يا نساء اليمن.. عاد المراحل طوال

> حسن سعيد الدبعي:

> لاحظنا من خلال النظر إلى قوائم الترشيحات للانتخابات المحلية أن هناك غبناً واضحاً للمرأة اليمنية في المنافسة على المحليات، إذ رأينا أن عدد المرشحين للمحليات بلغ 22 ألف مرشح بينهم 187 امرأة أي بنسبة لا تتجاوز 2% .. إننا نتساءل كيف يتم التعامل مع نصف المجتمع بهذه الطريقة التعسفية المقصودة وما هي مبررات ذلك؟ الأحزاب السياسية تتبادل الاتهامات فيما بينها حول الموقف من المرأة، الحزب الحاكم يتشدق بأنه خصص 15% للمرأة والأحزاب الأخرى تتبجح بأنها مع المرأة وتناصرها، وفي الواقع عكس ذلك تماماً. حتى في الترشيحات للانتخابات الرئاسية كان هناك ثلاث نساء ترشحن للمونديال الرئاسي وعند التزكية من مجلسي النواب والشورى تم رميهن إلى خارج المنافسة، وكان يجب على الأقل لو هناك ذوق ومشاعر تجاه المرأة أن يتم تزكية واحدة منهن كديكور دعاية للخارج حتى يقولوا إننا ديمقراطيون وإن المرأة لها مكان في الممارسة الديمقراطية في هذا البلد الذي عرف عنه قديماً الانفتاح على المرأة وعدم التحسس منها، حيث سبق لهذه المخلوقة أن حكمت اليمن وأظهرت براعة عجز عن مثلها الرجال، فما لنا في عصر التقدم والرقي والعولمة نجد أن المرأة اليمنية تتراجع إلى الوراء في تبوؤ المناصب القيادية والإدارية واقتحام ميادين المنافسة في الانتخابات مثلها مثل أخيها الرجل؟ لماذا نتأخر في حين يتقدم الآخرون ولماذا نزداد رجعية في ما يتصل بحقوق المرأة؟ لماذا هذا التكالب على وأد تطلعات المرأة في بلادنا التي ترغب في اقتحام الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية؟ هل هي ما زالت ناقصة؟ أم أن العقليات التي تحكم هذا البلد هي الناقصة أصلاً فهمونا يا أصحاب الشأن والحل والعقد؟

187 امرأة فقط مرشحة للانتخابات المحلية ويعلم الله كم سينج منهن في الانتخابات طالما والعقلية الذكورية المشبعة بالحسد على ما هي عليه.. المفروض أن تمنح للمرأة كوتا محددة لا تنقص على 30% ولا ينبغي القفز عليها وتتفق كل الفعاليات السياسية على تزكيتها وفرض أمر واقع ليصبح للمرأة صوت ومكانة، أما التشدق بالكلام المعسول والحقيقة علقم في علقم فهذا غير مقبول.

بالله عليكم أكثر من 44% من نسبة المسجلين في القوائم الانتخابية نساء يكون نصيبهن فقط 187 مترشحة؟ نقولها بالفم المليان «عيب» بل هي قسمة ضيزى.

المفروض من النساء اليمنيات وقد شكلن إطاراً جديداً برسمهن يسمى «تحالف وطن» أن يصعدن حد الرفض إلى أعلى مستوى ولا يرضين بهذه النسبة ولا يعطين أصواتهن إلا للمرأة في الانتخابات حتى يعكسن غضبهن واقعاً ملموساً ويكون لهن رقم صعب في المعادلة الانتخابية، كما لا يجوز أن تستمر المرأة في مربع الناخبة فقط فما الذي ينقصها يا ترى حتى تكون منتخَبة؟ ومن الذي وضعها في هذا القالب الكئيب هل هو الدين أم العادات الاجتماعية المريضة؟ إن للمرأة الحق أن تقتحم كل الميادين وتتعاضد نساء اليمن من أجل مصلحتهن فالرجال يبدو أنهم متحالفون ضدهن سلطة ومعارضة، وعليهن أن يشكلن تحالفاً مضاداً حتى يستقيم ميزان القوى في المجتمع اليمني. والمطلوب فقط أن تكون النساء عندنا متحمسات لقضيتهن ويناضلن من أجل أن يكون لهن حضور في جميع الميادين.. وحدهن فقط من يستطعن قلب الطاولة أمام المزايدين عليهن وأن يفهمن تماماً أنهن في بلد ما زال مشدوداً إلى الماضي في أسوأ صوره..

ويا نساء اليمن.. عاد المراحل طوال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى