العربية». وأكد الأخ الرئيس أن «اسرائيل وجدت ذريعة من وراء اختطاف الجنديين الاسرائيليين وهي خطة مرسومة لانتزاع سلاح المقاومة في لبنان وفلسطين، هذا مخطط اسرائيلي مدعوم من دول كبرى ومنها الولايات المتحدة الأمريكية لانتزاع سلاح المقاومة».

ورداً على سؤال عما اذا كان هناك تواطؤ لدول عربية مع إسرائيل قال: «أنفي أن تكون هناك دول عربية وراء ذلك.. واسرائيل لن تجرؤ وهي أجبن من ان تستطيع أن تعبت بالأمن والاستقرار في المنطقة».

وعن القمة التي كان مزمعا انعقادها قال: «كنا نريد من القدمة أن تبحث في كيفية وقف الحرب، وكيف نتفاوض مع اسرائيل كمجموعة عربية واذا هناك أخطاء لحزب الله يتم محسابته في وقت آخر ليس اليوم».

وحول ما اعتبره البعض من أن هناك مواقف لتغطية هذا العدوان قال: «لا يجوز أن نفسر مواقف الدول العربية على انه تواطؤ مع اسرائيل، ولكن هناك حسابات معينة واجتهادات حول قرار حزب الله وانه جرنا الى حرب لم تقرها حتى الحكومة اللبنانية».

ورداً على سؤال هل الموقف العربي محق في الوقت الراهن، أجاب: «الموقف العربي غير محق في الوقت الراهن، ولذلك دعونا للقمة العربية لنناقش بشفافية من منطلق كيف نوقف اطلاق النار ونتضامن مع المقاومة وندعمها في حالة رفض اسرائيل وقف اطلاق النار، كيف نتحرك دوليا مع الدول دائمة العضوية مع مجلس الأمن الدولي لنحملهم المسؤولية حول ما يجري من مجازر للاطفال والنساء والشيوخ.. نحن لا نريد ان نحمل.. نحن لا نريد ان نحمل انظمة عربية محددة المسؤولة، نحمل الأنظمة العربية والاسرة الدولية ومجلس الأمن على وجه الخصوص المسؤولة الكبرى، لأنه الآن اسرائيل ارتكبت مجزرة قانا وكونداليزاريس موجودة في تل ابيب تقول ان رئيس وزراء اسرائيل ابلغها انه يريد من عشرة ايام الى اسبوعين حتى يوقف اطلاق النار وذلك لأنه يريد تحقيق اهدافه في الجنوب ويتحرك لاحتلاله حتى يستطيع التفاوض على ارض احتلها ويخرج بقرار للحفاظ على ماء وجهه، ليش لأن اسرائيل في حقيقة الامر تغيرت المعادلة مع حزب الله 19 يوم في الوقت الحروب السابقة كانت خاطفة، الآن ما سيحدث اذا فتحت كل الابواب امامها وارتكبت اسرائيل حماقة ضد الدول المجاورة كيف ستكون المعادلة العسكرية».

وفي رده على سؤال أن المقاومة دخلت مغامرة في هذه الحرب كما يطرح قال: «المقاومة حق شرعي وفرض على كل المسلمين وليس فرضا على اللبنانيين فقط في جنوب لبنان فرض عين على الأمة العربية والاسلامية ان تدعم المقاومة وتقف بالمال والرجال والعتاد الى جانبها في الوقت الحاضر، لأنه ليس الآن وقت محاسبة من البادئ وما هي الاسباب والمسببات ولا يجوز هذا الموقف السلبي والتأرجح من قبل الانظمة العربية والاسلامية يجب ان نقف الى جانب المقاومة ودعمها».

ورداً على سؤال حول تجديد فخامته لعقد قمة عربية بعد مجزرة قانا، أجاب: «بعد مجزرة قانا هناك ضرورة لعقد القمة العربية وبالرغم اننا سحبنا دعوتنا لكن أؤكد مرة ثانية على عقد القمة وان لا ننقسم او يكون هناك تصدع في الموقف العربي وانما لنتوحد في مواجهة هذا التحدي والصلف الصهيوني والضغط على الدول الاوروبية ذات المصالح في الشرق الأوسط لأنه انا اخشى ان نتضرر ونخرج عن السيطرة. الانظمة العربية اذا لم تتحرك للتفاهم مع الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية على وقف اطلاق النار اعتقد انها ستفقد زمام الامور والسيطرة على الشارع العربي وستتضرر المصالح الامريكية والاوروبية في منطقة الشرق الأوسط».

وفي رده على سؤال هل تتوقع أن تتوسع الحرب، قال: «اتمنى ان تتوسع هذه الحرب لكن الاسرائيليين لن يجرأوا على توسيعها لأنهم محبطون الآن في جنوب لبنان، فكيف اذا واجهت سوريا مثلا فستكون اسرائيل في مرمى صواريخ سوريا، لأن سوريا مسلحة وجاهزة بكل شيء، لذلك ستكون حماقة من اسرائيل اذا شنت حرب مع سوريا.. انا الآن اقول بصراحة ان حكومة اسرائيل مهزومة وجيشها مهزوم بكل المقاييس والحكومة الاسرائيلية ستسقط قريبا، لأنها لم تحسب حساب صحيح، واسرائيل قامت استراتيجيتها على حروب خاطفة والضربة السريعة الآن وبعد 19 يوما تغيرت المعايير ولو شنت اسرائيل حرب وارتكبت حماقة مع سوريا انا اتوقع انها ستدخل في وضع صعب جدا جدا وقد يرحلوا من المنطقة لأنهم مجتمع خليط ومتناقض وجر اسرائيل لحرب طويلة يستنزفها وهي حروبها من 10 الى 15 يوم.. لا أدعو سوريا الى الحرب ولكن اذا فرضت عليها الحرب فمن حقها الدفاع عن نفسها».

ورداً على سؤال أن اولمرت يريد 15 يوماً، أجاب: «اولمرت يريد اعطاءه 15 يوما لكي يحقق مكاسب على الارض ويسلمها لقوات الناتو، ومعروف هذا الحساب لمن يريد اولمرت اعطاء هذه الارض للحفاظ على ماء الوجه امام الشعب الاسرائيلي من أنه حقق انتصارات وانسحب بقرار قوي من مجلس الامن.. اذا كانت هناك جدية من المنظمة الدولية الكبرى وهي مجلس الأمن دون استخدام حق النقض الفيتو، عليها ان تجبر اسرائيل على الفور على وقف الحرب».

وهل يدعو الرئيس السوري إلى الحرب أجاب الأخ الرئيس: «لا ادعو سوريا الى الدخول في الحرب، ولكن اذا فرضت عليها الحرب فمن حقها الدفاع عن نفسها، أنا لا اتمنى ان تدخل سوريا الحرب ولوحدها ولكن اتمنى ان تدخل الدول التي لها حدود مع اسرائيل، ولا نريدها الدخول في حرب رسمية ، ولكن ان تفتح الحدود لدخول المال والعتاد والمقاتلين لدعم المقاومة اللبنانية والفلسطينية في غزة».

وهل ستنجح اسرائيل في نزع سلاح المقاومة قال الأخ الرئيس: «اسرائيل لن تنجح في نزع سلام المقاومة والى الآن هي فاشلة ولن تستطيع حتى في المستقبل القريب، لان المقامة ستتحول الى حرب عصابات ولن تستسلم على الاطلاق، هذه حسابات خاطئة ان تنجح اسرائيل في نزع سلام المقاومة، وهدف لن يتحقق».

وفي رده على سؤال ماذا لو صدر قرار من مجلس الأمن بالقوات الدولية، أجاب: «المطلوب اولا وقف اطلاق النار، واذا التزمت اسرائيل للشرعية الدولية وتشجع مجلس الامن لاصدار قرار بوقف اطلاق النار، ويمكن الحديث عن التفاوض حول مقررات قمة بيروت عن المختطفين ليس الجنديين الاسرائيلين وانما عشرات الآلاف من اللبنانيين والفلسطينيين.. انا متأكد اننا سنفاوض الآن من مركز قوة، افضل مما كان عليه في الماضي، فهذه الحرب اعطت قوة للجانب العربي وتغيرت المعادلة مهما كانت الخسائر نحن نشاهد على شاشات التلفزيون الاطفال والنساء والشيوخ وهم يذبحون بمشاعر تمزق القلوب والضمائر ونظل صامتين هذا لا يجوز، وقد الحرب مفروضة علينا، وهذا فرض عين ويجب على كل مسلم ان يقاتل في هذه الجبهة».

وعن تأييده لمشاركة قوات عربية في القوات الدولية، أجاب: «لم اسمع عن مشاركة قوات عربية في القوات الدولية، وهذا الكلام لا يجوز ان نتحدث عن قوات عربية تفصل بين العدو الاسرائيلي وبين المقاومة ولا ينبغي ان نروج لمثل هذا الحديث وخاصة في القنوات الفضائية العربية ونعمل تصدع في الصف العربي، نحن ندعو الى تضامن عربي، وقوة عربية لمواجهة هذا الصلف الصهيوني». وقال «لا ينبغي ان تعمل قنواتنا الفضائية العربية لإيجاد مزيد من التصدع في الصف العربي ومثل هذا الكلام ان نتحول الى شرطة لأمن اسرائيل مرفوض جملة وتفصيلا، لأن الاتفاقيات والمعاهدات التي بين اسرائيل وبعض الانظمة العربية المجاورة جاءت في ظروف معينة وكبلتنا كثيرا وهي بعضها قيود، واذا كانت تفرض قيودا على النظام السياسي، لكنها لن تفرض قيود على الشعوب والجماهير لذلك لندع الجماهير تتحرك اترك للشعب الحق في التبرع بالمال والسلاح للشباب يلتحقون بالمقاومة، فمثل ما ساعدنا افغانستان في مقاومة الاحتلال الشيوعي آنذاك، لماذا لا نرسل المال والصواريخ اذا كنا لن ندخل الحرب كأنظمة او نقول حزب الله يجرنا الى حرب اختارها هو ولم نختارها نحن كأنظمة، فإذا لا ندخل هذه الحرب بجيوش نظامية وطيران وصواريخ، علينا فتح المجال للتطوع دعما للمقاومة في غزة وجنوب لبنان الذي فيه المقاومة معركة غير متكافئة ومع ذلك في غزة معادلة ممتازة ورائعة وانا اعتبرها معركة الامة الاسلامية وليس الامة العربية فقط».

وحول ما يقوله شيمون بيريز أنها معركة حياة أو موت أجاب: «ما ذكره شيمون بيريز من أن هذه الحرب حياة أو موت بالنسبة لاسرائيل، هذا رأيه وشيمون بيريز رجل شايب ومخرف، ويهمه ان يكون في السلطة ويتحالف مع كل من يأتي الى السلطة فهو رجل عاشق للسلطة».

ورداً على سؤال هل ماتت مبادرة السلام العربية قال: «مبادرة السلام العربية لم تمت، وهي ورقة يجب تفعيلها وان يفاوض العرب على اساسها الآن، واذا انعقدت القمة العربية فهي الورقة الرابحة التي سنفاوض عليها اسرائيل في ضوء ما لحق بها من هزيمة، اسرائيل مهزومة الآن ويجب ان نفاوضها والمقاومة هي التي قوت الموقف العربي والمفاوض العربي سواء في القمة العربية او الاسلامية او في مجلس الامن».

ورداً على سؤال عن وجود هوة بين الموقف العربي الرسمي والموقف الشعبي أجاب: «لايمكن الفصل بين الموقف الرسمي والموقف الشعبي، والضمائر واحدة سواء لدى الحاكم والمواطن ولا يمكن لأي شخص عاقل ان يبدي رضاه او يتواطأ مع هذه المجازر والصلف الصهيوني على حساب الدم العربي ولا ينبغي تفسير المواقف.. الموقف العربي يجب ان يفعّل بشتى الوسائل من خلال القمة العربية، من خلال الضغط، فنحن نشكل في مجلس الامن 53 دولة اسلامية ينبغي ان نضغط على مجلس الأمن لاصدار قرار بوقف اطلاق النار، وكما قلت سابقا انا اخاف ان يتصدع الشارع العربي، وان تصبح القيادات العربية غير قادرة للسيطرة على الشارع العربي وبالتالي تتضرر المصالح الغربية والامريكية ولا نستطيع نحن كحكام ان نسيطر».

وعن عدم استخدام أوراق الضغط العربية قال: «تمتلك الامة العربية اوراق كثيرة لممارسة الضغط على الدول الغربية من اجل وقف اطلاق النار ومنها ورقة النفط والملك فيصل رحمه الله استخدم ورقة النفط، وهذه من ضمن الاوراق والاجندة الامريكية التي يمكن ان تستخدم».

واختتم الأخ الرئيس حديثه في اللقاء: «أجدد الدعوة لعقد قمة عربية في ضوء ما حصل من مجازر جراء الصلف الصهيوني سواء دعوتي او من يدعو الى قمة عربية، فأنا أؤيدها لمصلحة الأمة العربية ولمصلحة القادة العرب اولا وأخيرا لأنه لا يجوز ان نبقى متفرجين على ما يحصل للشعب اللـبناني واطفاله ونساؤه فهذا لا يجوز شرعا».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى