في أمسية اتحاد الأدباء (بعدن) .. درامية الصورة الشعرية في شعر الشاعر الكويتي سعد الجويّر وفتحي أبو النصر

> «الأيام» شوقي عوض:

> في إلماحة حملت الكثير من المعاني والدلالات العميقة والأخوية الصادقة بين الشعبين اليمني والكويتي رحب الأستاذ الشاعر المثقف مبارك سالمين رئيس اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين فرع عدن بالشاعر والروائي الكويتي سعد الجوير.. ترحيباً حاراً باعتباره من أهم الأسماء الشعرية في سماء القصيدة العربية الجديدة بالكويت وكذا الأخوين اليمنيين المرافقين له الأستاذ ماجد المذحجي والشاعر فتحي أبو النصر متمنياً لهم أمسية جميلة بمدينة عدن التي تزيت بهم.

مشيراً في هذه السياق إلى أن الشاعر والروائي سعد الجويّر قد صدر له مجموعة من الدواوين الشعرية هي (ظل لا ترسمه نخلة) شعر عام 2002م، (طقوس صاخبة) شعر عام 2002م، (تم الكتاب) شعر عام 2004م، (خطيئة الكائن) شعر عام 2004م، (غريب على ضفة نائية) نقد عام 2006م، (باربار) رواية عام 2006م.

لينقلنا بعد ذلك في لوحة إبداعية مع الأستاذ ماجد المذحجي مدير الأمسية والذي أتحفنا بعباراته الرشيقة جملة وتفصيلاً عند تقديمه للشاعر والروائي الكويتي سعد الجوير والشاعر اليمني فتحي أبو النصر.

وطاف بنا بين بيان العبارة وجمالها وجزالة المضمون وسط تنوع محكم بامتداد نغمات كلماته ودفقات ايماءاته والتي تدل على تطويع تنغيم الحالة الشعورية والنفسية ورؤية ثاقبة شدت انتباهي نحو الأستاذ ماجد المذحجي في ذلك التقديم المتميز والذي جمع بين الشاعرية والسرد والتشكيلات الدلالية عند الحديث عن خصوصية القصائد الشعرية للشاعرين الشاعر الروائي الكويتي سعد الجوير والشاعر اليمين فتحي ابو النصر، لاسيما وهو يرحل بنا عبر خطوط زوايا موسيقاه التصويرية واللغوية في فضاءات جسدت جميل قول الكلام وما ينطوي عليها من حركة حداثية في هيكلية القصيدة وتدفق وعطاء واتساع كوني وجمالي يتحلق في التجمليات والحلم القادم الأكثر حداثة.

هذه المؤشرات ستجدونها متطابقة تماماً مع عناوين نصوص الشاعر الكويتي سعد الجوير مفعمة بالحيوية والمشاعر الإنسانية المترابطة بوهج الحقيقة، والسؤال في هذا النص المعنون بـ (مولد) والذي فيه الشاعر سعد الجوير يقول:

هل بين الحقيقة والمجاز

لا يولد الآدميّ؟!

إنه الآن

سفينةٌ عالميةٌ كانت قريةً

ربانها ثملٌ في تلك الليلة

ورأى وجه الله في زبدِ الماءِ

ثم أرخى فتراخى

****

سألته سمكات الماء

هل بين الحقيقة والمجازِ

لا يولد الآدمي

ويكثف من تساؤلاته هذه بعمق في (نسيان) وهو مقطع يأتي متتالياً نسفاً بعد (مولد) من النص المشار إليه سلفا، لهذا نجده يقول:

بعدما أفرغ قارورة النبيد مرةً واحدةً

ونسي زماناً مرةً واحدةً

عباّها بأسمائه القديمة

وتمنى للرياح

أن تنسى كل أسمائه

مرة واحدة

أيضاً

ويختتم قصيدته الأكثر ألقاً وتوهجاً والتي بدأها في (مولد) و(نسيان) ثم (حب):

كثير من الكلام العذب

عليّ أن أتفوه به اليوم

يا حبيبي

لأن هذا العالم

ما عاد يطاق كما لو قبل ساعة فقط!

و فضاءات مدونة فتحي أبو النصر نقرأ تناصاً يوزع أسطره على الذات الشاعرة في فتوحات نصره، بحيث يغدو الحلم كإنتاج رؤيوي للدفقة الشعورية ووحشتها ضمن سياق إشاري ودلالي كقوله:

حين أعصف بي.. لا أبارحني

أتذوقني وأتطلع إلى أهداب الروح

أشم سبب المعنى وبمطارحات السكون أبتل

..ممتدة كتدابير العرافات تلمسني أغنية بعيدة

وفي مقطع آخر يقول:

تدمع عيناه.. حين يبتسمون له

لا ينام من رائحة وردة في غرفته وبأعصاب نافرة/ يذود عن مركز الرعشات

برتقالي الوجع/ شديد المغفرة/ يدغدغ طيوراً محنطة

بمجرد ما ينتهي دائماًَ يقول: سأبدأ الآن وحيد قلبه المعلق/ أحمق الرغبات/ بقايا خيال منفلت

يخدش النبيد بمفارقاته وعلى ضوء الشموع يحرس نفسه من نفسه

حين يبتسمون له.. تدمع عيناه

وإلى أن نتعرف على هؤلاء الحسناوات ونذهب بعيداً عن قبيلة عملس وأرقط وزهلول وعرفاء جيال على حد تعبير الشاعر الصعلوك المتأبط شراً وتبان سعاد وتظهر من خيمتها حاصرت أسئلتي كدريد بن الصمة مكتفياًَ بالاحتضان بمدينة عدن بابتسامتها وصيرورة الشعراء فيها وكأنها تقول مازال الشعر ديوان العرب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى