العكري: الاتجاهات الطائفية والقبلية داخل مجتمع الجزيرة والخليج تعيق وجود مشروع اصلاحي موحد

> عدن «الأيام» خاص

>
عبدالنبي حسن العكري
عبدالنبي حسن العكري
عقد منتدى «الأيام» مساء أمس ندوة حول حقوق الإنسان استضاف فيها م. عبدالنبي حسن العكري، الباحث والناشط الحقوقي من مملكة البحرين الشقيقة، الذي قدم محاضرة استعرضت واقع حقوق الانسان في الجزيرة العربية والخليج العربي وبرامج الاصلاح فيها، بحضور رواد المنتدى .

وابتدأ الباحث والناشط الحقوقي البحريني م. عبدالنبي حسن العكري المحاضرة بتوضيح العلاقة الوطيدة التي تربطه بمدينة عدن من خلال اقامته فيها خلال الفترة من 1972-1977م، مؤكدا عقب ذلك ان موضوع الندوة حول حقوق الانسان وبرامج الاصلاح في الجزيرة العربية والخليج العربي يعد من المواضيع الراهنة حيث تعيش هذه المنطقة والوطن العربي بأكمله مرحلة تغيير في الفكر السياسي من قبل النخب السياسية والمثقفين وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بكيفية التغيير من خلال الاصلاح السياسي بالوسائل الديمقراطية. وتطرق الباحث والناشط الحقوقي العكري في محاضرته الى بدايات الارهاصات التاريخية لحركات التغيير السياسي في أصقاع الوطن العربي والجزيرة العربية والخليج العربي على وجه الخصوص وأنواعها وما شهدته من مؤثرات خارجية وعوامل داخلية اجتماعية ناجمة عن تركيبة وطبيعة هذه المجتمعات.

وأوضح ان الأثر الأكبر في خلق التغيير والاصلاح في منطقة الجزيرة والخليج يعود الى ظهور ثروة النفط التي كانت قاطرة المنطقة صوب تحقيق تطور اقتصادي نقل المجتمع صوب مراحل متقدمة مكنت من توفير المناخ الملائم لبروز وفاعلية النخب السياسية والثقافية وما نجم عن ذلك من ظهور للتيارات الاصلاحية حيث تدرج هذا التطور من التحديث والاصلاح في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية وصولا الى الحراك السياسي.

أما المصدر الثالث للتغيير والاصلاح السياسي بحسب الباحث والناشط الحقوقي م. عبدالنبي حسن العكري فمرده الى التوافق والتعايش السياسي ما بين النخب السياسية والثقافية في المنطقة وأنظمتها السياسية لا سيما في ظل الاحداث المفصلية التي شهدتها منطقة الجزيرة العربية والخليج العربي منذ حرب الخليج الثانية وحتى احتلال العراق.

أما المرحلة الحالية من عمر فكر التغيير والاصلاح السياسي فأوعزها الى عاملين مهمين هما دخول عصور العولمة المعلوماتية التي حولت العالم الى قرية كونية واحدة يجتاحها تيار كاسح من الديمقراطية مما عزز من قوة وفعالية النخب السياسية والثقافية في المنطقة ودفع قدما بحراكها السياسي والثقافي صوب إحداث التغيير والاصلاح، أما العامل الآخر فتمثل في أحداث 11 سبتمبر التي شهدتها الولايات المتحدة الاميركية وما عقبها من ولادة مشاريع ضخمة من خارج الوطن العربي لإحداث التغيير السياسي فيما يسمى بمشروع الشرق الأوسط الجديد.

وأوضح أن لكل من الأنظمة في الجزيرة والخليج العربي برنامجها الاصلاحي الخاص بها، وأن عدداً من تلك الدول خطت خطوات جيدة في برامجها الاصلاحية وإن لم تكن بالمستوى المطلوب من قبل النخب السياسية والثقافية المشكلة لتيارات التغيير والاصلاح إلا أنها شكلت انفراجة مهمة في مسيرة التغيير والتحديث والاصلاح في داخل مجتمعاتها.

وأكد أهمية حرية التعبير التي باتت مكسباً تحقق للنخب السياسية والثقافية من خلال وسائل الإعلام المستقل في الجزيرة العربية والخليج العربي، فيما تظل المشكلة تكمن في وضع المجتمعات وما يتنازع فئاتها من اتجاهات طائفية او عقائدية او قبلية وتأثير ذلك سلبا على وجود مشروع اصلاحي موحد للنظام السياسي، لكن ما تحقق حتى الآن يعد مكسباً جيداً يعزز فرض أجندة الاصلاح، كما أتاح لفئات مهمشة الحصول على نوع من حقوقها السياسية وفي مقدمتها المرأة في الجزيرة العربية والخليج العربي.

واختتمت المحاضرة بمداخلات من قبل رواد منتدى «الأيام» أثرت الندوة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى