المحـطة الأخـيرة..كلما دخلت أمة لعنت أختها

> عبدالمحمود عمر بن علي:

> يتكرر المشهد من جديد، مشهد دراماتيكي تتسارع أحداثه يوماً بعد يوم يتسابق فيه المتسابقون ممن يزعمون أنهم ولاة على شعب الحكمة والإيمان بالخروج إلى كل أصقاع البلاد والالتقاء بالمواطنين، حاملين معهم وعوداً جديدة وآمالاً عريضة، طالبين ممن يلتقون بهم المناصرة والمؤازرة.

وهنا يحتدم نقاش عنيف مصدره الأهالي أنفسهم، تتقاذف فيه الأسئلة من أفواههم ويكيلون سيلاً من الشتائم والسباب للأعضاء السابقين الذين منحوهم ثقتهم وأوصلوهم إلى مقاعد المجلس المحلي لما بدر من أولئك من فشل وتقصير، بل وتضييع كامل للأمانة والمسؤولية الملقاة عليهم.

وهنا مرة أخرى يبدأ الفريق الجديد المزمع انتخابه للمجلس المحلي القادم بإلقاء معاذيره وسبابه وشتائمه على الفريق السابق، معتبراً ما حدث شيئاً لن يتكرر في قادم الأيام، داعياً أهالي المنطقة للالتفاف من جديد حوله، مذكراً إياهم بسلسلة جديدة من المشاريع.

وفي هذا السياق تبرز مفارقة عجيبة بين مشهدين عجيبين: فريق أفل زمنه، ترك خلفه إرثاً ثقيلاً وفشلاً ذريعاً موسوماً بفساد مستطير.. وفريق آت جديد يحمل شعارات الفريق السابق نفسها لكنه يحاول أن يبرأ بنفسه عن أقرانه السابقين.

مفارقة تعكس فداحة ما وصل إليه الوضع من فوضى وهذيان وارتجالية تؤكد أننا ما زلنا نراوح مكاننا وأننا كلما خطونا خطوة إلى الأمام تراجعنا بعدها خطوات إلى الوراء.

هكذا وضع لا يساعد إلا على تكريس ثقافة الاستخفاف بعقول ومشاعر الناس ويؤكد من جديد حاجة الوطن لصناع حياة من نوع آخر .. آخر يحمل بين أضلاعه هموم وتطلعات مواطنيه ويجسد طموحاتهم وأحلامهم في واقع نظيف خالٍ من الفساد والمحسوبية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى