أ. د. عبدالوهاب راوح رئيس جامعة عدن في حوار مع «الأيام»:المكانة الرفيعة لجامعة عدن ثمرة طيبة من ثمار الوحدة المباركة

> «الأيام» نبيل مصطفى مهدي

> تحتفي جامعة عدن في العاشر من سبتمبر القادم بذكرى تأسيسها الحادية والثلاثين من مشوارها الزاخر بالانجازات المتميزة على الصعيد العلمي وتحقيق المنجزات خاصة على امتداد الست عشرة سنة الماضية من عمر الوحدة المباركة لا سيما فيما شهدته الجامعة من مشاريع عملاقة حرصت عليها القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ رئيس الجمهورية.

وحول تلك المكاسب والمنجزات نلتقي اليوم أ. د. عبدالوهاب راوح رئيس جامعة عدن.

< هلا حدثتنا عما وصلت اليه جامعة عدن من تطور حتى اليوم؟

- اولاً أود ان اشكركم على هذا اللقاء الصحفي، كما أود أن اشكر جميع أجهزة الإعلام والصحف المختلفة على تواصلها الإعلامي الدائم مع جامعة عدن وفعالياتها المختلفة .. سوف اتناول في بداية حديثي هذا وبإيجاز بعض المكاسب والانجازات التي تحققت لجامعة عدن هذه الجامعة التي تمتلك مساحة في التاريخ الاكاديمي تتجاوز الثلاثين عاما حيث بدأت عام 1975م وقبلها لم تكن هناك أي مؤسسة اكاديمية، أي اثناء فترة الاستعمار الذي كان يحصر التعليم على الجوانب الادارية لخدمة أغراضه فقط، أما التعليم الذي يخدم ابناء اليمن يومها فلم يكن متوفرا بما يعني ان الحاكم حينما لا يكون ديمقراطياً ولا من ابناء البلد يسخر المعرفة ويسخر التعليم لخدمة اغراضه وأهدافه وكيف يحكم.

جامعة عدن كما قلت انطلقت عام 1975م وكانت بدايتها متواضعة كغيرها من مؤسسات التعليم العالي في بلادنا، لتأتي الانطلاقة والفاعلية مع اعلان الجمهورية اليمنية عام 1990م وهناك ارقام أود الاشارة إليها لتحدثنا عن جوانب من هذه الانجازات في هذه المسافة التاريخية الممثلة في عمر الوحدة وعمر الجمهورية اليمنية. جامعة عدن كان أعضاء الهيئة التدريسية فيها لا يتجاوزون (603) أساتذة ومعيدين، كان الأساتذة المساعدون فقط (279) أما الاناث فلم يكن بالشكل الجيد، حيث بدأت الاخت اليمنية تدخل مجال التدريس عام 1995م، اليوم أعضاء هيئة التدريس بجامعة عدن (800) أستاذ جامعي من حملة الدكتوراه، والمساعدون نفس العدد ليصل عددهم ما بين استاذ ومعيد الى (1600) أستاذ جامعي، هذا الفريق الكبير من الاخوة اعضاء التدريس يقومون بنقل الرسالة المعرفية لحوالي (126) ألف طالب وطالبة في كليات الجامعة، ومزمع العام القادم ان تستوعب جامعة عدن ما يقارب (13) ألف طالب كما جاء في قرار المجلس الأعلى للجامعات اليمنية، أما الوحدات والمراكز التابعة لجامعة عدن فكان لدى الجامعة عام 1990م مركز واحد فقط، واليوم وصل عددها إلى ما يقارب عشرة مراكز علمية بحثة وخدمية، والكليات عام 1990م كانت ثمان كليات واليوم تصل الى عشرين كلية اذا تعاملنا مع كلية الصيدلة وكلية الاسنان على أنهما كليتان مستقلتان وهذا ما سيتم العام القادم، حيث ستستقل كلية الصيدلة وكلية الأسنان. إذاً جامعة عدن تمتلك بنية أكاديمية واسعة واستطاعت أن تغطي كثيرا من التخصصات في مختلف المجالات وأن تمد سوق العمل بكثير من المخرجات.

< ماذا عن الدراسات العليا؟

- فيما يخص جوانب الدراسات العليا عام 1990م كان لدينا في الجامعة برنامجان فقط في مجال الجغرافيا والتاريخ، والعام الحالي 2006م لدى الجامعة (35) برنامجاً في مجال الدراسات العليا، هذه بعض الأرقام التي تشير الى التوسع الكلي لجامعة عدن في مجال الكليات ومجال البرامج العلمية ومجال الاستيعاب والطاقة الاستيعابية ومجال اعضاء هيئة التدريس.

< ماذا عن البنية التحتية لجامعة عدن؟

- في مجال البنية التحتية لجامعة عدن اتيحت لها فرصة أن ترث المنشآت التي كانت تابعة للدولة آنذاك فهذا المبنى الذي نحن فيه كان تابعا يومها لمبنى اللجنة المركزية وكثير من الكليات قامت بالاستفادة من منشآت كانت بالاصل وحدات تابعة للحكومة وتؤدي وظائف إدارية للدولة، وفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، حفظه الله ، جعل من جامعة عدن وريثا مناسبا للدولة القائمة اثناء التشطير فأحال كثيرا من المرافق والمنشآت والاراضي لصالح الجامعة انطلاقاً من مبدأ أن خير وريث هو الجامعة، وهذا ما تم مع معهد باذيب الذي حول الى مبنى لكلية الآداب، وكذلك الحال مع بعض المباني الاكاديمية اليوم ايضاً استطاعت جامعة عدن خلال هذه الفترة أن تمتلك مساحة كبيرة من الاراضي وهنا اجدها فرصة لأشكر الادارة السابقة التي عملت على المتابعة لتوثيق هذه الاراضي وكانت مكرمة الاخ الرئيس بتوطيد مساحات واسعة من الاراضي في مدينة الشعب ومن الاراضي الثمينة الغالية ايضاًُ بخورمكسر مما جعل جامعة عدن - أقولها وبدون تردد- اغنى جامعة يمنية من حيث المساحة الجغرافية والأراضي التابعة لها.

وقد تم انجاز بعض المشاريع الهامة في صدارتها كليتا الحقوق والاقتصاد واليوم يتم تنفيذ كلية تعد الأولى في الجمهورية من حيث الحجم والوظيفة وهي كلية الهندسة التي تم بدء العمل فيها من العام الحالي 2006م وقد وصل الإنجاز الى ما يقارب (30%) هذه الكلية التي ستكون متميزة في وظائفها وسعتها تكلفتها الفعلية تصل الى مليارين وستمائة مليون ريال يمني بدعم من الدولة وبدعم خارجي، والعمل جار الآن لاستكمال بعض الجوانب فيها لتتجاوز ثلاثة مليارات ريال. لدينا ايضاً كلية الصيدلة وهذه الكلية تكلفتها مليونين وخمسمائة الف دولار، وتم بدء العمل فيها بالتعاون والتمويل ايضاً من مؤسسة خيرية تابعة لدولة الكويت الشقيقة، ولدينا ايضاً توسع في مختلف كليات الجامعة في شبوة ولودر وطور الباحة، ولدينا ايضاً توسع في بعض الكليات على مستوى المحافظة، فيما يخص الرؤى المستقبلية للجامعة على صعيد البنية التحتية لدينا استكمال الدراسات والتصاميم لمشروع المستشفى التعليمي الذي تكرم الاخ الرئيس - حفظه الله - بتحويل أرضية معسكر طارق لصالح هذا المستشفى وسيضم اربعمائة سرير وتجهيزات حديثة مختلفة وبتكلفة تقديرية تصل الى (53) مليون دولار، وهومشروع استراتيجي هام للجامعة والمحافظة وسيكون على مساحة (50) الف متر مربع، وكذلك مشروع إعادة بناء الساحة الامامية لديون الجامعة بخورمكسر، ويجرى حاليا استكمال مبنى كلية العلوم الادارية، وإذا نظرنا الى الخطة المستقبلية للتوسع الانشائي في البنية التحتية للجامعة فلدينا مشروع إنشاء كلية العلوم الطبية وإنشاء كلية التربية في شبوة وكلية للتربية ايضاً في صبر، ولدينا مشروع لكلية الآداب حيث إن المبنى القائم لم يعد قادراً على استيعاب التحديات الجديد، بالاضافة الى كلية التربية بلودر التي تم انزال الاعلان عن مناقصتها. وكان لدينا بعض الالتباسات فيما يخص قضية الارض وقد تم تجاوزها.

ولدينا توسعات قائمة أيضاً في كلية التربية بزنجبار، كما تُنفذ المرحلة الثالثة من مشروع الطرقات والكهرباء والمياه والصرف الصحي للحرم الجامعي إلى جانب الحزام الاخضر في مدينة الشعب، ولدينا مشروع سكن للطلبة والطالبات بزنجبار وبخورمكسر الى جانب سكن الطلاب بردفان، وهناك مشروع أرجو أن نوفق فيه ويتمثل في قاعة المؤتمرات الكبرى في مدينة الشعب حيث إن الجامعة لديها بعض الكليات وبعض القاعات غير انها لم تعد قادرة على ان تستوعب الاحداث الثقافية والفكرية التي تشهدها مدينة عدن ونرجو أن تكون هذه القاعة متعددة الاغراض وتكون على مستوى هذه المحافظة المتميزة.

فيما يخص التجهيزات فقد أقر مجلس الوزراء قبل اربعة أو خمسة أشهر ما قيمته ثلاثة ملايين دولار لتوفير تجهيزات بمختلف تخصصاتها ووظائفها لجامعة عدن، ولدينا ايضاً شبكة معلومات ومكتبة الكترونية في اطار الحرم الجامعي بمدينة الشعب. البنية التحتية تبلغ تكلفتها للعام المالي الحالي مليار وخمسمائة مليون ريال، ومطروح في مشروع العام المالي القادم 8.4 مليار، وهذا ياتي ايضاً ليضم مشروع المستشفى الجامعي الذي نرجو ان نوفق فيه.

< ماذا عن توجه الجامعة لتأهيل عضو التدريب وتوفير التجهيزات وتعزيز الوظيفة التعليمية؟

- فيما يخص تنمية القدرات للجامعة أود الاشارة إلى بعض المفردات وبعض المحاور التي ستمثل اهم مفردات أجندة العمل للجامعة اليوم لمواجهة بعض التحديات من أهمها تعزيز قدرات الوظيفة التعليمية، فالجامعات كما نعرف لديها وظائف تقليدية ممثلة بالوظيفة التعليمية والوظيفة البحثية، هذه الوظيفة التعليمية بما لدينا من مدخلات لها بحاجة الى تعزيز وإلى تنمية وستكون هذه المفردات في مجال الهيئة التدريسية رغم أن لدى الجامعة (1900) استاذ ما بين بروفيسور ومعيد إلى ان لدينا عجزا في بعض التخصصات ولا تتوفر ايضاً في سوق العمل، وندرك ايضاً أن الاستاذ الجامعي يتم استثماره بما لا يقل عن 15 سنة حيث يبدأ معيدا ثم تتاح له الفرص للإيفاد ويحصل على الماجستير والدكتوراه في فترة لا تقل عن عشر سنوات فأصعب استثمار وأبطأ استثمار يتم في مجال الاستاذ الجامعي، ولدينا عجز في مجال المعامل والمختبرات، واليوم تمت المناقصة بما قيمته ثلاثة ملايين دولار ومع ذلك لدينا بعض النواقص نرجو أن تغطى في موازنة العام المالي القادم.

المكتبات الفرعية في الكليات الفرعية لدينا بعض جوانب العجز فيها وهذه مشمولة في خططنا للعام القادم والعام الذي يليه، أما الوظيفة البحثية لجامعة عدن حقيقة ان جامعة عدن تعد أغنى جامعة يمنية من حيث المراكز والمعاهد التابعة لها حيث يتبعها اكثر من عشرة مراكز ووحدات بحثية مختلفة الوظائف ومع ذلك نحن بحاجة الى تنمية قدرات هذه الوحدات وهذه المراكز بحيث تنتقل الى وظيفة إيرادية لصالح الجامعة الى جانب الخدمة التي تقدمها للمجتمع.

< ما تقييمكم للوظيفة الاقتصادية للجامعة؟

- اود الاجابة هنا من خلال الاشارة الى تحدٍّ آخر يتمثل فيما يعرف بالوظيفة الاقتصادية للجامعة، جامعة عدن كغيرها من الجامعات اليمنية تعتمد على الموازنة العامة للدولة بنسبة 98% وهذا لم يعد مقبولاً اليوم فالدولة لديها تحديات مختلفة في مجال الصحة والطرقات وفي مختلف مجالات البنية التحتية. جامعة عدن يجب ان تسعى جاهدة -وهذا يمثل سياسة عامة للدولة وسياسة عامة لوزارة التعليم العالي - لتوفير المصادر الذاتية من خلال توفير فرص الإيراد الذاتي الى جانب الاعتمادات المخصصة لها في الموازنة العامة للدولة.

لدينا تحد يتمثل في تنمية القدرات المؤسسية للجامعة وتحديث وتطوير الادارة الاكاديمية وتعزيز المسؤولية المحاسبية والمؤسسية للجامعة وتعزيز الفاعلية المؤسسية ايضاً مما يجعل الجامعة لدى مستوى الثقة بمخرجاتها ومستوى الثقة بالمتعاملين معها والمستفيدين منها . عنصر رئيسي يمثل تحدياً خامساً في أجندة جامعة عدن المستقبلية يتمثل في تنمية كفاءة عضو هيئة التدريس الذي يمثل محوراً رئيسياً وقطباً ثانياً الى جانب القطب الرئيس المستهدف من العملية التعليمية وهو الطالب، عضو هيئة التدريس في اجندة الجامعة المستقبلية وعودة كثيرة نرجو ان نوفق فيها وتشمل تنمية قدرات عضو هيئة التدريس وفيها بعض التفاصيل لا أود أن أشير اليها في هذا اللقاء الذي يتناول قضايا عامة.

< ماذا عن تحسين الخدمات للطلاب؟

- تدخل ضمن التحدي السادس وسنتناوله في أجندة مستقبل جامعة عدن ويتمثل في تحسين الخدمات الطلابية والاقتراب منهم والاستماع الى صوتهم ورعاية المتميزين من أبنائنا وبناتنا الطلاب.

< ماذا عن هيكلة الادارة في الجامعة واستراتيجيتها؟

- لدينا تحدٍّ سابع في اعادة النظر في هيكلة الادارة العامة للجامعة، فإدارة الجامعة تستوعب التحديثات القائمة إلا أنه أصابها بعض التضخم مما جعلها تستهلك جانبا كبيرا من الإيراد، ومن هنا سنعتمد مراجعة هذه الادارة في اطار ما يعرف بالادارة الاستراتيجية وبالأهداف وهذا مشروع مستقبلي ارجو أن يكون موضع رعاية ومتابعة. التحدي الآخر يتمثل في تعزيز جوانب التعاون مع المؤسسات والمنظمات الدولية والجامعات العربية والاقليمية والدولية، وأود أن اشير إلى ان جامعة عدن خلال هذه الفترة من 1990-2006م تمثل موضع رضى فيما يخص ما تم انجازه منها على صعيد البنية التحتية والبنية البشرية والبنية الاكاديمية، ولكن أرجو ان ندرك أن الجامعات لا تقف عند مستوى فهي في نمو مضطرد وكلما تغلبت على بعض التحديات برزت أمامها تحديات جديدة، فالجامعة تتعامل مع الحياة ومع حركة الحياة ومادامت الحركة والحياة متجددتين فالجامعة يجب ان تكون متجددة. جامعة عدن تقع في محيط محلي وعربي وإقليمي ودولي سريع الحركة، والعالم اليوم يتحرك بوتيرة عالية في مختلف مجالاته العلمية والفكرية والاقتصادية وما لم تكن الجامعة قادرة على التعامل مع محيطها بما يجعلها تستجيب لتحدياته ومتغيراته تسبقها حركة الحياة وتصبح عبئاً على المجتمع بدلاً من أن تكون خادمة لهذا المجتمع، وأرجو أن تتمكن جامعاتنا من التعامل مع الحياة بمتغيراتها وتحولاتها السريعة ونرجو أن توفق وأن توفر لها البيئة المناسبة للتعامل مع هذا المحيط بما يقتضيه وما يفرضه من تحديات.

< كيف تنظرون الى حرية واستقلال الجامعات اليمنية؟ وما هي كلمتكم الاخيرة؟

- أود بهذا الجانب ودون مزايدة باعتباري منتمياً الى جامعة حكومية وهي حقيقة ملموسة ومتاحة للجميع أن الجامعات اليمنية اليوم بخير وفي عافية وتعمل في محيط من الحرية الاكاديمية والحرية الفكرية والحرية السياسية م ايجعلها تتعامل من موقع المسؤولية ومن موقع الوظيفة التي يجب ان تتمتع بها كجامعة، ليس هناك أي خروقات أو تدخلات في شؤون الجامعات وفي وظائفها وفي رسائلها. وإذا كان هناك بعض الجوانب المتعلقة بما هو مالي فذلك يعود الى أن الاعتماد العام للموازنات يأتي من الدولة وحيثما كانت الدولة هي الممول الرئيسي لهذه الجامعات كما اشرنا بنسبة تصل الى 98% سيبقى تدخل الدولة قائما، غير أن الدولة لا تتدخل على الاطلاق وبمسؤولية علمية فيما يخص ما هو اكاديمي وما له علاقة بالحرية الاكاديمية، ومن كان له رأي معارض لنا في هذا الحديث فنحن بانتظاره، أقول ذلك لأشير إلى حقيقة وهي أن روح الجامعة لا يتمثل في المبنى والتجهيزات فلدينا جامعات اقليمية تمتلك بنى تحتية لا تتوفر لدى بعض الجامعات الاوروبية، غير انها تفتقر إلى الروح الاكاديمية وتفتقر إلى الرسالة العلمية الحرة. جامعة عدن كغيرها من الجامعات اليمنية تمتلك الحرية الكاملة في تعاملها مع رسالتها ومع محيطها انطلاقاً مما توجبه عليها مسؤوليتها العلمية والأكاديمية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى