كــركــر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

>
عبده حسين أحمد
عبده حسين أحمد
أصدر الأستاذ عبدالله عبدالوهاب نعمان رحمه الله العدد الأول من صحيفة (الفضول) في عام 1948م.. من دار «فتاة الجزيرة» للطباعة والنشر والإعلان.. وكان الأستاذ عبدالله عبدالوهاب نعمان رئيس تحريرها .. وهو من الشخصيات البارزة في حركة اليمنيين الأحرار.. ومن القيادات المعادية للإمامة والرجعية والتخلف في شمال الوطن سابقاً.. وقد اشتهر الأستاذ نعمان باسم (الفضول) الذي طغى على اسمه الحقيقي.. وأصبح الناس ينادونه ويعرفونه باسم (الفضول) .. وكفى.

< وكانت صحيفة (الفضول) تهتم بشكل أساسي بالوضع السياسي والاجتماعي والتعليمي والصحي في شمال الوطن.. وكانت تعالج كل هذه القضايا بأسلوب فكاهي ونقدي ساخر.. وقد كتب الأستاذ (الفضول) في الصفحة الاولى.. في تعريف الصحيفة «إنها بنت ناس متصاحبش.. مديرها لو قال لها دوري دارت.. مركزها متمركزش.. ورئيس تحريرها بياع كلام يصدق ويكذب حسب الطلب.. وأهدافها ملء البطن.. والمراسلات مع جازع طريق.. والاشتراكات جيز الناس.. والإدارة في السائلة نهاراً وفي مخزن الشوكي ليلاً.. والإدارة مفتوحة لجميع الزبائن».

< ويقول الأستاذ عبدالرحمن خبارة في كتابه الرائع والمفيد الموسوم بعنوان (نشوء وتطور الصحافة في عدن): «وطوال صدور (الفضول) ظلت موضوعاتها مكرسة للقضايا السياسية والاجتماعية.. التي تمثلت في شمال الوطن.. من خلال نشر الكثير من فضائح وأعمال المشائخ وحكام الأقضية وبعض المتنفذين في حكم الإمامة.. كما كانت تنشر بعض المقالات الخفيفة والأخبار والتعليقات القصيرة لبعض الظواهر الاجتماعية في عدن.. وكانت بأسلوبها الساخر والناقد والشعبي.. قد وجدت رواجاً كبيراً رغم محدودية ما تطبعه أسبوعيا.. وهو أكثر من الصحف والمجلات التي كانت تصدر آنذاك».

< «ويكفي (الفضول) فخراً أنها من الصحف التي وقفت بشجاعة ضد النظام الأوتوقراطي في شمال الوطن.. والمعادي للشعب مطالبة ومنتقدة بأسلوبها الخاص.. داعية إلى بناء (يمن) يحكمه (الدستور) و(الشورى) وذلك من أجل أن تلحق بركب الحضارة والعصر الذي حرمت منه طوال حكم بيت حميد الدين.. إذ عاشت اليمن في ظلام حالك.. تحكمه علاقات اجتماعية متخلفة تقوم على نظام المراتب الفئوية الصارمة وشريعة القوة التي أساسها البنية القبلية.. ولم تر بداية النور إلا بعد قيام الثورة في السادس والعشرين من سبتمبر 1962م».

< ومن أجمل وأشهر ما نشرته (الفضول) خبر بالمانشيت العريض في الصفحة الأولى بعنوان (انقلاب عسكري في اليمن).. وقصة الخبر معروفة.. وهي أن أحد عساكر الإمام كان راكباً فوق حمار.. وفي الطريق تعثر الحمار و(انقلب) العسكري من فوق الحمار إلى الأرض.. وعندما قرأ الناس الخبر في صحيفة (الفضول).. خرجوا إلى الشوارع فرحين مبتهجين .. واستبشروا خيراً بالانقلاب العسكري الذي أطاح بالإمام الطاغية في اليمن.. وهتفوا للجيش والضباط الأحرار الذين قادوا الانقلاب العسكري .. وتجمعوا حول أجهزة الراديو لسماع الخبر من إذاعة لندن.. وكانت أحلامهم وآمالهم كبيرة في مستقبل أعز وأكرم وأفضل لليمن والشعب اليمني.. وانطوت الساعات وأذيعت الأخبار.. ولم يسمعوا شيئاً عن الانقلاب العسكري في اليمن.. وكانت صدمتهم شديدة.. عندما عرفوا الحقيقة بعد ذلك.. ولكنهم ما لبثوا حتى عادوا ضاحكين من سخرية وفكاهة (الفضول).

< رحم الله عبدالله عبدالوهاب نعمان رحمة الأبرار<<

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى