> مع اقتراب الانتخابات لاختيار مرشح الحزب الاشتراكي الفرنسي الى الانتخابات الرئاسية المقبلة، عاد رئيس الوزراء السابق ليونيل جوسبانالى الاضواء مشاركا في لقاء لناشطي الحزب الاشتراكي من دون ان يوفر بانتقاداته سيغولين رويال المرشحة المفضلة حتى الان للاشتراكيين.

واجرى جوسبان نقاشا لاكثر من ساعتين مع شباب الحزب الاشتراكي خلال اللقاء الصيفي العام للحزب في مدينة لاروشيل في جنوب غرب فرنسا، في اول ظهور له على هذا المستوى منذ انسحابه من الحياة السياسية عام 2002 اثر خسارة مرة حين تقدم عليه في الدورة الاولى مرشح اليمين المتطرف جان ماري لوبين.

وامام هؤلاء الشبان الذين استقبلوه بكثير من الحفاوة، تطرق جوسبان بتأثر كبير يلخسارته عام 2002 وعزا هذا الفشل الى الانقسامات في صفوف اليسار، الا انه لم يوضح نواياه في ما يتعلق بالترشح للانتخابات المقبلة في ربيع 2007.

وجوسبان الذي بلغ عامه التاسع والستين، يبدو منجذبا ازاء فكرة الترشح للانتخابات الرئاسية معتبرا ان الحزب الاشتراكي الذي يعيش انقسامات حادة على خلفية اختيار مرشح لهذه الانتخابات يمكن ان يلجأ اليه.

ولم يخف جوسبان معارضته لترشح رويال وقد انتقد اسلوب هذه النائبة والوزيرة السابقة واعتبر انه سطحي.

وقال في هذا السياق "التقنية ليست بديلا عن السياسة. يجب التسلح بافكار وقناعات ويجب عرض التحديات والقول ما هي القرارات التي ستتخذ غدا واي عمل سنقوم به".

وكانت رويال التي غابت عن نقاشات يوم أمس الأول السبت، القت الجمعة الماضية في افتتاح المؤتمر الصيفي العام للاشتراكيين في فرنسا خطابا دعت فيه الى توحد الحزب الاشتراكي، وقد قاطع خطابها منافسوها المعلنون او المفترضون للانتخابات الداخلية في الحزب.

وهذا المؤتمر الذي يستمر ثلاثة ايام يعد مرحلة اساسية على طريق اختيار مرشح الاشتراكين الذي سيتم انتخابه من قبل الناشطين في تشرين الثاني/نوفمبر. والحد الاقصى للتقدم بالترشح هو في الثالث من تشرين الاول/اكتوبر.

ورويال (52 عاما) التي تقول انها تريد تجسيد "تطلع نحو المستقبل" في بلد عاش ازمات متتالية خلال السنوات الاخيرة، تبدو وكانها الوحيدة التي يمكنها ان تفوز في وجه المرشح المفضل في معسكر اليمين، وزير الداخلية نيكولا ساركوزي.

الا انه يجب عليها ان تواجه قبل ذلك منافسيها في المعسكر الاشتراكي، وهم الوزير السابق جاك لانغ (66 عاما) ووزير الاقتصاد السابق دومينيك ستروسكان (57 عاما) ولوران فابيوس (59 عاما) الذي قاد معسكر معارضة الدستور الاوروبي.

وينتقد هؤلاء برنامج رويال الذي يعتبرونه غامضا، اضافة الى قلة خبرتها في السياسة الخارجية.

والمعطيات في هذا السياق اصبحت تبدو اكثر تعقيدا بعد ان المح السكرتير الاول للحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند، صديق رويال واب اولادها، انه يمكن ان يترشح، تماما مثل ليونيل جوسبان.

وهي المرة الاولى التي يكون فيها الاشتراكيون امام هذا العدد من المرشحين لدرجة اعتبرت صحيفة "ليبراسيون" اليسارية ان هذا الواقع "يهدد الحزب بالانفجار الداخلي".

وفي ظل هذه المنافسات المحتدمة، وجه المتحدث باسم الحزب الاشتراكي جوليان داري حليف رويال، تحذيرا واضحا الجمعة الماضية.

وقال "اذا ما تحولت هذه المنافسة الى حرب ضروس، واذا اصبحت الجروح التي تنتج عنها غير قابلة للشفاء، قد نكون في صدد اعادة تكوين ظروف هزيمة 2002".

واستبعد داري ان يترشح جوسبان وراى في هكذا ترشح "دلالة على ان الحزب الاشتراكي لم يستطع ان يتغير".