ظالم شغل بالي .. ورومانسية على أمان في فصل الدراسة

> «الأيام» علي محمد يحيى:

> للإنسان في مختلف مراحل حياته الكثير من المواقف والأحداث، منها الطريف، ومنها أيضاً ما هو قاس على النفس، ومع ذلك فكلها تختزنها الذاكرة. أما الذاكرة عند الصديق العزيز شاعر الأغنية العدنية وأحد روادها الأستاذ على أمان فلها وقع خاص في نفسه وكذلك عند كل من يستمع إلى ذكرياته وهو يرويها بأسلوبه المحبب، وكلها كما أتصور طريفة وجميلة، بجمال نفسه ودماثة خلقه ويساطته مع أقرانه وأصدقائه.

من ذكرياته اللطيفة والطريفة وهي كثيرة، كانت قصته مع قصيدته الغنائية التي أحدثت جدلاً كبيراً بسبب مستواها الفني الراقي وحداثة سن مؤلفها آنذاك قصيدة «ظالم شغل بالي».

يتذكر الأستاذ على أمان عن قصة كتابة هذه القصيدة أنه عندما كان طالباً في الكلية الفنية THE TECHNICAL COLLAGE بمدينة المعلا وقت ذاك، والتي عرفت فيما بعد بالمعهد الفني.

«في ذات صباح- كما يقول- كان أستاذي يومها- وصديقي فيما بعد - الأستاذ محمد خليل اليناعي واقفاً في الفصل أمام السبورة يشرح لنا تجربة في مادة الكيمياء التي لم أكن أطيقها وقد أعتدت أن يكون مقعدي أحد آخر المقاعد في الفصل، وهذا الوضع كان يوفر لي الفرص الكافية والمناسبة لأمارس هوايتي المفضلة في كتابة الشعر، والشعر الغنائي خاصة، والذي كنت أتصوره (شخبطة) أو فوران المراهقة، حيث كنت غارقاً حتى أذني في تأثيرات الرومانسية، مما كان ينسيني أو أتناسى أحياناً أنني في قاعة الدرس.. وهذا ما حصل معي مرة في حصة الكيمياء مع أستاذي وصديقي اليناعي.

فحينما كنت غارقاً ومسترسلاً في كتابة هذه القصيدة، لم أكن أدري إلا بالأستاذ اليناعي الذي كان يقف خلف مقعدي ليخطف الورقة (الأغنية) من بين يدي ويتجه بها مسرعاً نحو السبورة منفعلاً ليتحدث إلى طلبة الفصل عن جهده وتعبه وشرحه الطويل للدرس الذي جاوز نصف الساعة و- صاحبكم- وكأنه في عالم آخر يكتب الأغاني. حينها انطلقت ضحكة مدوية متميزة لزميلي هاشم عبدالله سيف - يرحمه الله- تبعثها ضحكات أخرى متتاليات من بقية زملاء الفصل، الذين طالبوا مجتمعين الأستاذ محمد خليل اليناعي بأن يقرأ على مسامعهم القصيدة، ولم أكن قد أكملت فيها البيت الأخير.. وبدأ الأستاذ اليناعي يقرأ.. ظالم شغل بالي.. إلى آخر ما كتبت فيها وكانت الحصة قد شارفت على نهايتها.

فإذا به يطلب مني أن أأتي إلى جانبه ومخاطباً إياي بأنه يمنع علي الجلوس في آخر الفصل وأن أمتنع عن الكتابة فيه فالبيت هو المكان الأنسب لذلك..

وانقضت السنون فإذا بنا صديقين..وكم استعدنا نتذكر معاً ذلك الموقف الطريف.

وقد صدر ديواني «أغان عدنية» عام 1955 محتوىاً على هذه الأغنية التي اطلع عليها حينها الفنان الكبير أحمد السنيدار وأعجب بها فغناها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى