> في غير سابق موعد أو اتفاق، وأثناء وجودي في مطار عدن الدولي عصر يوم الأربعاء المنصرم لاستقبال أحد الأقارب، قابلني أحد زملاء الطفولة والدراسة، الأخ العزيز عمر باعشن ممثل هيئة المواصفات والمقاييس في المطار، والذي أشعرني بسعادته البالغة لهذا اللقاء غير المتوقع بعد أن حاول مراراً الالتقاء بي ولم يوفق لتوضيح بعد الملابسات حول مقالي الذي نشرته منبر الرأي العام - صحيفة «الأيام» الغراء- بعددها رقم (4749) الصادر في 30/3/2006م تحت عنوان «تكذبني وتصدق حماري» حول ما تصدره اليمن من الذهب إلى إمارة دبي، والحق إنني بالمقابل كنت سعدت بهذا اللقاء لسببين، أولهما أنني وبعد انقطاع طويل التقيت أحد زملاء الطفولة، وثانيهما أنه بادر ساعتها وقدم دعوة كريمة مهذبة لزيارة القسم المختص في مقره بمطار عدن الدولي ليفسر لي ما التبس فيما نشرته النشرة الدورية التجارية بغرفة تجارة وصناعة دبي عن وارداتها من الذهب من الدول المصدّرة، وقبلت دعوته شاكراً إلى القسم المختص حيث سعدت بلقاء أعضاء اللجنة المكلفة بالرقابة على سفر كميات الذهب عبر مطار عدن الدولي إلى امارة دبي وأسبابه، وقد تشرفت بلقاء بقية أعضاء اللجنة وهما الممثلان عن الجمارك وأمن المطار الأخوان العزيزان عمر مثنى وعبدالناصر العيدروس، فتبين بالفعل صحة (مغادرة) الذهب إلى دبي على شكل سبائك بصفة مستمرة.. ولكن ما لم توضحه تلك النشرة في تقاريرها الدورية التجارية أن ذلك الذهب الوارد إليها لا يدخل ضمن بورصة الذهب العالمي، بل يذهب إلى مصانع الصياغة ليتحول من سبائك إلى مشغولات ذهبية متنوعة الأشكال والتصاميم ثم يعاد تصديره مره أخرى إلى البلد المصدر - اليمن- كما أوضحوا أيضاً أن الذهب الذي يخرج عبر مطار عدن الدولي بصحبة تاجر الذهب تتخذ بشأنه جملة من الإجراءات الصارمة المشددة بدءاً بوزن كميته وتحديد عياره وتسجيله وتوثيقه بعدد غير قليل من نماذج الاستمارات والسجلات وتنتهي بدفع التاجر الضمانات المالية - نقداً- ليكفل عودته مرة أخرى خلال فترة زمنية لا تتعدى شهراً واحداً.. ثم تتخذ عند عودته إجراءات دخوله من جديد مثل مقارنة وزنه الذي يجب أن يطابق الكمية التي خرج بها وكذلك في نوعية عياره من خلال فحصه ساعة وصوله. وبعد التأكد من سلامة التزام التاجر بالإجراءات تفرج اللجنة عن الضمانات التي كان قد أودعها.. وهكذا تتم تجارة الذهب بين سبائك مصدرة ومشغولات مستوردة مرة أخرى.

عمليات مثل هذه تتم باطراد بين رائح وعائد وهكذا هو الحال بالنسبة للمطارات الأخرى كما أفادت اللجنة.. وفي آخر ذلك اللقاء الودي تمنى علي أعضاء اللجنة أن أنشر توضيحاتهم هذه لأضعها أمام قارئ «الأيام» لتصحيح ما التبس في نشرة إمارة دبي، وفي الوقت ذاته حملوني أمانة نقل تحياتهم الطيبة والصادقة نحو «الأيام» والناشرين الاستاذين هشام وتمام باشراحيل وهيئة تحريرها الأفاضل، كما عبروا عن إعجابهم بهذه الصحيفة المتميزة فيما تنشره في موادها الصحفية المختلفة وتحريها المصداقية والحيادية كما رسمها لها مؤسسها وعميدها الراحل طيب الذكر الأستاذ محمد علي باشراحيل.