نصوص

> «الأيام» أحمد جعفر الحبشي:

> فراغ .. اقتنعت بمبدأ إدارة الظهر وشرعت في تطبيقه .. ظناً منها أنه سيتشبث بها! .. ولكنه اتخذ المبدأ نفسه واختفى .. لتتشبث بها جدران أربعة!.

رحَلَت

سئِمت من المحاولة للعبث معه .. لم تُجدِ صرخاتها «بابا .. بابا» في استمالته نحوها .. حتى تغشّاها النوم .. لتمتد بجانبه محتضنةً دميتها .. أما هو فما زال على جلسته تلك .. لم يعد يعي شيئا سوى ذكريات يتلمّسها - بعينين متقدتين- في كل شبر من أرجاء الغرفة .. «لروحٍ ٍ قد رحلت » .

زقاق

فتّش عن الأمل في كل حاجياته .. حقيبته .. بيته .. وفي الوجوه من حوله .. وحينما ظلت به الطرق .. انبجست من أحد الأزقة .. ثمة ما يرمز إليه .. ابتسامة طفلةٍ في الرابعة.

محطة

مرّت جميع القطارات .. وخلت المحطة من المسافرين والمارة .. وبقيت هي .. ترقب قطارا من طراز خاص . لقد تغيرت ملامحها كثيرا .. وغدت بحاجة ماسة .. لعصاً تسندها ! اللامطر

كلما سمع زخات المطر .. وجد نفسه مبتلا .. ماداً ذراعيه .. علّه يصل إلى نقطة المطر واللامطر .. وحينما وصل .. أغمض عينيه موقنا .. أن لكل شيء نهاية .

صقيع

طوّق فراشَها بشتى أنواع الأدوية علّها تفيق من غيبوبتها .. وطفق يرقبُ أملاً ينبجسُ من سواد عينيها ..تمتمت بصوتٍ فيه حشرجة بعد أن طافت بعينيها أطراف المكان :

- أرجعها ! فلعلها تقضي شيئاً من ديوننا ! وبعينين مبللتين طفقت تنظر إليه ..حتى سرى بجسدها صقيع بارد !

سقطت زجاجة الدواء من يده بعد أن أبصر هناك .. سبابتها تحلّق عاليا !

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى