مع الأيــام..عطاء الفواتير

> أحمد محسن أحمد:

>
أحمد محسن أحمد
أحمد محسن أحمد
مقولة شهيرة سمعتها ولم أعرف صاحبها .. مفاد هذه المقولة «أن أعظم عطاء هو العطاء الذي لا ينتظر تسديد فواتيره».. وقفت كثيراً أمام هذه المقولة المؤثرة.. وترحلت دون قيود في الأجواء العامة والخاصة.. هنا في بلادنا الغالية اليمن.. وهناك حيث ترى ما لم تره العين من أسبق السوابق، حيث تقلب المعادلات.. صاحب الحق لا يمكنّه حق من المطالبة، ومن لا حق له يشهر بندقيته ليقول هذا حقي الذي اغتصبته!.. بكل بجاحة يقولها في وجه العالم بأسره: نعم أنا المغتصب فماذا أنتم فاعلون؟؟.. بكيت حرقة ودفنت رأسي حيث لم أعتد عليه.. هارباً مما أشاهده من هول الكارثة.. طفلة لم تتعد الثانية من العمر تخرج من تحت الانقاض ومصاصتها (الكذابة) عالقة على صدرها وهي في عداد الراحلين، هربت مفزوعاً من صور الدمار الذي حل بالمدينة البطلة (لبنان) العروبة والإسلام، ولكن لا مفر ولا مزيد من الهروب، فالعطاء الذي لا ينتظر فواتيره قد علمنا درساً واضحاً وفاضحاً للعجز الإرادي عند البعض الذي أدبر فما وقت وزمن المواجهة!!.. هنا في يمننا السعيد نرى فواتير تقدم قبل الخطوة الأولى الخجولة في مسيرة العطاء!.. يردد أصحاب تلك الفواتير من سيدفع وكم سيدفع؟!.. كنت أنتظر هذه اللحظة لأعرف أين يكمن الخلل!

هناك تضاد عنيف.. صراع بين الحق والباطل، بل ومن كبار المسئولين في الدولة.. ينتظرون فقط دفع الفواتير، فواتيرهم التي لا عطاء لها.. رغم أنهم يشاهدون ويسمعون عن العطاء الذي لا ينتظر فاتورة الدفع!!

هنا فقط تلمست طريقي الواضح.. وهنا وفي هذه اللحظات عرفت نقطة البداية إنها حرب بلا هوادة.. حرب بين من يقدم العطاء بقدر المستطاع ولا ينتظر فاتورة الدفع.. وبين من يقدم فاتورته قبل أن يهم بتقديم عطائه الكاذب!!

استقرت رحلتي واطمأنت سريرتي.. وحمدا لله الذي أنار لي الطريق بعد طول المسار في ظلمات الليالي الحالكة.. نحن نقدم عطاءنا كواجب وهم ستأتيهم رياح التغيير لتقلعهم وتطـير فـي سمائهم الخـاوية فواتير اللا عطاء المنسوبة إليهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى