المرأة والانتخابات

> صالح علي السباعي:

>
صالح علي السباعي
صالح علي السباعي
يقال إن أول باقة زهور قدمها رجل إلى امرأة كانت في الألف الرابع قبل الميلاد، عندما اكتشف رجل صيني يدعى يانغ شاو أن بالإمكان الحصول على قلب المرأة بواسطة وردة جميلة إذا تعذر تقديم عنزة صغيرة لسبب أو لآخر، وهذا يعني أن الورد كانت صلة الوصل بين الرجل والمرأة منذ اللحظة الأولى.

اليوم تغير كل شيء.. والوردة لم تعد كافية لهذه المرأة، فهي تريد الحصول على مزيد من الحقوق أسوة بالرجل، وتشعر المرأة بخيبة أمل كبرى من الرجل الذي أنجبته والذي يضع القوانين التي تحرمها من كثير من الحقوق كما تعتقد، وأن هذا الرجل نظرته لها لا تتعدى كونها مخلوقاً لطيفاً وجد ليسعده، وترى المرأة أنه آن الأوان لها أن تطالب بحقها من الرجل الذي اعتاد استخدام تفوقه الفسيولوجي عليها، حيث إن الكثيرين من قادة الأحزاب والنخب السياسية من الذين يرفعون شعارات تحرر المرأة وحقوق المرأة لا يؤمنون بهذه الشعارات، وهم يرون أن المرأة حصلت على الكثير، وهي موجودة في مرافق العمل وخصوصاً التربية والصحة والجامعات بنسبة ربما تتساوى مع الرجل إن لم تكن تزيد عليه، اضافة إلى وظيفتها الأساسية كأم وربة بيت وهذه الوظيفة الأخيرة تشعر الكثير من الساسة بأن المرأة تستطيع إقناع أكبر رأس سياسي مهما كان يابساً وتأخذ منه ما تريد ولذلك فهم غير متحمسين لدعم امرأة قوية قد تصبح يوماً مثل مارجريت تاتشر أو انديرا غاندي أو حتى ميجاواتي سكارنو بوتري لتنافسهم على رئاسة الوزراء وتفوز عليهم، ولهذا يقتصر دعم هؤلاء الساسة والأحزاب على الشعارات والحديث عن المساواة، وعند الضرورة يدعمون المرأة الضعيفة التي تأتي من آخر النفق لإكمال المشهد الديمقراطي أمام الرأي العام خصوصاً الخارجي بينما هم يقفلون كل الأبواب والنوافذ على نسائهم ولاي سمحون بمشاركتهن في أي عمل سياسي أو نقابي أو حتى اجتماعي لوجه الله، وكأن ضريبة الحقوق والتحرر مطلوب دفعها من العامة.

وخلال هذه العقود الطويلة التي مضت نادراً ما نرى امرأة من نساء الطبقة السياسية تتقدم لأي عمل قيادي بما فيه العمل النسائي، وإن حدث هذا فغالباً ما يتحول نشاطها للمجموعة أو الحزب الذي تنتمي إليه وخدمة أهدافه على حساب ملايين الأميات البائسات المحتاجات للأخذ بأيديهن ومساعدتهن، وها هي الانتخابات المحلية على الأبواب وعلى المرأة أن تثبت جدارتها ونصرة قضية المرأة وحقوقها، حتى لا تكون المناسبة مجرد كرنفال احتفالي كسابقاتها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى