البيت الابيض يحاول الدفاع عن نفسه في مواجهة الاتهامات بإخفاق دبلوماسيته

> واشنطن «الأيام» لوران لوزانو:

> يبدو البيت الابيض واثقا بالتوصل سريعا الى قرار في الامم المتحدة حول لبنان، لكن هذا القرار قد لا يكون كافيا لمواجهة منتقدي الدبلوماسية الاميركية الذين ساهم النزاع في لبنان في تعزيز وجهة نظرهم. وقال المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو ان الرئيس جورج بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس والسفير الاميركي في الامم المتحدة جون بولتون "يظهرون تفاؤلا ملحوظا" بالتوصل الى اتفاق مع الشركاء في مجلس الامن في موعد اقصاه الاسبوع المقبل. وفي رأي الاميركيين ان قرارا مماثلا من شأنه ان ينزع صفة "الاخفاق الدبلوماسي" عن ادارة بوش التي تحاول مجددا الدفاع عن نفسها منذ اندلاع النزاع في الشرق الاوسط قبل ثلاثة اسابيع. واضاف سنو "اعلم انه يتم التحدث كثيرا عن فشل السياسة الخارجية لكن ماذا حصل خلال الاسابيع الاخيرة؟"، متوقفا عند قرار لمجلس الامن حول كوريا الشمالية وآخر تم اقراره حول ايران وثالث سيرى النور قريبا حول لبنان. واكد ان الولايات المتحدة كانت في كل مرة "على رأس" المجتمع الدولي، مشددا على التعاون مع حلفاء اميركا بعد ثلاثة اعوام من الانقسامات التي تسببت بها حرب العراق. ورغم التباعد مع الاتحاد الاوروبي وفرنسا، تشدد الادارة الاميركية على انها تعمل مع الدبلوماسية الفرنسية على مشروع قرار واحد حول لبنان. لكن مزيدا من الانتقادات طاولت دبلوماسية بوش في ضوء دعمها المتواصل لاسرائيل من دون تحفظ والاكتفاء بدعوتها الى "ضبط النفس"، فضلا عن الرفض الاميركي الانضمام الى بقية المجتمع الدولي للمطالبة بوقف فوري لاطلاق النار رغم مقتل اربعة مراقبين للامم المتحدة ومئات المدنيين جراء القصف الاسرائيلي. وفيما لم تخفف الحكومة اللبنانية من وطأة هذه الانتقادات، اعربت منظمة المؤتمر الاسلامي عن "غضبها من ازدواجية المعايير" التي يعتمدها المجتمع الدولي حيال الهجوم الاسرائيلي. وحض حلفاء واشنطن العرب بوش على الدعوة الى وقف فوري لاطلاق النار، في ظل مخاوفهم من ان تساهم مقاومة حزب الله للجيش الاسرائيلي في تعزيز الحركات الاصولية، ولكن من دون جدوى. ورد الرئيس الاميركي بالربط بين وقف فوري لاعمال العنف وتسوية "دائمة تعالج المشكلة من جذورها"، محملا حزب الله مسؤولية النزاع ومعتبرا ان اسرائيل "دولة تتمتع بالسيادة تدافع عن نفسها". ونفى توني سنو ان يكون بوش ينظر الى الوضع "من زاوية لاهوتية"، كما نفى ان تكون الولايات المتحدة اعطت "الضوء الاخضر" لاسرائيل املا في اضعاف حزب الله في اسرع وقت. وقال ان الازمة الراهنة في رأي الرئيس الاميركي "تندرج في اطار معركة اكثر اتساعا بين قوى الحرية وقوى الارهاب في الشرق الاوسط"، لافتا الى ان الوضع الحالي لا يمكن ان يستمر.

بدورها، كررت رايس خلال زيارتها الاخيرة للقدس الحديث عن "شرق اوسط جديد"، متجاهلة الانتقادات التي يتعرض لها هذا الشعار في المنطقة نفسها. وفي السياق نفسه، اعتبر بوش ان النزاع مهما كان "مأسويا" يشكل "فرصة لتغيير اكثر اتساعا في المنطقة". لكن هذا التصريح كان له وقع الصدمة على ريتشارد هاس المستشار السابق لجورج بوش الاب حول الشرق الاوسط، اذ نقلت عنه صحيفة واشنطن بوست قوله "انه اكثر الامور سخافة التي سمعتها منذ وقت طويل، اذا كان ذلك فرصة فماذا يكون العراق؟ فرصة حياة؟ ". واعتبرت ليزلي غيلب الخبيرة في العلاقات الخارجية ان الدبلوماسية الاميركية في ظل بوش تختصر كالآتي "اما اللجوء الى القوة على نطاق واسع واما لا شيء". وشددت على ضرورة ان "يملك (الرئيس الاميركي) خطة لتحسين صورة القوة الاميركية في الشرق الاوسط". ونصحت غيلب الادارة المتهمة بهدم كل الجسور الدبلوماسية بإعادة اطلاق الحوار مع ايران وسوريا. ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى