أيــام الأيــام..حضرموت .. وصوت الانتخابات

> علي سالم اليزيدي:

>
علي سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
صوت الانتخابات ليس هادئاً في حضرموت، والقطار الانتخابي عبر المحطات يصرخ وتسخن الأجواء، وهناك ربما تميز من حيث المواجهات بين هذه المنطقة وتلك، الشرقية والغربية والوسط، وعلى الوتيرة نفسها تسير الاتجاهات: موالاة لأعضاء وأنصار الحزب الحاكم ومرشحيه وتأييد لأعضاء وأنصار أحزاب اللقاء المشترك، وبين هذا وذلك رجال الوسط ليس فكراً وإنما كل من ابتعد صدقاً عن الموالاة والانتماء الحزبي المفرط، وهناك ظاهرة انتخابية سارية في معظم المنطقة الحضرمية إذ لا ترى دخان المعركة في مكان، بينما تراه على بعد عدة كيلومترات منها، ومن التندر لدى الحضارم أنهم أطلقوا على بعض المديريات في الوادي تبعاً لما أظهرته من حرارة في المواجهات والصوت الانتخابي العالي ما بين الخصوم الطامحين للفوز بأوراق الصندوق، قالوا في القطن ذات مرة إنها الأراضي العربية المشتعلة، حيث وصلت درجة السخونة ما بين الحزب الحاكم وحزب الإصلاح إلى درجة صحراء الوديعة المتاخمة للمنطقة.

ولكن ما هي ميزة هذه الانتخابات التي تجري أحداثها في المكلا والشحر والغيل وسيئون والعبر وحجر والحامي والريدة؟ هل مازالت برودة بحر العرب وبقايا البلدة تغمر الأجواء؟ الحقيقة أن السؤال والإجابة عنه في اتجاه رصد الطقس الانتخابي برمته، الهدوء لا يعني أن نار الموقد قد تحولت رماداً فهناك مخاوف وعمل وتحضير مكثف داخل الحزب الحاكم، وتقاطر رجاله من كل حدب وصوب وظهر أبرز مسؤوليه في صنعاء وهم يترأسون اجتماعات طويلة ومضنية وجادة وفاحصة في المكلا والوادي والمشقاص، وينظر المؤتمر الشعبي العام الذي كسب وحصد مقاعد مؤثرة في المجالس المحلية بحضرموت وسيطر على معظم المجلس المحلي بالمحافظة في سباق مع التجمع اليمني للإصلاح الذي ينافس ويضغط بقوة هذه المرحلة ايضاً، ويرى الحزب الحاكم من وجهة نظره أن هناك قضايا مؤثرة تخدم حملته الانتخابية وهي تدفع رجاله المرشحين نحو الفوز أو حصد مقاعد الأغلبية من حيث إنه قرر أولاً الزج بأسماء وأشخاص على مستوى رفيع ومجذري العلاقة، وثانياً يرى محللون بداخله أنهم قد تعلموا درساً وتجربة من الانخداع والعاطفة من دورة المجالس الأولى، وقال مقربون في الحزب الحاكم نحن نسعى إلى رفع وتيرة الأداء في آليات المجلس المحلي بالمحافظة وتغيير البنية الفكرية والسياسية والشعبية بوصول رجال على قدر كبير من الثقافة والتخصصية بما يخدم أهداف التنمية وأيضاً حتى لا نحصد عاطفة من مهب الريح.

الأحزاب الأخرى المعارضة أبرزها الإصلاح والاشتراكي وغيرهما يمكن من القراءة الأولى للواقع أن اليد لديهم ليست قصيرة، ولكنها كما يقال فقط العين بصيرة لدى الاشتراكي الذي لم يحصد أصواتاً منذ سنوات واحتل موقعه في حضرموت الإصلاح، وتبوأ المنافسة والقفز على كل شيء، وهو ينظر بعينين واحدة نصف مفتوحة والأخرى ليست مغمضة على الإطلاق، ليس نحو الحزب الحاكم فقط بل ونحو حليفيه الاشتراكي والناصري، وهو يؤكد الرأي السياسي «الحذر ولا الشجاعة» وما بين الخطاب السياسي وبرامج الإصلاح والمشترك على حد سواء يقف المستقلون صفاً إما بدعم أو من دونه لكنهم ليسوا مؤثرين بقدر ما هم ميزان يقول إن قوة الحزب الحاكم أقرب وإن اندفاع الإصلاح أقوى، وهناك رؤية في الشارع الحضرمي تقول: إبليس ما يكسر حزبه.

إنه صوت الانتخابات ومخاوف ربما يراها البعض بعيدة عنه، والآخر قريبة، وإنما في واقع الحال يجب أن تفوز حضرموت عقلاً وسياسة وهو ما يجمع عليه الناس هنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى