صدام يرفض الرد على الاتهامات في قضية الابادة الجماعية للاكراد

> بغداد «الأيام» رويترز :

>
الرئيس العراقي السابق صدام حسين أثناء محاكمته يوم أمس
الرئيس العراقي السابق صدام حسين أثناء محاكمته يوم أمس
رفض الرئيس العراقي السابق صدام حسين الرد على الاتهامات الموجهة اليه عند مثوله مع ستة من قادة الجيش السابقين للمحاكمة في بغداد أمس الإثنين على ما وصفه ممثلو الادعاء بانه حملة همجية قتل فيها عشرات الآلاف من الأكراد عام 1988.

وسعيا لاثبات ان الحملة تصل الى الابادة الجماعية للاقلية الكردية في العراق قال مدعون ان قرى سويت بالارض في عمليات قصف بالطائرات والمدفعية شملت هجمات بالغاز وان سكان القرى نقلوا الى مراكز اعتقال او عذبوا او اغتصبوا.

وقال منقذ الفرعون رئيس هيئة الادعاء في القضية امام المحكمة ان من الصعب تقييم وحشية الافعال التي ارتكبت خلال حملة الانفال التي استمرت سبعة اشهر في عام 1988.

وقال رئيس هيئة الادعاء بالمحكمة الخاصة جعفر الموسوي خلال الجلسة التي استمرت قرابة ست ساعات ان تلك الجرائم تمس ضمير البشرية كلها.

وعلقت خريطة كبيرة لكردستان التي اصبحت حاليا منطقة تتمع بالحكم الذاتي في شمال العراق داخل قاعة المحكمة في المجمع الحكومي شديد التحصين في بغداد وعليها نقاط باللون البرتقالي تبين مواقع القرى التي دمرت واخرى حمراء في مواقع القرى التي هوجمت بالغازات السامة.

يأتي بدء هذه المحاكمة فيما يواصل قضاة مداولاتهم في قضية منفصلة يواجه فيها صدام اتهامات بارتكاب جرائم ضد الانسانية تتعلق بمقتل 184 شيعيا في اعقاب محاولة لاغتياله عام 1982,ويتوقع صدور الحكم في اكتوبر تشرين الاول.

ويواجه الزعيم العراقي السابق (69 عاما) احتمال الحكم عليه بالاعدام في القضيتين. لكن مع الاستعداد لتقديمه الى المحاكمة في نحو عشر قضايا أخرى فقد يؤدي ذلك الى تأجيل تنفيذ اي حكم باعدام صدام لسنوات الامر الذي يزيد احتمال بقائه في السجن حتى وفاته مثل الزعيم اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش.

وخارج المحكمة اعرب عراقيون عن نفاد صبرهم من بطء الاجراءات القانونية لكن نائب رئيس الوزراء برهم صالح وهو كردي قال ان صدام يحصل على العدالة التي حرم منها الاخرين.

وتأتي المحاكمة مع تزايد اعمال العنف الطائفية بين الاقلية من السنة العرب الذين ينتمي اليهم صدام وبين الشيعة ومع استمرار الاحتكاكات بين العرب والاكراد في الشمال مما اثار مخاوف من احتمال انزلاق العراق الى حرب اهلية شاملة.

وحضر صدام الجلسة مرتديا حلة سوداء انيقة وظهر تحديه المعهود بعد ان تقدم المتهمين الاخرين في دخول القاعة حيث وصف الحكمة التي ترعاها الولايات المتحدة بانها "محكمة احتلال" ورفض ان يذكر اسمه.

وقال للقاضي عبدالله علي العلوش رئيس هيئة المحكمة "الا تعرفني". وعندما طلب منه الرد على الاتهامات قال ان ذلك يحتاج الى سجلات كثيرة فرد القاضي نيابة عنه بأنه غير مذنب.

ومن بين من يحاكمون مع صدام ابن عمه علي حسن المجيد المعروف باسم "علي الكيماوي" لولعه المزعوم باستخدام الغاز السام في الهجوم على الاكراد. ورفض المجيد ايضا الذي بدا واهنا وكان يستعين بعصا على المشي الرد على الاتهامات المنسوبة اليه.

ويواجه المتهمون السبعة ومنهم وزير دفاع سابق في عهد صدام اتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية لدورهم في حملة الانفال. كما يواجه صدام والمجيد تهمة أخرى اكثر خطورة هي الابادة الجماعية.

وتتهم القوات العراقية بشن هجمات بغاز الخردل وغاز الأعصاب في الحملة التي استمرت سبعة أشهر وهدمت خلالها قرى كاملة واقتيد الاف الى معسكرات اعتقال,وقال الفرعون ان ضحايا الحملة بلغ عددهم 182 الف شخص.

وقال الموسوي ان شيوخا ونساء واطفالا نقلوا الى معسكرات اعتقال لا لأنهم ارتكبوا جرائم ولكن لأنهم أكراد.

ويتعين على ممثلي الادعاء ان يثبتوا ان صدام استهدف الاكراد كطائفة لاقامة اركان جريمة الابادة الجماعية.

ومن المرجح أن يدفع صدام والمتهمون الآخرون بأن الحملة كانت مبررة لأن المتمردين الأكراد وزعماءهم ارتكبوا خيانة بتشكيل تحالف مع ايران.

ورفض رئيس المحكمة احتجاج الدفاع بان المحكمة غير مشروعة وغادر اثنان من المحامين الجلسة بعد ان رفض السماح لهما بالكلام,وانفضت جلسة المحاكمة على ان تعود للانعقاد اليوم الثلاثاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى