مؤتمر تداعيات العدوان «في يومه الأخير» تركيز على التأثيرات في العرب وإيران وتركيا

> بيروت «الأيام» عن «النهار» :

>
جنود إيطاليون ينزلون من مروحية هبطت بالقرب من شاطئ مدينة صور بجنوب لبنان أمس
جنود إيطاليون ينزلون من مروحية هبطت بالقرب من شاطئ مدينة صور بجنوب لبنان أمس
ناقشت ندوة "تداعيات الحرب الاسرائيلية على لبنان" التي ينظمها "مركز دراسات الوحدة العربية" في يومها الثاني والاخير 4 ابحاث تناولت التداعيات العربية، والتداعيات على ايران، والتداعيات على تركيا، والتداعيات الدولية.

وتطرق استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة احمد يوسف احمد في بحثه عن "التداعيات العربية" الى المواقف العربية من الحرب، بما فيها ما سماه "المبادرة" بالاعتراض على المقاومة من بعض الانظمة العربية، وقال: "لو حسب اي مقاوم موازين القوى بينه وبين الاحتلال وردود الفعل المتوقعة على ما ينوي ان يبديه من مقاومة، لما حدثت اي حرب تحرير في العالم، فأي حسابات رشيدة يستقيم معها ان تحارب "فتح" او "حماس" او "حزب الله" اسرائيل؟ لكن العجيب ان مختلف حركات المقاومة التي انطلقت من حسابات "غير رشيدة" لموازين القوى انتهت بالانتصار".

واضاف: "ان منطق "الحسابات" في ادارة الصراع العربي - الاسرائيلي وغيره من قضايا العرب الكبرى قد عقم حتى الآن عن تحقيق اي انجاز". واشار الى "ثبات الموقف السوري الداعم للمقاومة والى العجز عن عقد قمة عربية لمواجهة الوضع الخطر الناشئ عن العدوان الاسرائيلي على لبنان". ورأى "ان الموقف الجماهيري اصاب القيادات العربية الرسمية بحرج بالغ، فأحدثت ما احدثته من تغير في سلوكها وإن كان لفظيا او شكليا".

ثم تناول التداعيات العربية للحرب وقال: "لا شك في ان جريمة بهول العدوان الاسرائيلي الهمجي على لبنان في تموز وآب وانجازا بحجم صمود المقاومة امام هذه العدوان وقدرتها على تكبيده خسائر فادحة، افضيا الى نهاية لم تتوقعها الدوائر الاسرائيلية والاميركية، ولا بد من تداعيات متشابكة بالغة الاهمية.

وتحاول الورقة في هذا السياق ان تقدم بعض الافكار للمناقشة حول محاور ثلاثة: يتعلق اولها بالنظام العربي الرسمي، والثاني بفكرة النظم البديلة لهذا النظام، والثالث بمستقبل الصراع العربي - الاسرائيلي".

واضاف: "يمكن الافتراض ان اداء المقاومة في مواجهة العدوان والنموذج القيادي الذي قدمه السيد حسن نصرالله مثلا دفعة معنوية للقوى المطالبة بالتغيير في مواجهة قيادات طال بقاؤها في السلطة وغرفها من مكاسبها من دون انجازات تذكر".

وقال: "لعل اول ما يتأثر بالحرب الاسرائيلية على لبنان هو الصراع العربي - الاسرائيلي، لكون هذه الحرب قد انطوت على ادارة ناجحة للصراع من قبل فصيل رئيسي من فصائل المقاومة العربية لاسرائيل، الامر الذي يفترض بداهة ان يعزز ثقافة المقاومة وآلياتها في مواجهة المشروع الصهيوني".

وعقب السيد معن بشور على البحث فاعتبر "ان انخراط القوى السياسية في مشروع المقاومة على مستوى الامة، اي مقاومة الاحتلال ومقاومة المشاريع الاستعمارية والصهيونية، هو اقصر الطرق لفتح نوافذ الحرية والمشاركة، ولتطويق منطق الاستبداد وتفكيك مبرراته".

التداعيات على ايران

ثم قدمت استاذة العلوم السياسية في جامعة القاهرة نيفين سعد بحثا بعنوان: "التداعيات على ايران" ومما فيه: "ان الاقتناع بدور ايران في عملية "الوعد الصادق" لا بد من ان يؤثر في موقف الولايات المتحدة من المعادلة السياسية العراقية السائدة ومن الفئات الوثيقة الصلة بإيران، وفي الوقت نفسه سيتأثر تطور الموقف الايراني على الساحة العراقية بالاسلوب الذي تعالج به الولايات المتحدة الملفات الايرانية الاخرى في لبنان وخارج لبنان".

وشرحت "ثلاثة تفسيرات لعلاقة ايران بعملية "الوعد الصادق"، اولها ينطلق من ان ايران هي التي خططت لخطف الجنديين، وكل ما تلى ذلك وما رمى اليه. ويستند هذا التفسير، وفقا لرأيها، الى العلاقة الوثيقة بين ايران و"حزب الله"، وهي علاقة تشمل سوريا. اما التفسير الثاني فيعتبر ايران احد اهداف الحرب الاسرائيلية على حزب الله. ويذهب التفسير الثالث الى اعتبار "حزب الله" المسؤول عن قرار اختطاف الجنديين للاهداف التي اعلنها".

ورأى ان الحرب "كرست المحور الذي يجمع بين كل من سوريا وايران وحزب الله وحركة " حماس"، وهو محور تأسس لاسباب موضوعية تتعلق بالموقف من الصراع العربي الاسرائيلي"، مضيفة ان "الحرب اعادت تشكيل المحور المصري - السعودي - السوري، بإخراج سوريا منه وتقدم الاردن لشغل موقعها. وان الحرب بشرت بمحور لا يزال يتشكل بين الحركات الاسلامية في ظل اطار عابر للمذاهب".

تركيا

ثم تحدث استاذ التاريخ واللغة التركية في الجامعة اللبنانية الدكتور محمد نور الدين عن " تداعيات الحرب على تركيا، ومما قال "ان تركيا من الدول التي دخلت متأخرة على خط الازمة او المسألة اللبنانية. وهذا يطرح تساؤلات كثيرة عن أبعاد المحاولة التركية لتكون جزءاً من الصراع اللبناني، وتالياً الشرق الاوسطي".

واشار الى ان "تركيا عضو في حلف شمالي الاطلسي وتخوض مفاوضات لنيل عضوية رسمية في الاتحاد الاوروبي، وهي جزء من الذهنيات التي تتحكم في العالم الاسلامي، وبالتالي من النظام الرسمي الاسلامي الذي يتولى امانة منظمته الرسمية شخصية تركية، كما انها محكومة، لعوامل تاريخية، بثوابت لا يمكن المس بها جذرياً في علاقاتها مع محيطها المباشر سواء أكان اسلامياً ام مسيحياً".

وتعرض لمسألة مشاركة تركيا في قوة "اليونيفيل" الموسعة، واصفاً موقف الحكومة التركية بأنه "صعب"، كما تطرق الى المسألة اللبنانية والعلاقات التركية - الاسرائيلية، مشيراً الى انه "مع وصول حزب العدالة والتنمية الى السلطة عام 2002 طرأ تبدل مهم في العلاقة التركية بالعرب، ولا سيما بسوريا، كما بإيران. وفسّر ذلك على انه على حساب العلاقات مع اسرائيل، وهو الذي تبدّى عدم صحته".

ويلاحظ الباحث ان "مقاربة تركيا الملف اللبناني في ما يتصل بـ"حزب الله" تختلف جذرياً عن مقاربة الملف الفلسطيني، سواء مع "حماس" او محمود عباس، اذ ان الحساسية التركية حيال لبنان من هذه الزاوية اقل بكثير منها في الملف الفلسطيني".

وختم: "ان اي موقف تركي من المسألة اللبنانية والوضع في الشرق الاوسط عموماً بعد العدوان الاسرائيلي على لبنان يتطلب توازنات دقيقة وصعبة، وعدم اخذها في الاعتبار يؤدي الى تداعيات في الداخل التركي وخارجه".

التداعيات الدولية

وكان البحث الاخير للاستاذ في العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور حسن نافعة، وقد تناول "التداعيات الدولية"، وبدأ بأن "الحرب الاسرائيلية على لبنان تختلف عن كل الحروب العربية - الاسرائيلية السابقة من ثلاث زوايا على الاقل. الاولى تتعلق بطبيعة الدور الاميركي فيها: فالواقع ان الولايات المتحدة لم تكتف بمنح اسرائيل ضوءاً اخضر لشن هذه الحرب او اضطرت للتعامل معها بعد اندلاعها، كما اعتادت في الحروب السابقة، بل كانت شريكاً فيها ومحرضاً عليها وراعياً لها الى درجة ان بعضهم اعتبر هذه الحرب تحديداً حرباً أميركية تؤديها اسرائيل بالوكالة. والثانية تتعلق بالموقف الاوروبي: اذ بدت الفجوة بين المصالح الاوروبية والمصالح الاميركية - الاسرائيلية ضيقة الى درجة التلاشي. والثالثة تتعلق بموقف الامم المتحدة منها وبدورها فيها: ففي هذه الحرب استطاع التحالف الاميركي - الاسرائيلي - الاوروبي ان يقود المنظمة الاممية الى الوجهة التي يريد بصرف النظر عن مدى اتساقها مع القانون الدولي او مع المبادئ العامة وقواعد السلوك المنصوص عليها في الميثاق".

وأرجع "جذور حرب تموز 2006 الى حدثين مهمين: انتصار المقاومة على اسرائيل في عام 2000 واخفاق مؤتمر كامب ديفيد الثاني في العام نفسه". واعتبر ان "تعثر المشروع الاميركي في العراق اجبر الادارة الاميركية على مراجعة خططها وتغيير "اساليبها في معالجة الملفين الايراني والسوري من دون التخلي عن اهدافها حيالهما. وهكذا تم استبعاد الخيار العسكري موقتاً، واصبح الملف النووي المدخل الملائم للضغط على ايران، كما اصبح الملف اللبناني هو المدخل الملائم للضغط على سوريا".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى