وتلك الأيــام..انتخابات هادئة

> د. هشام محسن السقاف:

>
د. هشام محسن السقاف
د. هشام محسن السقاف
تمضي الحملات الانتخابية الرئاسية على وتيرة شفافة حتى الآن، بعد التوجيه الرئاسي القوي للجنة العليا للانتخابات والاستفتاء بحصص متساوية للمرشحين في الفضاء الإعلامي الرسمي، وهو أمر يصب في التوجه ذاته الذي حرص عليه فخامة الأخ الرئيس بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، تصطفي من يريده الناس لإدارة دفة الحكم في المستقبل، وتضع الإنسان في هذه الأرض وجها لوجه أمام خياراته في الديمقراطية، كوسيلة ناجعة من وسائل إدارة التنافس السياسي، والاحتكام إليها، والاتكاء على مفرداتها ومبادئها التي تعاطت معها شعوب عدة في كوكبنا، مجتمعاتها أكثر تعقيدا من مجتمعنا، ليست الهند البلد والقارة، واللغات والقوميات والأديان والتقاليد المتعددة، إلا واحدة من البلدان التي تخرج من قاع الدنيا إلى صدارتها بالديمقراطية وحدها. ولم يعكر صفو الأجواء الانتخابية إلا الحادثة الدموية المؤسفة في محافظة الجوف والتي راح ضحيتها رئيس اللجنة الإشرافية فيها وعدد آخر من الموجودين في المكان ذاته الذي شهد وقائع تلك الجريمة، وهو مؤشر على أن هناك دوراً أساسياً ينبغي أن يضطلع به رجال المؤسسة الأمنية بالتكثيف والحضور والحيادية ايضا لاكتمال نسق هذه الانتخابات دو أن تغمز قناة أحد بما يخدش نزاهتها وشفافيتها. وفي هذا السياق يجب أن تكون اللجان والدوائر والمراكز أماكن آمنة تحظر فيها الأسلحة حظرا نهائيا ولا يجوز لأي أحد أن يدخلها مسلحا، سواء من المقترعين- المواطنين- أو المرشحين.

وقد رأينا كيف استهجن الناس في حضرموت المظاهر العسكرية المبالغ فيها لأحد المرشحين وهو ما يلقي بظلال قاتمة على مصداقية الخطاب الدعائي الانتخابي الذي تنسفه مثل هذه المظاهر وهو في المهد، كما لا ينبغي أن يؤثر الحادث المؤسف الذي ذهب ضحيته الأخ عادل عبده محمد ابن شقيقة المرشح للانتخابات الرئاسية الأخ أحمد عبدالله المجيدي في سير حلمته الانتخابية ويُترك للجهات الأمنية بمحافظة لحج القيام بدورها المنتظر للكشف عن الجناة بالسرعة التي تفرضها طبيعة وخصوصية الحملة الانتخابية التي لا يجب أن يعكر صفوها أية حوادث مخلة بالأمن العام والسكينة الاجتماعية، فنجاح الانتخابات مسئولية وطنية مناطة بالدولة وأجهزتها المختلفة، كما هي مسئولية الأحزاب والمنظمات والهيئات الأهلية والمدنية المختلفة، ومسئولية مختلف قطاعات وشرائح الشعب اليمني.

إن قلق المراقبين الدوليين العاملين في بلادنا لمراقبة الأداء الانتخابي، كاستحقاق يمني غير مبتوت الصلة بالاهتمام الدولي العام، من بعض المظاهر المقلقة التي تطل برأسها من هنا وهناك، يجب أن يكون حافزا لإجراء انتخابات في مناخات مثالية، ونحن جميعا لدينا القدرة والعزيمة على ذلك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى