البارجة الفرنسية العملاقة "ميسترال" في مهمة سلام في لبنان

> ميسترال «الأيام» ريتا ضو :

> تشق البارجة الحربية الفرنسية "ميسترال" مياه البحر المتوسط بين مرفأي لارنكا القبرصي وبيروت اللبناني ناقلة اطنانا من المساعدات، على ان تجلي في طريق عودتها فرنسيين ترددوا كثيرا قبل اتخاذ قرار مغادرة لبنان.

ووصلت البارجة، ثاني اكبر سفن سلاح البحرية الفرنسي، صباح أمس الأحد الى مرفأ بيروت حيث رست ايضا في الوقت نفسه تقريبا البارجة "سيروكو" الفرنسية التي ستساهم في اجلاء مزيد من الاشخاص.

ويقول تييري دولورم (36 عاما) الضابط في الجهاز الاعلامي للبارجة ميسترال، ان هذه البارجة تقل 250 طنا من المساعدات الانسانية، وقد ابحرت مجددا مساء أمس وعلى متنها اكثر من 1500 مواطن فرنسي او من حاملي الجنسيتين اللبنانية والفرنسية.

وردا على سؤال لوكالة فرانس برس عما اذا كانت عمليات الاجلاء متواصلة، قال قائد البارجة الاميرال كزافييه مانيي (50 عاما) ان عملية الاجلاء "طوعية، وهناك اشخاص كانوا يأملون في انتهاء الحرب سريعا او في هدنة خلال ايام، وانتظروا ثلاثة اسابيع، ثم قرروا المغادرة وطلبوا من السفارة الفرنسية في بيروت اجلاءهم".

ويوضح دولورم الذي قال بلغة عربية ركيكة ان رتبته بالعربية هي "ملازم اول بحري"، وان ميسترال اجلت حتى الآن 3270 شخصا في ثلاث رحلات عبر مرفأي لارنكا ومرسين التركي، فيما بلغ اجمالي عدد الاشخاص الذين تم اجلاؤهم بواسطة السفن الفرنسية 8500 فرنسي و2000 شخص من 49 جنسية مختلفة.

البارجة العملاقة تتقدم في عرض البحر من دون ان يشعر احد من الركاب بذلك بسبب ضخامة حجمها (طول البارجة 200 متر وعرضها 32 مترا) وهي مزودة بمعدات حديثة "هي
الافضل في البحرية الفرنسية"، على حد قول دولورم. وعمليات الاجلاء من بيروت هي الاولى لها منذ بدء تشغيلها.

وتضم البارجة مهبطا للمروحيات ومستشفى مجهزا بسبعين سريرا، مع فريق مؤلف من جراحين اثنين وغرفتي عمليات وعدد من الممرضين.

ويقول الاميرال مانيي ان مهمة البارجة حتى الآن هي مهمة "مساعدة" وليست "عسكرية"، وقد قامت بنقل "مساعدات (محروقات واغذية) الى قوة الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان التي تعاني من وضع صعب جدا".

كما نقلت مساعدات لعدد من المنظمات الانسانية بينها مؤسسة رفيق الحريري التي ظهر اسمها على مئات الصناديق التي شحنت من مرفأ لارنكا.

ويتابع الاميرال الفرنسي ان المهمة قد تتوسع "اذا ساءت الامور"، ويشير في هذا الاطار الى ان هناك خططا وقائية عدة موضوعة وان البارجة مستعدة "لاجلاء العاملين في السفارة الفرنسية ولو بالقوة اذا اضطر الامر"، لا سيما ان لديها قدرات قتالية.

وعما اذا كان ذلك يعني احتمال استخدام هذه القدرات على الارض في لبنان، قال "اذا كانت هناك حاجة، نعم.. مثل تشكيل مواكب من آليات مدرعة (يمكن للبارجة استيعاب حتى سبعين آلية) مع حماية من عناصر سلاح البر".

وشرح ان عملية "باليست" (نوع من السمك) التي تقوم بها البحرية الفرنسية لا تخلو من المخاطر. "لا اعتقد ان احدا يريد لنا الاذى، ولكن هناك احتمالا في حصول خطأ,ان السلطات الفرنسية تبلغ السلطات الاسرائيلية بموعد ابحارنا وعبورنا ووصولنا. كما يتم تبليغ السلطات اللبنانية، وهذه الاخيرة حرة في نقل المعلومة الى حزب الله عبر قنوات لا نعرفها".

واوضح الكابتن باتريك ليوتييه من الجهاز الاعلامي ان السلطات الاسرائيلية تترك ممرا مائيا واحدا يفترض ان تمر عبره السفن مباشرة الى مرفأ بيروت ومنه.

ويقول ليوتييه "اننا نقوم بهذا العمل لنعطي صورة اخرى عن العسكريين غير صورة الجندي الذي يحمل بندقية. كل المهام التي قمت بها في حياتي المهنية، في كوسوفو والبوسنة ولبنان.. كلها سلمية. فرنسا ليست في حرب ضد احد".

في مكاتب القيادة والمكتب الاعلامي، خرائط عديدة للبنان. وغرفة الرياضة الخاصة بالجنود باتت مليئة بالاسرة النقالة التي ينام عليها الركاب. ويعمل افراد الطاقم من اسلحة البحر والبر والجو على توفير سبل الراحة لهم "وعندما يكون هناك اطفال، نحاول تسليتهم ونعرض لهم رسوما متحركة"، حسب ما يقول ليوتييه.

على رصيف مرفأ بيروت، بدأ تفريغ حمولة الباخرة، فيما مندوبو وسائل الاعلام يتجمعون حول الواصلين لطرح الاسئلة.

عملية "باليست" الفرنسية مستمرة وتنفذها حاليا البارجتان "سيروكو" و"ميسترال" بدعم من الفرقاطتين "جان بارت" و"جان دو فيان". ويفترض ان تنضم البارجة "لافاييت" أمس الأحد الى العملية.

يخرج من ميسترال خمسون لبنانيا كانوا عالقين في الخارج ويعودون الى وطنهم بموجب اذونات خاصة حصلوا عليها نتيجة التنسيق بين السلطات الفرنسية والسلطات اللبنانية، وعدد من الصحافيين العاملين في وسائل اعلام اجنبية. في المقابل، يستعد اكثر من 1500 اجنبي معظمهم يحملون الجنسية اللبنانية ايضا للمغادرة. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى