الإثنينيون يحتفون بمحمد عبد الوكيل جازم

> «الأيام» رياض السامعي:

> في احتفائية جديدة لمنتدى الإثنين الثقافي والأدبي احتفى اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين - فرع صنعاء، الاثنين الماضي بالقاص والمبدع محمد عبدالوكيل جازم، من خلال قراءات نقدية وانطباعية أضاءت الجوانب الفنية والإبداعية التي تشكلت ملامحها في قصص وروايات جازم وتناوب عليها كل من محمد القعود، رئيس فرع الاتحاد بصنعاء ، وسلطان العزعزي وفارع الشيباني، وكذا المحتفى به محمد عبدالوكيل جازم الذي تحدث عن الكثير من العوامل والظروف التي أسهمت في تشكيل وعيه القصصي.

الاحتفائية التي أدارها الشاعر عبدالرقيب الوصابي، قال فيها محمد القعود إن الاحتفاء بمحمد عبدالوكيل يأتي امتداداً لفعاليات الإثنين التي دأبت الأمانة العامة للاتحاد إقامتها لتكريم الأدباء والمبدعين اليمنيين من مختلف الأجيال خلال الأسابيع الماضية وتعد تدشيناً لفعاليات الإثنين من قبل فرع اتحاد صنعاء مؤكداً أن الفعاليات ملك لكل الأدباء وليست حكراً على أحد ومن حق كل الأدباء المشاركة فيها سواء أولئك الحاصلين على عضوية الاتحاد أو غير الحاصلين عليها وأن الاتحاد مفتوح أمام الجميع.

وأشار إلى أن محمد عبد الوكيل جازم مبدع إلى حد كبير من الروعة وصاحب إسهامات رائعة في مجال القصة والرواية ويمثل مرحلة وصورة مشرقة لجيل من المبدعين الذين استطاعوا أن يقدموا أسماءهم ويفرضوها على الساحة الثقافية بخصوصية متميزة.

سلطان العزعزي في قراءته النقدية للمجموعة القصصية الأولى لمحمد عبدالوكيل جازم «حجم الرائحة» أشار إلى أن هذه المجموعة تنفتح على عدد من القضايا والهموم والموضوعات التي تشكل محور المعالجة القصصية كالغربة والانتظار والذكريات والحنين والحلم والغياب حيث تنبثق تفاعلاً وتقنية البناء القصصي بهذه الموضوعات غالباً في جدلية التقابل بين القرية والمدينة وتشكل حسب رأيه فضاء القاص وتموضعه المكاني، ونوه بأن القرية في المجموعة بقدر ما تأتي كفضاء لتمسرح أحدث القصة لدى محمد عبدالوكيل بقدر ما تغدو مولداً لعدد من الموضوعات مبيناً أن ملمح الشعرية يطالع القارئ بدءاً من عنوان المجموعة «حجم الرائحة» حيث تأتي قصص المجموعة تأكيداً لهذا الملمح وتتقاطع قصص المجموعة ويتمازج فيها أسلوبا السردي بالشعري بانسياب وتدفق يتاخم حدود الشعر وعذوبته مشيراً إلى أن ولع الكاتب بهذا التداخل يعود إلى إرث من الكتابة الشعرية والنثر الذي يطارد القاص حد الاستيلاء عليه دون أن يفقده أدواته وسيطرته على مقومات الكتابة القصصية وتميزها وكذا لقناعة الكاتب بتجاوز أشكال الإبداع وتداخلها واستفادتها من التقنيات والأشكال التجريبية التي طرأت على أشكال الكتابة الأدبية عموماً والقصة القصيرة خصوصاً.

وأكد العزعزي أن الوقفة المتأنية للإلمام بالعالم القصصي للمبدع محمد عبدالوكيل، تحتاج إلى قراءة أوسع من مجرد محاولة تطمح لإضاءة جزء يسير من معالم تبرز ملامحه عبر عدد من الثيمات التي تكمن في الإشارة إليها من حيث الأسلوب واللغة والمعالجة، مضيفاً أن هناك ملامح أخرى لا يمكن إغفالها في مجموعة «حجم الرائحة» حيث نلمس اقتداراً على الاستفادة من خصائص البيئة المحلية بعناصرها المختلفة «الشخصيات - الأمكنة - اللهجات - الأسماء والزوامل - العادات.. الخ» وتجنب الوقوع في فخ التجريد والإنابة عن الشخصيات حيث تأتي القصة غالباً وانبثاقاً عن علاقاتهم ولهجتهم وواقعهم المحيط بهم وهمومهم اليومية .

بدوره فارع الشيباني في تناوله لشعرية وغنائية السرد الوصفي عند محمد عبدالوكيل كما في «حجم الرائحة» قال إن القاص محمد عبدالوكيل أرسل المعاني على سجيتها بتلقائية الشمول مشيراً إلى أن غنائية النص الحديث هي غنائية شعرية لم تخضع لنص ولكن تعني الذاتية المباشرة فنجده يسرد النص سرداً وضعياً إما بصيغته متكلم أو بصيغة ضمير الغائب أو بأنا وذلك برابطة الذاتية بالمباشر وصولاً إلى الشمول ومن ثم يخصص في انتقاله لربط الأحداث مع بعضها.

وأوضح أن المتن الروائي الأقصودي يمثل عند جازم وجهاً جديداً بهذا التميز المتمايز عبر وصف متعدد في اطروحاته والمزيج من هذا المتن المقصود به عرض الأحداث بمنطقية متجاوبة مع تاريخ أزمانها المتزامنة مع تفاصيل الأحداث وتتجاوب مع سيرة الجزء الوافر الذي تكبر معه جزئيات الاكتمال الكل فهو قد يبدأ بحدث صغير مثلاً جزء يشتق من مصدره الكل فتكبر جزئياته حتى تبدو لنا كلاً مركباً ومعقداً مثلاً عنوان الأقصودة الأولى (إياب) حيث تجد القاص محمد عبدالوكيل يركز على مسألة جزء واحد من حدثين واقعين في زمانين متغيرين هما زمن الغياب وزمن الإياب وربما كان الذهاب ميسراً وقد يكون اضطرارياً وقد يكون اختيارياً واذا كان الدخول ميسراً وقد يكون فمن ذلك الدخول اختياري وإذا كان الدخول عسيراً يعني هناك اضطرار للعودة وذلك يقاس من حيث وجه مقارنة بين الدخول والخروج وإذ لا مقارنة بين الدخول والخروج لأنهما يحملان في داخلهما صفات الضربة فالذهاب قد يكون محتملاً وقد لا يكون لكن الرغبة الملحة في العودة ركز عليها جازم لأنها فعل أقلقه وأقلق كائناته المنتظرة بشغف تسوقه في الداخل أشجان ممتلئة باللواعج والهيام. وأضاف أن المبنى الحكائي الروائي الاقصودي من خلال القاص محمد عبدالوكيل ينظم لنا ألوانا كبيرة من المعاناة ومعاناة الإنسان المهاجر كيف أنه يفتقر لأبسط حقوقه وحريته الفاقد لها تجاه الأفراد المحيطين به في الغربة المخيفة حيث يعرض ذلك مزيجاً من الألم الناضج.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى