مع الأيــام..سلوك محزن يتنافى مع طبيعة حضرموت وأهلها

> عبيد سالم عبود:

> قام الوطن الموحد في 22 مايو 1990م على الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية، وعلى تلك الخلفية أجريت الانتخابات النيابية في الأعوام 1993م و1997 و2003م وأجريت الانتخابات المحلية في العامين 2000م و2006م وأجريت الانتخابات الرئاسية في العام 1999م وها هو يشهد عرساً ديمقراطياً، حيث ينظم المرشحون للانتخابات الرئاسية مهرجاناتهم الانتخابية في مختلف مناطق الوطن استعداداً ليوم العشرين من سبتمبر القادم، ليعبر الناخب عن إرادته في اختيار من يراه مناسباً من بين المرشحين ليكون رئيساً للبلاد، في اطار التبادل السلمي للسلطة، وذلكم هو خيارنا المبدئي الذي نعض عليه بنواجذنا، وطالما ونحن نتحدث عن مبادئ وإجراءات فإننا ولا شك نتحدث عن مظاهر المجتمع المدني القائمة على النظام والقانون.

نعم، من حقنا أن نمارس حقوقنا الدستورية في التعبير عن آرائنا وفي تنظيم أعراسنا الديمقراطية في سائر المحافظات، وكفل القانون للمرشحين استخدام وسائل الإعلام لعرض برامجهم والحديث إلى المواطن عبر وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة بنفس ديمقراطي وسلوك يتسق مع روح النظام والقانون وإلا انتفت الحاجة للحديث عن التداول السلمي للسلطة.

لقد أحزنني أن جماعة معينة حركت مواكب مسلحة من خارج محافظة حضرموت إلى داخل المحافظة يوم السبت اعتقاداً منها أنها جاءت للتضامن مع المرشح الرئاسي الأستاذ فيصل بن شملان لحضور مهرجانه الخطابي بمدينة المكلا اليوم التالي (أمس الأحد) ، الأمر الذي يتنافى مع طبيعة حضرموت أرضاً وسكاناً، ولا يختلف اثنان أن حضرموت أرض مسالمة وأهلها مسالمون ومؤمنون وتواقون للنظام والقانون والنابع من حرصهم على حب العلم والتجارة، ولم نسمع ولم نشاهد بل ولم نقرأ عند كل المنعطفات عن حدوث أعمال خارجة عن القانون اقترفها الحضارمة.

هل ساور تلك الجماعة ولو هامش من اعتقاد أن الأستاذ فيصل بن شملان سيريحه ذلك السلوك؟ سأراهن أن الأستاذ فيصل بن شملان بتركيبته الاجتماعية والذهنية والنفسية أبعد ما يكون عن ذلك السلوك غير المدني الذي يزعج سكينة حضرموت وأهلها المسالمين وينشر القلق والخوف في نفوسهم، بل إنه في غنى عنه لأن الأمان قبل الإيمان كما أرشدنا الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه.

إن لكل فعل رد فعل نتيجته لا تخدم الاستقرار السياسي ولا السلام الاجتماعي، وبالنتيجة الحتمية لا تخدم مسار التنمية. ونسأل الله الهداية لنا ولهم والله ولي التوفيق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى