في تكريم الأديب علي حسن القاضي:إضاءات على الحركة الثقافية في لحج

> «الأيام» محمد حمود أحمد:

> كرم المثقفون في كل من عدن ولحج الأديب والشخصية الاجتماعية الأستاذ علي حسن جعفر القاضي، رئيس فرع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في محافظة لحج، رئيس منتدى تبن الثقافي، وفي أمسية احتفالية كبيرة شهدها منتدى باهيصمي الثقافي الفني بمدينة المنصورة مساء الخميس 24/8 وبحضور مدير عام مكتب الثقافة بعدن وممثلي المنتديات الأدبية والثقافية في عدن ولحج، مركز حنبلة للتوثيق، جمعية تنمية الثقافة والأدب، منتدى الحجيري، منتدى تبن، أعضاء اتحاد الأدباء في عدن ولحج، وجمع من المثقفين والفنانين ورجال الإعلام والموسيقيين، احتفاءً بتكريم هذه الشخصية الأدبية والثقافية، التي تركت أثراً طيباً وعمقت المناخات الإبداعية ونشطت الحياة الثقافية خلال العقد الأخير في محافظة تميزت منذ عقود طويلة بالثراء الفني والادبي والإبداعي المسرحي والثقافي عموماً. وكما جاء في كلمة الافتتاح فقد قال رئيس المنتدى الشاعر محمد سالم باهيصمي:«إننا نكرم اليوم شخصية عزيزة، أقرب إلى قلوبنا جميعا، ونكرم أنفسنا فيه فهو الأخ والصديق الوفي، التوأم لمنتدانا منتدى باهيصمي ونذكر له دوره في الحياة الثقافية، وفي تأسيس ودعم عدد من المنتديات والجمعيات، وفي تفعيل نشاط اتحاد الأدباء في روضة لحج الخضراء ونشر المحبة والمودة والتلاحم الأخوي بين المبدعين».

ثم تناول الأستاذ علي حسن القاضي الحركة الثقافية في لحج منذ ما قبل حكم العبادل، والنهضة الزراعية التي شهدتها خلال فترة حكمهم، وانعكاس مظاهرها فيما بعد على مناحي الحياة الثقافية والاجتماعية والفنية، لا سيما بعد الاهتمام بنشر التعليم وتأسيس التعليم النظامي، مشيراً إلى دور المدرسة المحسنية وأساتذتها الكبار مثل صالح دُبّه أول مدير لها، وعبدالله هادي سبيت ومحمد سعيد سبيت. ودور هذه المدرسة ليس في نشر التعليم النظامي وتحطيم أسوار الجهل وحسب بل وفي يقظة الشعور الوطني لدى أبناء لحج. ضف إلى ذلك انتشار التعليم الديني والعلوم الفقهية على يد علماء مثل العبادي والأهدل وعقبة الذي كان مديراً لمدرسة الوهط المعروفة. وإسهام جملة هذه العوامل بالإضافة إلى الابتعاث إلى الخارج في ترسيخ دور جيل مثقف وظهور أدباء كبار مثل صالح فقيه، وعبدالله صالح باجهل، وصالح نصيب ومسرور مبروك وغيرهم.

وكذلك النهضة الفنية خلال الثلاثينات والأربعينات في حقبة القمندان وبعد وفاته، ودوره الكبير والرائد في هذا المجال، والصلات والروابط الحميمة بين لحج وعدن، والحراك الثقافي والاجتماعي الذي ساد خلال تلك الفترة وتواصله إلى اليوم.

وتناول الأستاذ القاضي لمحة عن التطور الأدبي والنشاط المسرحي في لحج ودور ندوة الجنوب الموسيقية والندوة الموسيقية اللحجية، ودور أساطين الفن والطرب كالقمندان وفضل اللحجي والصنعاني في إرساء نهضة موسيقية أصيلة، وبروز عدد كبير من الأصوات الغنائية والقرائح والملكات الشعرية التي رسمت بصماتها بوضوح في التاريخ الأدبي والفني لهذه المحافظة المعطاء.

جدير بالذكر أن المداخلة هذه جزء من دراسة شاملة أعدها الأديب القاضي حول مظاهر الحياة الثقافية ودور الحركة الثقافية والأدبية في لحج.

وفي الندوة تحدث أيضاً المدير العام لمكتب الثقافة عبدالله باكدادة، منوهاً بدور هذه الملتقيات في الحراك الثقافي معتبراً تكريم القاضي اعتزازاً وعرفاناً بدوره في النشاط الثقافي وتفاعله الحي الدائم بين لحج وعدن، وفي دعم المنتديات أشار إلى أن مكتب الثقافة سيتبنى تكريم عدد من المبدعين خلال الفترة القريبة القادمة، من لحج وعدن وأبين، معرباً عن ارتياحه لمبادرات منتدى باهيصمي.

وألقى الاستاذ والأديب الباحث عبدالرحمن الملاحي، الذي زار عدن وحضر الاحتفالية كلمة عبر فيها عن السعادة للقاء حضرموت ولحج اللتين جمعتهما أواصر القربى والتفاعل الإبداعي الذي تجاوز الشعر إلى الفن الغنائي من خلال الألفاظ والمفردات الشعرية التي تؤكد التأثير المتبادل والتلاقح للثقافات، وأشار إلى اهتمامه بالبحث والتوثيق التاريخي، واعداً بأمسية أخرى يتناول فيها ذلك بالتفصيل.

وقد كرم المنتدى الأستاذ عبدالرحمن الملاحي بشهادة تقدير ووفاء إلى جانب زميله علي حسن القاضي.

كما ألقيت مداخلات عدة من قبل الحاضرين وممثلي المنتديات والرئيس الفخري للمنتدى الشاعر الناقد عبدالرحمن إبراهيم، وعلي محمد يحيى، وأحمد السقاف، وعلي عمر صالح، وقصيدة شعرية من ناصر مشبح، كما قدمت عدد من الفقرات الغنائية من روضة الغناء اللحجي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى