> «الأيام الرياضي» شريف فوز:

يقول خبراء علم النفس إن حارس المرمى يجب أن يكون له شخصية مستقلة وأن يكون طموحا لقيادة الفريق إلى ما يصبو إليه.. كما قال شوماخر الحارس الألماني السابق إن الحراس هم الأكثر ذكاء، وإنه من الخطأ أن يصفهم الآخرون بالجنون، إذ ليس من السهل على أي إنسان أن يتحول إلى حارس للمرمى، وإلى رجل يقف خلف الجميع يتابع كل حركة خطرة.. وقال أيضا (ونكونو) حارس الكاميرون إن ما يخترعه الاتحاد الدولي من قوانين ليس إلا محاولة لمقاومة تألق حراس المرمى.. وكذلك النجم جان بول بولمندو قال إن الحراس ليسوا فقط نصف الفريق، إنهم أفضل ما في كرة القدم.

والاخطاء كثيرة في ملاعب كرة القدم ولكنها تصبح قاتلة ولا يمكن نسيانها عندما تتعلق بحراس المرمى، باعتبارهم خط الدفاع الأخير، كما أن حارس المرمى يسمونه البواب وحارس القوس وحارس الحاجز، ويقولون إن المكان الذي يقف فيه الحارس لا ينبت فيه العشب، وأنه يقف وحيدا يشاهد المباراة من بعيد على مر التاريخ، وهو دائما متهم بأنه شخص غير عادي ربما لأن الجمهور ينتظر الأهداف فيقف هو ليمنعها.

في الحواري والشوارع حيث يلعب الصغار الكرة يتسابق الجميع لاختيار المراكز التي سيحتلونها في الملعب، فهذا مهاجم وذاك خط وسط وثالث مدافع، أما من يحمي العرين ويحرس المرمى فهو لا يختار موقعه وليست له حرية إبداء الرأي لأنه دائما الأقل موهبة ومهارة، وما زال الصغار يحتفظون بنفس الأفكار على الرغم من الأهمية الكبيرة التي يكتسبها حارس المرمى، ذلك اللاعب صاحب الزي المميز، الذي يحمل فوق رأسه أخطاء الجميع، إذا تألق تحدث عنه الجميع كثيرا، وإذا أصيب مرماه بهدف واهتزت شباكه تحمل هو وحده وزر الكارثة وكان وراء الخسارة، ولا يهتم احد بمناقب هذا الرجل الذي تحاربه القوانين التي تطرأ عليها التعديلات غالبا لإضافة مزيد من الأحزان له، لأن الهدف الاساسي من وراء القوانين تسجيل مزيد من الأهداف لإسعاد الجماهير طوال تاريخها منذ ظهر مصطلح حارس المرمى في عام 1871م ،وهذا الشخص المميز داخل الملعب هو صاحب النصيب الاكبر من الاهتمام لا يبالي به احد ولا يفكر أحد فيما يواجهه مع كل قانون جديد وخلال العقد الأخير من القرن العشرين تم إجراء تعديلات على القانون لزيادة الأهداف التي تعد المتعة الحقيقية لكرة القدم، وبسبب فرحة الجماهير وإقبالها على متابعة المباريات والحضور إليها، فقد تم حرمان الحارس من الإمساك بالكرة بيده إذا مررها إليه أحد زملائه، وبعد ما كان الاحتفاظ بالكرة في يد الحارس والمشي بها أربع خطوات يعرض فريقه لاحتساب ركلة حرة غير مباشرة، تم تعديل القانون بعدم السماح للحارس بالاحتفاظ بالكرة لمدة زمنية تتجاوز الثواني الست، لكن تم منح الحارس حرية في التحرك على خط المرمى اثناء تصديه لركلات الجزاء والترجيح.

وكان الحارس الروسي ليف ياشين هو أعظم حارس على مر العصور طوال مشواره مع الكرة فقد ابعد نحو مائة ضربة جزاء وكان يسد المرمى كله، فكانوا يطلقون عليه تسمية الاخطبوط والعنكبوت لأنه كان يتصدى للكرات بيد واحدة بينما جسده ثابت كالطود، واعتزل كرة القدم عدة مرات تلاحقه الهتافات والدموع والرجاء، فيتراجع عن الاعتزال عدة مرات بسبب محبيه.

وفي فنلندا تقام مسابقة سنوية على كأس تحمل اسمه تقديرا لعظمته في حراسة المرمى فكان أول لاعب وأول وآخر حارس يفوز بلقب افضل لاعب أوروبي عام 1960م.

وفي عام 1985 قام رئيس اللجنة الأولمبية الدولية السابق سمارانش بمنحه الوسام الاولمبي تقديرا لخدماته في مجال كرة القدم، وأصدرت نيكاراجوا في عام 1985 أيضا طابع بريد يحمل صورته تكريما له.