المانيا قلقة قبل المجازفة بمهمة في الشرق الاوسط

> برلين «الأيام» ديبورا كول :

>
المستشارة الالمانية انغيلا ميركل
المستشارة الالمانية انغيلا ميركل
اعلنت المانيا استعدادها للمشاركة في مهمة للسلام تنطوي على مجازفة كبيرة في لبنان يمكن ان تعزز مصداقيتها في المنطقة لكنها تبذل اقصى جهودها لتجنب وضع يمكن ان يطلق فيه جنودها النار على جنود الجيش الاسرائيلي.

وتثير فكرة اول تدخل عسكري لالمانيا في الشرق الاوسط منذ الحرب العالمية الثانية قلق بعض السياسيين ولا يلقى شعبية لدى الرأي العام.

وقالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل ان المانيا لا تملك خيارا آخر سوى المشاركة في المهمة لانها ستفقد الكثير من تأثيرها اذا لم تساهم في القضايا الكبرى للسياسة الدولية.

لكنها استبعدت بشكل كامل نشر قوات قتالية لتجنب اي امكانية لمواجهة مباشرة مع اسرائيل حيث ما زالت ذكرى محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية حية.

ويفترض ان تساهم البحرية الالمانية قبالة سواحل اسرائيل ولبنان، في منع وصول اسلحة,كما تفكر في تقديم دعم تقني للشرطة على الحدود اللبنانية، سواء في مطار بيروت او على الحدود مع اسرائيل او مع سوريا.

وستوضع التفاصيل بعد اقرار قواعد عمل قوة الطوارىء الدولية في مقر الامم المتحدة في نيويورك.

وعبر ادموند شتويبر زعيم المحافظين البافاريين حليف ميركل عن ارتياحه للقيود التي وضعتها المستشارة الالمانية. وقال "لم يكن من الممكن ان نتصور امكانية نشر جنود المان في ساحة عمليات بين اسرائيل وحزب الله".

ومع ان مسؤولي الجالية اليهودية الالمانية عبروا عن تحفظات على وجود عسكري الماني في الشرق الاوسط، الا ان رئيسة المجلس المركزي لليهود في المانيا شارلوت كنوبلوخ اعترفت بان مشاركة برلين متوافقة مع سياستها الخارجية.

وقالت ان "المانيا واسرائيل حليفتان. اذا احتاجت اسرائيل الى مساعدة في الوضع الحالي، علينا الا نرفض ذلك".

ويمكن الا تلقى القيود التي وضعتها المانيا تفهما من قبل بعض الدول مثل فرنسا التي يفترض ان تشكل عماد هذه العملية.

وقد اكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك في اتصال هاتفي مع ميركل أمس الأول الجمعة على "التوازن الضروري في توزيع الوحدات الذي يفترض ان يعكس التزام كل الاسرة الدولية بما فيها الدول الاوروبية".

وتنشر المانيا 7700 من جنودها في اطار قو لحفظ السلام في افغانستان ومنطقة البلقان وجمهورية الكونغو الديموقراطية.

وكشف استطلاع للرأي ان 58% من الالمان يعارضون مشاركة المانيا في قوة سلام دولية في لبنان، مقابل 26% فقط يوافقون على خطوة من هذا النوع شرط توفر ضمانات بالا يقاتل الجنود الالمان الجيش الاسرائيلي. ولا يلقى انتشار غير مشروط لجنود المان تأييد اكثر من 13% من الالمان.

وقال مدير المعهد الالماني الشرقي في هامبورغ اودو شتاينباخ لوكالة فرانس برس ان "المخاطر كثيرة ولا اعتقد ان الوقت حان لتشكيل قوة سلام بمشاركة المانيا او بدونها".

لكنه اضاف انه اذا تعززت فرص نجاح هذه القوة خصوصا عبر مشاركة سورية في عملية السلام، فسيكون من الطبيعي ان تلعب المانيا دورا.

وتابع ان "المشاركة في هذه القوة ستعني التحرك كبلد عادي في الشرق الاوسط بالموارد اللازمة وكل المخاطر التي ينطوي عليها ذلك".

لكن هينينغ ريكي المحلل في المجموعة الالمانية للسياسة الخارجية رأى ان مشاركة المانية ستعني انتهاء "احد المحرمات الاصطناعية". واضاف ان "الجيش الالماني موجود في جميع انحاء العالم وهذا امر مقبول الى حد كبير من قبل الالمان". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى